الأسد: هدف «الإخوان» خلق فتنة عربية
شنَّ الرئيس بشار الأسد، أمس، هجوما على «جماعة الإخوان المسلمين»، معتبراً أن تجربتهم في الحكم فاشلة قبل أن تبدأ، وأن «الهدف من مشروعهم هو خلق فتنة في العالم العربي... وهذا ما جعل تجربة الإخوان في مصر تسقط بسرعة كبيرة».
في هذا الوقت، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية من أن عملية تسليح المعارضة السورية لن تؤدي إلى تحقيق السلام بل ستزيد من معاناة الشعب السوري، معتبرا أن مؤتمر «جنيف 2» قد يكون فرصة لإعادة الوضع في البلد إلى طبيعته.
واعتبر الاسد، في مقتطفات من مقابلة مع صحيفة «الثورة» السورية تنشر كاملة اليوم، أن «ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمّى الاسلام السياسي... فمن يأتي بالدين ليستخدمه لصالح السياسة او لصالح فئة من دون أخرى، سيسقط في أي مكان في العالم».
وقال الاسد «لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت فما بالك بالشعب المصري الذي يحمل حضارة آلاف السنين وفكراً قومياً عربياً واضحاً. بعد عام كامل تكشفت الصورة للشعب المصري، وساعدهم أداء الإخوان المسلمين لكشف الأكاذيب التي نطق بها الأخوان في بداية الثورة الشعبية في مصر».
وتابع الأسد أن «تجربة حكم الإخوان المسلمين فاشلة قبل أن تبدأ، لأن هذا النوع من الحكم لا يتوافق مع طبيعة الناس. إن مشروع الإخوان هو مشروع منافق يهدف حقيقة لخلق فتنة في العالم العربي، والفتنة لا يمكن أن تستمر في مجتـــمعات واعية، لذلك ومنذ البداية قلت إن مشروعهم فاشل قبل أن يبدأ، وهذا ما جعل تجربة الإخوان المسلمين تسقط وبسرعة كبيرة، لأنها خاطئة، وما بني على مبدأ خاطئ سيسقط حتما».
ويبحث أعضاء «الائتلاف السوري» المعارض في اسطنبول اليوم وغدا تعيين رئيس جديد له وتشكيل «جبهة موحدة»، فيما يشهد المسلحون فترة صعبة ميدانيا، حيث يواصل الجيش السوري عملياته في حمص وريف دمشق.
وفي أثناء «الجمعية العامة» التي ستستغرق يومين سيسعى أطراف «الائتلاف» إلى الاتفاق على الخلف الرسمي لجورج صبرا، وهو الرئيس بالإنابة منذ استقالة الرئيس السابق احمد معاذ الخطيب. كما سيعيّنون أكثر من نائب رئيس وسيجددون «مجلسهم السياسي» وهي الهيئة الرئيسية لاتخاذ القرار في «الائتلاف» بحسب مصدر معارض.
وكان اختيار رئيس جديد مقررا في أواخر أيار الماضي، لكنه أرجئ لعدم التوصل إلى اتفاق في ثمانية أيام من اللقاءات على مدار الساعة، حيث انكشفت على الملأ محاولات التأثير التي يمارسها العرّابان الأساسيان للمعارضة المسلحة، أي قطر والسعودية.
وقال ديبلوماسي غربي يتابع الملف «نأمل أن يشكّل الائتلاف هذه المرة جبهة موحدة بعد اجتماع أيار الشـــــاق. هذا مهم لأن الظروف الحالية ليست مؤاتية لهم في الحقيقة».
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «الخبر» الجزائرية نشرت أمس، «ليس لروسيا أية أهداف جيوسياسية في سوريا، كما أننا لا نحرّك عرائس الظل من وراء الستار من أجل فرض إرادتنا. كل ما نريده هو أن يقوم السوريون أنفسهم بتقرير مصير بلادهم مستخدمين الآليات الديموقراطية».
وأضاف «نحن لا نتدخل في النزاع السوري ولا نقسم السوريين إلى موالين ومعارضين. لكننا بكل حسم ندين جميع مظاهر الإرهاب والتطرف والعنف ضد المدنيين، لا سيما الجرائم المرتكبة من منطلق الكراهية الطائفية أو العرقية.
كما لا نؤيد تصرف الرافضين للتفاوض، الذين يقدمون شروطا مسبقة ويدفعون الأمور نحو المواجهة ولا يتورعون عن سفك دماء الشعب السوري من أجل إسقاط النظام بالقوة».
وكرّر «رفض روسيا لتسليح المعارضة السورية التي تتبعها بعض دول الغرب». وقال «لا يمكن تحقيق السلام بهذه الطريقة، ولن تؤدي هذه الأعمال إلا إلى المزيد من معاناة الشعب السوري والتصعيد الخطير للأوضاع الإقليمية.
ولا يصح هنا الحديث عن الفائز أو الخاسر، إذ أن الجميع سيخسر». واعتبر أن «المؤتمر الدولي قد يكون فرصة سانحة لإعادة سوريا إلى الحياة الطبيعية».
وقال إن «تحقيق هذا الأمر واجب يقع على جميع المشاركين المحتملين (في جنيف 2)، الذين سنرحب بانضمام الجزائر إليــــهم، ويتعين عليهم إظهار القـــــدر الأكبر من الإرادة الطيبة والسعي إلى تقديم دعم حقيقي للسوريين. نحن على يقين بأنه أمر صعب، لكن ليس بمستحيل».
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع صحيفة «الأندبندنت» البريطانية نشرت أمس، إن «سوريا مقتنعة بأن الولايات المتحدة لا تستطيع التحكم بالجماعات المتمردة التي تسلحها، ولن تكون قادرة على دفعها لإعلان وقف لإطلاق النار ليكون محور أي محادثات سلام ناجحة».
وأضاف إن الأميركيين «يمدّون جماعات المعارضة بالمال والسلاح، لكنهم لا يملكون أي سيطرة عليها ولا أحد يستمع لهم، ويحاولون توحيدها منذ سنتين لكنها أصبحت أكثر تفككا، فيما بدأت الأحداث تتحرك لصالح الحكومة السورية خلال النصف الأول من العام الحالي، وأصبحت قواتها في موقع الهجوم».
وعن «جنيف 2»، قال المقداد إن «الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها لن تستطيع إجبار الحكومة السورية على تقديم المزيد من التنازلات من خلال توجهاتها لتقوية المتمردين في ساحة المعركة، لأن هذا الاعتقاد خاطئ تماما».
وحول إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ بأن عملية تسليح المعارضة تهدف إلى تغيير الأوضاع على الأرض لإجبار الأسد على التنحّي، قال المقداد إنهما «غبيان ومخطئان تماماً لاعتقادهما بأن تسليح المتمردين سيميل كفة ميزان الحرب لصالحهم، لأن المزيد من الأسلحة يعني المزيد من القتل».
ونفى «وجود جندي واحد من الحرس الثوري الإيراني في سوريا»، موضحا أن «الإيرانيين كرماء في دعم بلاده اقتصاديا وماليا، ويرسلون المواد الغذائية والنفط والدعم المالي».
وقال «نحن لا نريــــد تكرار التجربة العــــراقية، لأن المعــــارضة الســـورية لديها كل حافز لتلفيق الأدلة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة من أجـــــل التحريض على التدخــــل العسكري الأجنــــبي، وتعرف أن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما اعتبر ذلــــك خطاً أحمر».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد