بعد أن عمّ الاحتجاج العالم الإسلامي في كل أنحاء المعمورة تعقيباً على الصور الكاريكاتورية، يتساءل المرء إذا كانت الأمور ستتوقف عند هذا الحد وتنتهي أم انها بداية لمواجهة صدامية بين ثقافتين أو معتقدين يشد كل واحد منهما العالم في اتجاه مغاير. فما بدا في الصور الكاريكاتورية ليس إلاّ محاولة استفزازية لردات الفعل وكيفية معالجتها.
خرج عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السابق من المشهد السياسي السوري من باب السلطة الواسع, ليعود إليه من نافذة المعارضة الضيقة, عبر تحالفه مع علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لـ«الاخوان المسلمين», باجتماعهما في العاصمة البلجيكية بروكسل قبل اسبوعين, وإعلانهما تشكيل جبهة «الخلاص الوطني من اجل التغيير».
يتمتع قادة الدول، حتى في حال ارتكابهم لانتهاكات جماعية جسيمة لحقوق الإنسان، بحصانة غربية بالمعنى التقليدي تحول دون إجراء محاكمة جنائية لهم على الأقل أثناء ممارستهم لمهامهم.
قبل المجازفة بإبداء بعض الملاحظات السريعة عن موضوع صراع الحضارات أو حوارها كما يريد بعض ذوي النوايا الطيبة أو يأملون فإني أريد الإشارة إلى تمهيد ملخصه أن تاريخ الفعل الإنساني يعرف ثلاثة مسارات رئيسية: مسار الفكر الثقافة الحضارة.