«حبة حلب» 25 ألف إصابة في 3 أشهر و53 ألفاً العام الماضي والظروف تعرقل مكافحتها
كشفت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أن ارتفاعاً لافتاً طرأ على عدد الإصابات بمرض اللايشمانيا الجلدية في سورية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي والتي سُجّل فيها 24883 إصابة.
ومع أن مديريات الصحة في بعض المحافظات لم تتمكن من إرسال إحصاءات كاملة ودقيقة حول عدد الإصابات، ارتفع عدد الإصابات خلال الربع الأول من العام الحالي بمقدار 4273 إصابة وبنسبة 20.7% مقارنة مع الفترة عينها من عام 2012 والتي سُجّل خلالها 20610 إصابات، كما ارتفع بمقدار 4793 إصابة وبنسبة 23.8% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2011، والتي سجل خلالها 20090 إصابة في البلاد.
وأشارت المديرية إلى أن نحو 53 ألف إصابة تم إحصاؤها في البلاد العام الماضي 2012 بارتفاع مقداره 10600 إصابة ونسبته 25% مقارنة مع عام 2010 الذي أحصت وزارة الصحة خلاله 42382 إصابة في المحافظات السورية.
وبررت مصادر صحية سبب هذا الارتفاع بعدد الإصابات بعدم التمكن من القيام بالشكل الأمثل بالإجراءات التي تؤدي إلى مكافحة ذبابة الرمل وإلى انخفاض نسبة الإصابة في العديد من المحافظات التي تعتبر مناطق تتمركز فيها «الإصابة» بهذا المرض، مثل محافظات إدلب وحماة وكذلك محافظة حلب التي تستأثر وحدها «حسب إحصاءات السنوات الأخيرة» بأكثر من نصف الإصابات في البلاد، مؤكدةً أن الأحداث التي تشهدها البلاد تسببت بعرقلة جهود وزارة الإدارة المحلية للحد من انتشار المرض، إذ يقع على عاتقها الكثير من المهام المتعلقة بمكافحة اللايشمانيا، مثل رش المبيدات الحشرية، وترحيل القمامة، وكذلك ترحيل فضلات الأبقار والحيوانات الأخرى، مضيفةً: أن جهود وزارة الصحة تمت عرقلتها أيضاً وإن هذه الجهود تتجلى في التثقيف الصحي وإشراك المجتمع المحلي ورجال الدين ووجهاء القرى بعملية التوعية وخصوصاً في القرى الموبوءة التي يقع الكثير منها في المناطق الساخنة أمنياً, وأكدت المصادر أن تطبيق هذه الإستراتيجية في مكافحة المرض يعطي نتائجه دائماً في العام التالي، فتطبيقها عام 2009 كتجربة في بعض المناطق الموبوءة أدى إلى انخفاض ملحوظ بعدد الإصابات عام 2010 بمقدار أربعة آلاف إصابة، وبالتالي فإن شلّ تطبيقها خلال عام 2011 أدى إلى تفاقم المرض عام 2012، ويبدو أن الأمر مستمر بالتفاقم العام الحالي للأسباب نفسها.
ويعد مرض اللايشمانيا أو «حبة حلب» حسب التسمية الشعبية من المشكلات الصحية المتفاقمة في سورية نظراً لسعة انتشاره ولضعف مواجهته التي تتطلب إستراتيجية متكاملة تشترك فيها جهات مختلفة في الدولة والمجتمع.
والإصابة باللايشمانيا نوعان: جلدية وحشوية، والجلدية هي الأعظم انتشاراً وتتصف بقابلية الشفاء تلقائياً، مع ترك ندب واضحة تشوه الجلد، أما الحشوية وهي الأخطر فتؤدي إلى الوفاة إذا لم يتلق المصاب العلاج اللازم، علماً أن وزارة الصحة تعتمد العلاج المستخدم عالمياً، وهو مركبات الأنتموان الخماسية، والذي تبلغ تكلفته للمصاب الواحد نحو ثلاثة آلاف ليرة إذا كان العلاج موضعياً، ونحو ستة آلاف ليرة إذا كان العلاج عضلياً.
باسم الحداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد