«إمارة» تنظيم «القاعدة» في مديرية الصومعة بأيدي الجيش اليمني
سقطت «إمارة» تنظيم «القاعدة» في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء وسط اليمن، وسقطت معها جبهات الحازمية ومسورة وعشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية تحت سيطرة الجيش اليمني و«اللّجان الشعبية»، بإسناد قبلي واسع. وأفادت مصادر محليّة بقيام قوات صنعاء بتنفيذ «عملية عسكرية نوعية ومباغتة ضدّ معاقل التنظيم في الصومعة في وقت متأخّر من مساء يوم الثلاثاء الفائت»، موضحة أن «العملية انطلقت من عدّة مسارات عسكرية، بتعاون كبير مع قبائل الصومعة والحازمية ومسورة، ليتمكّن الجيش واللّجان من تجاوز منطقة العمود، أولى مناطق الصومعة، بعد مواجهات عنيفة مع عناصر القاعدة، ويتوغّلا باتجاه بقية المناطق وصولاً إلى مركز المديريّة، ومنه نحو مديرية مسورة التي سقطت معظم مناطقها من دون قتال نتيجة تفاهمات بين قبائلها وحركة أنصار الله»، مضيفة أن «عناصر التنظيم فرّوا على متن 100 سيارة نحو مسورة، وبعد وصول قوات صنعاء إليها، فرّوا باتجاه مناطق تقع في نطاق محافظة شبوة». وأكدت المصادر أن «سقوط جبهة الحازمية بشكل كلّي تحت سيطرة الجيش واللّجان أنهى وجود كافة المليشيات المتطرّفة في شرق محافظة البيضاء»، كاشفة عن «وقوع أسرى أجانب من القاعدة بأيدي قوات صنعاء، واغتنام الأخيرة كمّيات كبيرة من الأسلحة في المعركة».
من جهتها، أشارت مصادر قبلية إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين قوات صنعاء و«لواء الأماجد» السلفي المدعوم من السعودية، في جبهة الحازمية التابعة لمديرية الصومعة، وتحديداً في مواقع ذي ظالم والمسابغ والمدلوك وذي مضاحي وشوكان وعرقوب العقلة، لتسقط الجبهة بكاملها، ويتقدّم الجيش و«اللّجان» نحو طرق الإمداد التي كان يستخدمها «القاعدة» في المديرية. ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن قوات صنعاء سيطرت، مساء الأربعاء، أيضاً، على الشريط الجبلي لجبال الكور من محافظة أبين إلى محافظة شبوة، ووصلت إلى عقبة الحلحل المطلّة على مديرية لودر التابعة لأبين. وتُعدّ عملية اقتحام حصون «القاعدة» المتقدّمة في الصومعة والحازمية والمناطق الأخرى التي استخدمها التنظيم كحاميات عسكرية لـ«إماراته» في محافظة البيضاء، من أهمّ العمليات وأخطرها، نظراً إلى صعوبة تضاريس المنطقة التي اتّخذها «القاعدة» معقلاً له منذ قرابة 14 عاماً، وكان يُطلق عليها «تورا بورا اليمن». يُضاف إلى ذلك أن الهجوم تميّز بعنصر المفاجأة، إذ لم تسبقه أيّ مناوشات مع «القاعدة»، ولذلك حقّق مكاسب كبيرة على الأرض في وقت قياسي خلافاً لعمليات مماثلة جرت في المحافظة نفسها. وتفيد المعلومات بأن العملية سبقها نشاط استخباراتي مكثّف، ولقاءات جرت بين مشايخ البيضاء ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في صنعاء، اللواء أبو علي الحاكم، الذي التقى عدداً كبيراً من هؤلاء أواخر الشهر الفائت.
هذا التحوّل الدراماتيكي اللافت في مسار المعركة في البيضاء، أثار جدلاً واسعاً في أوساط القوى الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، وتبعه تبادل اتهامات بين تلك القوى بـ«الخيانة». إذ حمّلت قيادة المنطقة العسكرية السابعة، الموالية لهادي، الميليشيات السلفية التي كانت تسيطر على جبهات الصومعة والحازمية ومسورة بتسليم مناطقها والانسحاب من دون قتال، فيما ذكرت مصادر جنوبية، لـ«الأخبار»، أن «لواء الأماجد السلفي المدعوم من السعودية، والواقع مقرّه الرئيس في مديرية لودر في محافظة أبين، والذي كان متواجداً أخيراً في الصومعة، تعرّض للخيانة والغدر»، مضيفة أن «عناصره لم يستطيعوا الانسحاب نحو مقرّه في لودر تحت كثافة نيران الجيش واللّجان، فتوجّهوا نحو وادي مرخة الواقع في نطاق مديرية بيحان في محافظة شبوة». من جهته، حاول حزب «الإصلاح» استغلال التطورات الأخيرة لإثارة مخاوف أبناء المحافظات الجنوبية، وتحديداً تلك التي أصبحت على التماس مع الجيش و«اللجان» (أبين وشبوة ولحج)، والترويج لإشاعات مفادها أن قوات صنعاء تخطّط للهجوم على تلك المحافظات واقتحامها، وصولاً إلى مدينة عدن، الأمر الذي نفاه مصدر مسؤول في العاصمة صنعاء في حديث إلى «الأخبار»، مؤكداً أن «لا نوايا لدى الجيش واللجان للعودة إلى المحافظات الجنوبية».
الأخبار
إضافة تعليق جديد