موسكو

تنطلق اليوم اجتماعات جولة جديدة من المحادثات السورية في العاصمة النمساوية فيينا، التي يفترض أن يقتصر جدول أعمالها على يومين فقط. الجولة يحضرها وفق المعلن، الطرفان السوريان الحكومي والمعارض، وينتظر أن يبحثا خلالها قضايا تندرج ضمن «سلّة الدستور».

جددت الولايات المتحدة تصعيدها تجاه الحكومة السورية عبر تصريحات تحمّلها المسؤولية عن هجمات بأسلحة كيميائية في غوطة دمشق الشرقية، متوعّدة باللجوء إلى جميع السبل المتاحة لـ«محاسبة النظام السوري».

بينما أكدت موسكو أنها على اتصال بالقيادتين السورية والتركية، ودعت جميع الأطراف لاحترام وحدة الأراضي السورية، أعلنت أنقرة أنها لن تتراجع عن عمليتها العدوانية على مدينة عفرين، وزعمت أن هناك اتفاقاً مع موسكو بهذا الخصوص، على حين جددت طهران دعوتها إلى إنهاء هذه العملية بأقرب فرصة.

أكدت روسيا أن الولايات المتحدة تقوم بـ«استفزاز متعمد» في سورية، وأنها من خلال نيتها إنشاء حرس حدود قوامه من «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لن تتمكن من خلق «مركز قوة» لها هناك، مبدية «القلق» من مطالبة فرنسا باجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الملف السوري، على حين طالبت برلين المجلس بـ«موقف مسؤول» من العدوان.

لليوم الثالث على التوالي تواصل العدوان التركي السافر على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ورغم الحشود والضجيج الإعلامي الذي حرص رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على تسخيرهما لعدوانه إلا أنه لم يحقق أي تقدم لافت حتى يوم أمس.

تمكنت «وحدات حماية الشعب» الكردية من إحباط إنجاز ميداني تركي، تمثل باحتلال موقع جبليّ بارز في محيط أعزاز لساعات، مع استمرار المعارك العنيفة على عدد من المحاور الحدودية في عفرين.

اعتبر فيكتور بونداريف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي أن الولايات المتحدة لن تتمكن عبر تشكيلها ما تسميه “قوة حدودية” في سوريا من خلق “مركز قوة” لها هناك.

مجدداً، تتابع أنقرة عدوانها وتوسّعها في مناطق الشمال السوري، مستغلة موقف «وحدات حماية الشعب» الكردية المتشنّج تجاه نفوذ دمشق، والتوتر الذي أشعلته واشنطن بطرحها «قوة أمن الحدود» في مناطق «قوات سوريا الديموقراطية».

قبل أيام على انطلاق جولة جديدة من المحادثات السورية في العاصمة النمسوية فيينا، أعلنت «هيئة التفاوض العليا» أنها ستقوم بزيارة لموسكو، تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية.

حملت موسكو أنقرة جزءاً من المسؤولية في الهجوم الأخير على قاعدة حميميم العسكرية من خلال الطائرات المسيرة «الدرونات»، معتبرة أن عدم وجود العدد المطلوب من نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، ساعد الإرهابيين على مهاجمة القاعدة.