في أواخر الثمانينيات فاجأ صديقُ عمري تاجُ الدين الموسى الوسطَ الأدبي في سورية بموهبة قصصية فذة، وقصص مشغولة بذكاء و(حرفنة).. ليست قصص صغيرة تقوم على فكرة مسرودة بشكل بسيط ولغة حيادية
قال لي أحد معلمي محافظة إدلب المعلولين: - أنا مستغرب من نقابة الأطباء بإدلب سكوتها عن التصرف العجيب الذي قامت به نقابة معلمي إدلب حينما أجبرتنا نحن المعلمين المعلولين التعبانين العائفين رد السلام على الذهاب إلى حلب للحصول على وصفات طبية نصف سنوية، مع أن عللنا ظاهرة، وقصتنا مكشوفة للعيان..
عددنا لكم في مقرأ سابق خمس فوائد رئيسة، لعملية طفي الكهرباء، بعد أن جعلنا لها اسماً عربياً يليق بمقامها هو (بَيْنُ الكهرباء)، فهي تبينُ مثلما بانت (سعادُ) حبيبةُ الشاعر حسان بن ثابت، فتجعل قلوبَ المواطنين متبولة، متيمة، لم تفدَ، مكبولة.
أحد المعلمين المعلولين الطيبين الذين أرسلهم فرع نقابة المعلمين بإدلب إلى حلب من أجل عمل روتيني إلى حد الملل والتثاؤب، أعني كتابة قائمة بالأدوية التي يستخدمها هذا المريض المعلول مرة واحدة كل ستة أشهر، سألني، بعد أن ذاق الأمرين في الذهاب إلى حلب، والإياب، وتكبد من نفقات السفر ما تكبد:
من زمان، يعني منذ أكثر من ستين سنة، شعر أهل منطقة إدلب بالغبن، فبلداتهم وقراهم وكفورهم ودساكرهم.. وحتى مركز منطقتهم مدينة إدلب، تابعون لحلب من كل النواحي، إدارياً وتعليمياً وتجارياً ورياضياً وفنياً، فإذا
خطيب بدلة: هذه هي الورقة الثالثة التي اخترتها من مذكرات صديقتي السكرتيرة خفيفة الظل، أعرضها على حضراتكم بعد أن أجريت عليها بعض التصويبات اللغوية، وخففت من وقع الصياغات الأسلوبية المضطربة التي وقعت فيها.
الجمل- خطيب بدلة: تحدثت في مقال سابق عن "الشام" المدينة المتحضرة الراقية، وبعض كتاب الدراما الذين أصبحوا كتاباً بالاستناد إلى نظرية القلة التي يلخصها المثل الشعبي القائل: من قلة الزفر أصبحنا نقول للمعلاق مرحبا يا خال!..
خطيب بدلة: يعيش صديقي أبو عمر حياة بوهيمية عمادُها السهر والسفر والمرح والضحك والسخرية وانعدام العقد النفسية، ولهذا لقبناه "زوربا".. نسبة إلى زوربا اليوناني الذي ابتدعته مخيلة الأديب العبقري نيكوس كازنتزاكي.
أراد الأخ العربي العدناني أن يزهو على زوجته بكونه متحضراً لا يرفع يداً عن رجل في هذه الحياة من دون أن يكون للحضارة دور وأثر في رفع يده عن رجله. وفي سبيل ذلك قام بمجموعة من الإجراءات التي يمكن تلخيصها فيما يلي: