من مسرح الواقع: (طبيخ الشحادين) في "المنصة"
الجمل-مصطفى علوش: بدأت أحداث هذا (العرض) المسرحي الواقعي مئة بالمئة قبل بداية مهرجان دمشق المسرحي الثالث عشر بحوالي الشهر، حيث دعت السيدة وداد هاتفياً، عدداً من الزملاء المشتغلين في الصحافة المكتوبة: أسماء الشخصيات: (أنور- أحمد- مصطفى- جمال- عبد الناصر- عزيزة- أمينة- جوان... وغيرهم).
لم يفاجأ الزملاء بوجود حشد من الموظفين في المديرية برفقتهم، فقد صمتوا استحساناً لبعض الوجوه الجميلة والتي عرفت جيداً كيف تأتي لهذا الاجتماع.
يقود العملية السيد نادر أصفهاني بعد أن اخترع مصطلحاته الخاصة الأنيقة جداً جداً، والتي جعلت الزملاء يصمتون ويعبرون عن هواجسهم بعد الاجتماعات، لا أثناءها، لاسيما أن السيد أصفهاني قد كان ديمقراطياً جداً، ولم يعط المجال لأي تعليق على رفاق الصحيفة والمسرحية.
ثمة شخصية افتراضية (يفضل سماع صوتها) تسمى الحاجة أو الظروف المادية، تجعل البناء الدرامي يتصاعد وتوسوس في ضمائر الصحفيين فيقبلون العمل في المنصة.
ويبدأ المهرجان وينطلق الفرسان إلى ملاعبهم بعد امتطائهم حبر الكلام.
منذ المشهد الأول تنكشف أوراق السيد رئيس التحرير وتلك الإدارات العليا التي أشرفت على المهرجان والمنصة، فقد أرسلت مواد الزملاء الصحفيين الى سلال المهملات وتربعت مواد الموظفين والمتدربين الذين استقدموا قصداً من المعهد العالي ووزارة الثقافة بقصد إهانة الصحفيين، ومنع النقد.. وبدأ التصاعد في العرض يتخذ شكلاً مخيفاً من الفوضى والهذيان.
- أصوات تتعالى، أسماء تنسحب وأخرى تنتظر قوائم مالية ترسل للوزارة، الوزير يسافر الى سويسرا، وطبول تدق على الخشبة، وقائمة وهمية تنتظر التوقيع.. يطل المهرج قائلاً: وقعت برأسكم يا مساكين.. يرد صحفي: الله يلعن الزمان الذي جعلنا نحتاج لهذا العمل.
- صمت، ظلام.. وزوايا الخشبة تنفرج على صفحات المنصة، صور سيدات وآنسات وزوايا وهمية، وابتسامات وآفاق سرية في النظرات، ويختلط اسم وليد إخلاصي مثلاً مع اسم هناء أو أسعد، وتصير حنان ضاهر، غادة السمان. فيضيع أحمد خليل بين الأسماء، فيصرخ على الخشبة: أوقفوا هذه المعمعة.
- ضوء باهر.. فيصمت الجميع خوفاً من الموسيقا الصاخبة، يتقدم نادر أصفهاني قائلاً: وحق رب العباد سأري فيكم كل من قال أنا صحفي، وانتظروا..
سهلة مهملات في زاوية الخشبة مليئة بمواد الزملاء.. يتقدم علامة من التلفزيون اسمه الياس الحاج، فيصمت الجميع وينحنوا لهذا (الاسم الكبير)، بعد أن يتحف المنصة بعدد من مقالاته.
- ينتهي المشهد مع حصان وجمل في دار الأوبرا وافتتاح سوبرماني.
- يبدأ مشهد جديد مع محاسبة المديرية وهي تصيح قائلة: كل هذه المكافآت لهؤلاء القادمين من خارج المديرية.
فيرد عليها راشد: والله لأسلخ جلدهم بالسفير.
- تصمت الموظفة: ليدخل زميل ناقد اسمه عبد الناصر، يسأل: طلعت المكافأة؟
- تقلب الموظفة بالجداول وتجيبه: نعم، طلعت.
يمكن أن يقود هذه الأحداث المهندس زهير العربي أو السيد جهاد الزغبي أو السيد نجم الدين سمان، ويمكن أن يقودها السيد وزير الثقافة شخصياً (إذا عاد للقطر).
ينتهي (العرض) المسرحي بمجموعة من الشحاذين الذين يتبارزون في إنضاج طبختهم ويقترح أحدهم أن يسمى هذا العرض (طبيخ الشحادين).
الجمل
إضافة تعليق جديد