عام آخر تضيفه عدّادات الحرب السورية إلى عمرها، من دون أن تشير المعطيات إلى انفراجة حقيقية في الأفق. الأحداث الدامية التي عرفتها البلاد قبل ثمانية أعوام أفلحت تدريجاً في انتزاع إجماع على تسمية واضحة: «حرب مفتوحة»، لتنتقل انقسامات السوريين من الخلاف على التسميات، إلى السجال على الأسباب والمآلات.
«لا يوجد حلّ بسيط لإدلب بالنظر إلى العدد الكبير من الجهاديين الذين رسّخوا أنفسهم، والتكلفة العالية لأي محاولة لإزاحتهم». هذا جزء من تحليل «مجموعة الأزمات الدولية» للوضع في إدلب في أيلول الماضي، وهو تحليل لا يُجافي الواقع في شيء. وتفرض أنقرة نفسها لاعباً أساسياً في ملف إدلب، بالاستفادة من جملة معطيات متداخلة، فيما يفرض ملف إدلب نفسه على كل ما يتصل بتطورات المشهد السوري، ومستقبل البلاد.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت ضربات جوية على مواقع تابعة لـ”جبهة النصرة” في محافظة إدلب، وذلك بالتنسيق مع الجانب التركي.
وفي بيان للدفاع الروسية جاء فيه: “وجهت طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية يوم 13 آذار وبالتنسيق مع الجانب التركي، ضربة جوية دقيقة إلى مستودع أسلحة وذخائر تابع لجبهة النصرة في إدلب” حسب بيان الوزارة.
وأضاف البيان: “وبحسب معلومات مؤكدة عبر قنوات عدة، نقل المسلحون قبل ذلك إلى المستودع دفعة من الطائرات المسيرة الضاربة، وخطط الإرهابيون لاستخدامها في شن هجوم جوي على قاعدة حميميم الروسية”.
يطارد شبح تباطؤ الاقتصاد التركي حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية المقررة أواخر هذا الشهر.
وبحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محللين فإنه من المحتمل أن ينقلب الناخبون الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة ضد الحزب الذي يتغنى بامجاده في ازدهار اقتصاد البلاد.
وأدت سياسات أردوغان الداخلية والخارجية إلى أزمة اقتصادية حادة في تركيا حيث وصلت نسبة التضخم خلال ستة أشهر حسب آخر الإحصائيات إلى 44 بالمئة فيما خسرت الليرة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها العام الماضي ما دفع آلاف الشركات لإعلان إفلاسها.
لم يكن المشهد في إدلب ومحيطها أمس متساوقاً مع أجواء الأشهر التي تلت توقيع «اتفاق سوتشي» الروسي ـــ التركي، ولا مع الرغبات التركية المعلنة في آخر اجتماعات «أستانا» بتعزيز «وقف إطلاق النار» وتمتينه. إذ عاد نشاطُ سلاحي الجو السوري والروسي إلى أجواء منطقة «خفض التصعيد»، واستهدفا منذ ساعات الفجر عدداً كبيراً من المواقع في كل من حماة وإدلب وأطراف ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
عبدالله علي: هيئة تحرير الشام توجه صفعة قوية لتركيا من خلال إصرارها على أن تكون الدوريات التركية تحت إشرافها ومراقبتها. وتشير المعلومات إلى أن هيئة تحرير الشام ترفض أن يكون فيلق الشام هو الوكيل الحصري المخول بمرافقة الدوريات التركية، لذلك افتعلت الهيئة مشاجرة على حاجز للفيلق بالقرب من نقطة المراقبة التركية في تل طوقان في محاولة للسيطرة على الحاجز ولما فشلت قامت بنصب حاجز بين نقطة الصرمان ونقطة تل طوقان لتمنع تسيير الدوريات التركية.هذا يؤكد عدة ـأمور
احتشد مئات من السوريين عند معبر القنيطرة الموصل إلى الجانب المحتل من الجولان، في وقفة رمزية متزامنة مع زيارة استفزازية لعضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، لجزء الهضبة المحتل، بصحبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.
أعرب مسلحون تابعون للفصائل الموالية لأنقرة عن رفضهم للدوريات التركية التي تسير في مناطق إدلب، مؤكدين أن هذه الدويات لخدمة “جبهة النصرة”.
وأكدت صحيفة “عنب بلدي” المعارضة أن هذه الدوريات لم تهدف إلى تطبيق اتفاق “خفض التصعيد” الذي عقدته تركيا مع روسيا.
قبل أيام فقط، لخّص قائد القيادة المركزية الأميركية، جوزف فوتيل، ما يجري في محيط بلدة الباغوز بالقول «إن ما نشهده اليوم ليس استسلاماً لتنظيم داعش كمنظمة، بل هو قرار محسوب (من قبل عناصره) للحفاظ على سلامة أسرهم وقدراتهم».
سجّلت «تفاهمات سوتشي» نصفَ خطوةٍ على طريق تنفيذها، بعدما ظلّت بنودها لفترة طويلة حبراً على ورق. وفي توقيت دقيق، أعلنت أنقرة، أمس، تسيير دوريات في محافظة إدلب، في إطار «عملية مشتركة مع موسكو». ونقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قوله إن «الدوريات التركية والروسية في محيط إدلب تُعدّ خطوة مهمة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار». وتكتسب نصف الخطوة هذه أهمية رمزية في الدرجة الأولى، نظراً للتطورات النارية التي عاشتها خطوط التماس في الفترة الماضية، إلى حدّ أوحى بأن التفاهمات باتت عرضة للانهيار في أي لحظة.