الجعفري: مشروع القرار القطري يسعى لتأجيج الوضع وسباحة عكس التيار

أكد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن مضمون مشروع القرار المقدم إلى الجمعية العامة من قبل قطر بدعم عربي وغربي بخصوص سورية يتناقض تماما مع الهدف النبيل المندرج تحته والمتمثل بـ«منع نشوب النزاعات المسلحة»، في حين اعتبرته روسيا «غير مسؤول وغير بناء ويؤجج الأوضاع في سورية».
أما المندوب الصيني فقد أكد أن بلاده تؤمن بأن الحل السياسي هو الطريق والمخرج للأزمة الحالية في سورية و«مشروع القرار الجديد يثير قلقنا في العديد من النقاط».
وذكرت تقارير إعلامية أن مشروع القرار القطري «يندد بقوة» باستمرار تصاعد استخدام السلطات السورية للأسلحة الثقيلة ويعتبر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» «المحاور الممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي».
وأضاف الجعفري في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة لمناقشة مشروع القرار: إن «مشروع القرار يسعى إلى تأجيج الوضع في سورية وهو يمثل سباحة عكس التيار في ضوء التقارب الروسي الأميركي الذي رحبت به سورية».
ولفت الجعفري بحسب وكالة «سانا» للأنباء إلى أن الجرائم البربرية والخطف والاغتيال وتدمير المقدسات من قبل الإرهابيين غيض من فيض مما تتعرض له سورية، مضيفاً إن الائتلاف الذي تحدث عنه مندوب قطر منقسم على نفسه وهو فصيل لا يمثل حتى أطياف المعارضة نفسها وهو فصيل صغير من المعارضة الخارجية التي ولدت في رحم الدوحة.
وقال: إن «إجلاس ائتلاف الدوحة مكان الدولة السورية في الجامعة العربية ومحاولة توريط الأمم المتحدة بمنح صفة تمثيلية وهمية له يهدف لقطع الطريق أمام حل الأزمة وتقويض أركان الدولة السورية»، مضيفاً إنه «من المستغرب أن بعض الدول التي تدعي العمل على جلب الحرية والديمقراطية إلى سورية تقوم بمصادرة حق هذا الشعب في اختيار ممثليه وقياداته».
وأضاف: «لفتنا عناية الجميع إلى دور الجامعة العربية الهدام الذي تقوده قطر والسعودية إضافة إلى العضو الجديد تركيا ضد سورية والجامعة العربية أعطت الشرعية لتزويد الإرهابيين بالسلاح بما يعتبر تمويلاً للإرهاب وفقاً للقانون الدولي».
وتساءل الجعفري: إذا كان فساد البترودولار القطري السعودي قضى على الجامعة العربية وأضر بمهمة الأخضر الإبراهيمي فهل ستسمح الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بنقل عدوى الإفساد إليها.
وقال: إن على «المعارضة الرافضة للحوار إذا كانت حريصة على وقف إراقة الدماء أن تضع الأحقاد جانبا وتنخرط بالعمل السياسي والحوار وترفض تنفيذ الأجندات الخارجية والحل الحقيقي للأزمة في سورية لن يكون بنهاية المطاف إلا سورياً بامتياز وبقيادة السوريين أنفسهم».
من جانبه قال نائب مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة: إن مشروع القرار المقدم إلى الجمعية العامة غير مسؤول وغير بناء ويؤجج الأوضاع في سورية ويضع عوائق أمام الجهود الدولية الرامية لتنفيذ بيان جنيف.
وفي وقت سابق وصفت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» الفضائية مشروع القرار بـ«غير الموضوعي وأحادي الجانب». وأعربت الخارجية الروسية عن رفضها الاستعجال في مناقشة المشروع، مشيرةً إلى أن الأفضل حالياً دعم الاتفاق الروسي الأميركي لإيجاد تسوية للأزمة في سورية وفق بيان جنيف.
وبذلك تكون قطر قد اضطرت تحت وطأة المعارضة الشديدة التي أبدتها كتل وازنة في الأمم المتحدة إلى إدخال تعديلات على المشروع، الذي يمهد لنقل عضوية سورية في الأمم المتحدة إلى الائتلاف، من خلال النص على تدويل كل قرارات جامعة الدول العربية، بما في ذلك قرارها الأخير بالسماح بتسليح المعارضة ومنح الائتلاف مقعد سورية في الجامعة العربية.
واعترض عدد من الدول العربية، على رأسها العراق والجزائر، على مشروع القرار القطري بصيغته الأولية. كما بعثت مندوبيات عدة دول في مجموعة «البريكس» وأميركا اللاتينية، برسالة إلى مندوب قطر الدائم في الأمم المتحدة مشعل حمد آل ثاني، أعربت فيها عن رفضها نقل عضوية سورية في الأمم المتحدة، مشترطةً للموافقة على المشروع بصيغته السابقة تعديل كل الفقرات التي تتعارض مع تقارير الأمم المتحدة أو مع بيان جنيف.
والشهر الماضي، عقد الجعفري سلسلة لقاءات مع كتل إفريقية وآسيوية وأوروبية وأميركية شارحاً مخاطر مشروع القرار القطري، بصيغته السابقة، على العقد الذي يجمع أعضاء الأمم المتحدة ببعضها، وهو الميثاق.
كما انتقد الجعفري خلال اللقاءات المشروع الذي لا يدين الإرهاب على يد تنظيم القاعدة وتوابعه، وانتقد أيضاً إتاحة المشروع نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود خارج إطار الشرعية الحكومية معتبراً أن هذا العمل يهدد وحدة وسيادة واستقلال سورية ويمهد لتقسيمها.

المصدر: الوطن