بيونغ يانغ

رفض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون عرضاً للحوار قدّمته إليه الولايات المتحدة، معتبراً إيّاه محاولة من واشنطن "لإخفاء خداعها وأعمالها العدائية"، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ.

ونقلت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية عن كيم قوله أمام "المجلس الأعلى للشعب" إنّه "منذ تسلّمت الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، فإنّ التهديد العسكري للولايات المتحدة وسياستها العدائية ضدّنا لم يتغيّرا على الإطلاق، لا بل أصبحا أكثر خداعاً".

من جهتها، أعلنت الولايات المتّحدة أنّها لا تضمر لكوريا الشمالية "أيّ نوايا عدائية" وتدعوها مجدّداً للدخول في حوار من دون أيّ شروط مسبقة.

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن نائب وزير الخارجية، ري تاي سونغ، قوله إن دعوة كوريا الجنوبية لإنهاء رسمي للحرب الكورية سابق لأوانه إذ لا توجد ضمانات بأن ذلك سيؤدي إلى وضع حد "للسياسة الأميركية العدائية" تجاه بيونغيانغ.

وقال ري للوكالة "لن يتغير شيء طالما ظلت الظروف السياسية المحيطة بجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية دون تغيير ولم يكن هناك تحوّل في السياسة العدائية الأميركية".

وأضاف أن "تراجع الولايات المتحدة عن سياستها المزدوجة المعايير والعدائية هو الأولوية القصوى في استقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية وضمان السلام فيها".

عقب 13 شهراً من انقطاع الدبلوماسية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، أعلنت رئاسة سول عن إعادة قنوات الاتصال المعلقة بين الجانبين. 

وأضافت الرئاسة، أن «الزعيمين خلال تبادلات عديدة للرسائل بينهما منذ نيسان الماضي، اتفقا أيضاً، على استعادة الثقة المتبادلة بين الكوريتين في أقرب وقت ممكن والمضي قدماً في العلاقة مرة أخرى».

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القادة، اتخذ الشمال والجنوب إجراءً لإعادة تشغيل كل خطوط الاتصال بين الكوريتين اعتباراً من اليوم، وفق ما ذكرته الوكالة الرسمية لكوريا الشمالية.

توعدت حكومة كوريا الشمالية الولايات المتحدة بأنها "ستتأذى" في حال إقدام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على استفزاز بيونغ يانغ، محذرة إياها من اتباع سياسات الحرب الباردة.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان نشرته مساء السبت "وكالة الأنباء المركزية الكورية" الرسمية في البلاد، إن كلمة بايدن، التي وصف فيها كوريا الشمالية بـ"التهديد الخطير"، وتعليقات فريقه حول قضية حقوق الإنسان فيها "لا يمكن التسامح معها"، معتبرة أن الأحاديث حول الدبلوماسية ليست إلا وسيلة للتستر على نية "مواصلة السياسة العدائية".

نقلت وكالة رويترز عن "مسؤول أمريكي كبير" قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن حاولت التواصل مع كوريا الشمالية عبر قنوات عدة منذ منتصف الشهر الماضي.

وأكد المسؤول الأميركي "الذي طلب عدم كشف هويته" أن إدارة بايدن لم تتلق رداً من كوريا الشمالية حتى الآن بشأن محاولات التواصل التي تمت.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت، أنه سيبرم اتفاقيات مع إيران وكوريا الشمالية “على وجه السرعة”، في حال فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ووفقاً لموقع “الميادين”، فإن ترامب أوضح أنه “لو لم يفز في انتخابات عام 2016، لكانت الولايات المتحدة في حرب مع كوريا الشمالية الآن”، مضيفاً: “كان من الممكن أن تكون حرباً سيئة للغاية”.

وقال الرئيس الأمريكي: “الجميع قالوا إن ترامب سيضعنا في حرب، لا بل على العكس تماماً، ولدينا بالفعل علاقة مع كوريا الشمالية، وهو أمر لم تنشئه الإدارة السابقة أبداً”.

ذكر وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" أمس أن واشنطن تواصل العمل من أجل إجراء حوار مع كوريا الشمالية، وتأمل في استمرار تلك المحادثات لكنه لم يحدد موعداً ولم يقدم أي تفاصيل.

وقال بومبيو إنه "متفائل للغاية" بشأن استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية ولم يغلق الباب في ما يبدو أمام فرصة عقد قمة أخرى بين زعيمي البلدين رغم إعلان بيونغ يانغ أنها لا تعتزم العودة للمفاوضات.

بالمقابل، نقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية مساء الخميس، تصريحات "كيم يو جونغ" النائبة الأولى لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري وشقيقة الزعيم "كيم جونغ أون"، بخصوص قمة أمريكية أخرى.

يلقي فيروس كورنا (كوفيد-19) بظلاله الثقيلة على الولايات المتحدة، فقد قاربت نسب المسرّحين من العمل لسببٍ أو لآخر تحت تأثير مخلفات الوباء وأثاره المباشرة: 10% من نسبِ القوّة العاملة في الولايات المتحدة كافةً، حسب تقدير مختصين، ومن المتوقّع أن تصل إلى 20%  خلال الأسابيع القادمة. ما يشيّ بوضعٍ داخلي صعبٍ متسارع واحتقانٍ أهلي متوقّع.