الجبهة الشمالية تشغل إسرائيل ديبلـوماسـيـاً وإعـلامــيـاً

13-02-2013

الجبهة الشمالية تشغل إسرائيل ديبلـوماسـيـاً وإعـلامــيـاً

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في القدس المحتلة بمهاجمة سوريا مرة اخرى لمنع نقل أي سلاح «كيميائي وإستراتيجي» إلى «حزب الله». وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد سافر على عجل إلى الولايات المتحدة في مهمة وصفت في وسائل الإعلام بأنها ترتبط بالتوتر على الجبهة الشمالية. وحفلت الصحف الإسرائيلية في اليومين الأخيرين بتقارير عن «حزب الله» وسوريا وإيران في إطار الحديث عن التوتر في الشمال.
وأشار نتنياهو في نوع من التأكيد على تهديده قائلاً: «قلت في الماضي وأقول مرة اخرى: لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهذا السلاح بالوصول إلى أيادي الارهاب». ومن جهة ثانية، استغرب كثيرون زيارة باراك المفاجئة إلى واشنطن وهي الثانية في غضون شهر تقريباً. ونبع الاستغراب أساساً من كون باراك حل ضيفاً على البنتاغون قبل شهر تقريباً في زيارة وصفت بأنها وداعية قبيل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأشارت «هآرتس» إلى أن خلفية الرحلة العاجلة ليست واضحة على الإطلاق، لكن التقديرات تشير إلى أنها قد تكون مرتبطة بالتوتر الشديد على الحدود الشمالية وبرغبة اسرائيل في تنسيق خطواتها بالشكل الأقرب مع الإدارة الأميركية. ومعلوم أن اسرائيل هاجمت قبل اسبوعين أهدافاً في الأراضي السورية، أشيع أنها قافلة أقلت صواريخ مضادة للطائرات من سوريا الى «حزب الله» في لبنان. وترى إسرائيل انه برغم الهجوم لا تزال المخاوف شديدة من محاولات اخرى لنقل السلاح المتطور من سوريا الى «حزب الله».
ومن المفترض أن يكون باراك التقى أمس الأول وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، الذي سيصل اسرائيل على الأغلب الأسبوع المقبل. وبحسب صحيفة «هآرتس» فإنه سيلتقي في زيارته التي تستمر يومين مستشار الامن القومي في البيت الابيض توم دونيلون. والتقى باراك نظيره ليون بانيتا الذي ينهي مهام منصبه في الأيام القريبة المقبلة. وليس معلوما إذا كان باراك سيلتقي بخليفة بانيتا، تشاك هيغل، الذي يجري اليوم التصويت على تعيينه في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي.
والحديث يدور عن زيارة هي الرابعة من نوعها يقوم بها باراك إلى الخارج خلال الشهر الأخير. ومن المقرر أن يحل مكانه في منصب وزير الدفاع الوزير دان ميريدور. وكان وصل إلى واشنطن أيضاً مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور، ومن بين مهامه، تنسيق زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل في نهاية الشهر المقبل.
وكان باراك قد استغل مشاركته في مؤتمر الأمن الدولي الذي عقد في ميونيخ لإطلاق إشارات حول مسؤولية إسرائيل عن الغارة على سوريا. وحينها قال إن الغارة تثبت أن أفعال إسرائيل تترجم أقوالها.
وأشار المعلق العسكري لموقع «يديعوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، في مقالتين استعرض فيهما وضع «حزب الله» القتالي في الظروف الراهنة، إلى تركيز «حزب الله» لوسائله القتالية في قرى وبلدات لبنان الجنوبي.
وأوضح أن «حزب الله» بنى إستراتيجيته القتالية على أساس مواجهة الجيش الإسرائيلي في المناطق المبنية وليست المفتوحة، ما يعني انتقاله من «المحميات الطبيعية» إلى داخل المناطق المأهولة. وكتب عن التوسع العمراني في القرى الجنوبية بعد حرب لبنان الثانية العام 2006، وإقامة الأقبية والملاجئ تحت البيوت الجديدة، وإنشاء راجمات ومخازن صواريخ قريبة من هذه البيوت. كذلك أنشئت في القرى مواقع دفاعية مموهة تحوي صواريخ مضادة للدروع فضلاً عن زرع ألغام وعبوات ناسفة في العديد من الطرق والشوارع.
واختصر بن يشاي تصوراته عن استراتيجية «حزب الله»، فوصفها بأنها الاستعداد فوق الأرض وتحتها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، ولاستخدام ما يزيد عن 65 ألف صاروخ يملكها، ويوزعها في حوالى 180 قرية وبلدة في الجنوب اللبناني.
وخلص إلى أن استراتيجية «حزب الله» ليست دفاعية صرفة بل تنطوي على مقومات هجومية. وبرأيه فإن هجمات «حزب الله» في أي مواجهة مستقبلية لن تقتصر على إطلاق الصواريخ بل قد تنطوي على هجمات برية. وأشار إلى أن تحليل خطابات الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تظهر انه في المجابهة المقبلة سوف تطلق صليات صاروخية مدمرة ليس على الضواحي فقط، وإنما على تل أبيب، بالإضافة إلى ضرب منشآت مركزية. ولا يقل أهمية عن ذلك تكبيد الجيش الإسرائيلي أكبر قدر ممكن من الخسارة البشرية، اعتماداً على تقدير بأن خمس فرق عسكرية سوف تهاجم لبنان، فضلاً عن التصدي للطائرات أيضاً. ويُضاف إلى ذلك تخطيط «حزب الله» لاستخدام قوات خاصة في عمليات هجوم وسيطرة على مواقع داخل إسرائيل في مستوطنات ومحاور طرق، بقصد التسبب بأكبر عدد من القتلى.
واعتبر بن يشاي أن استراتيجية «حزب الله» هذه قد تنفذ في حال مواجهة واسعة مع سوريا أو بعد هجوم إسرائيلي أميركي مشترك على إيران. ولكن بن يشاي يرى أيضاً الإستراتيجية الإسرائيلية المقابلة، والقائمة على توجيه ضربات جوية شديدة لحسم المعركة مع «حزب الله»، تحتاج أيضاً إلى اجتياح بري.
من جهة ثانية، أشار المراسل العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل إلى أن جملة تطورات وقعت مؤخراً قادت إلى تراجع احتمالات توجيه إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران، من دون تنسيق مسبق مع أميركا. وأوضح أن أوباما يصل إلى إسرائيل بعدما أغلق النقاش حول مثل هذا الهجوم. وكتب أن من بين هذه التطورات تباطؤ تقدم المشروع النووي الإيراني وتركيز الإدارة الأميركية على تشديد نظام العقوبات ضد إيران، وإدراك متزايد بأن العقوبات باتت تؤثر في الموقف السياسي الإيراني. ولذلك فإن الإدارة الأميركية تنتظر من إسرائيل ألا تعرقل التوجهات القائمة.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...