«داعش» يصوّب جرائمه على الأشوريين في الحسكة
فتح تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، أمس، جبهة جديدة في ريف الحسكة، حيث سيطر على قريتين ذات غالبية أشورية، وأسر عشرات المسيحيين، ودمّر كنائس تاريخية.
وفي هذا الوقت، بدأ وفد برلماني فرنسي، من أحزاب مختلفة، زيارة إلى دمشق تختتم غداً، في أول زيارة من نوعها منذ إغلاق السفارة الفرنسية في العاصمة السورية في العام 2012.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أوضحت أن أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لا يمثلون فرنسا، التي تعارض أي تقارب مع الحكومة السورية.
ويرأس جيرار بابت من «الحزب الاشتراكي» الحاكم الوفد الفرنسي الذي يضم النائب عن «الاتحاد من أجل حركة شعبية» جاك ميار وفرانسوا زوشيتو وجان بيار فيال. ولم تحصل الزيارة على موافقة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية او الحكومة. ومن المقرر أن يعود الوفد إلى باريس غداً.
وقال ميار، لوكالة «فرانس برس» من دمشق بعد انتقالهم إليها من بيروت، «لقد وصلنا. نقوم بمهمة مع بابت وفيال وزوشيتو. إنها مهمة شخصية للاطلاع على ما يحصل والاستماع، ثم سنخرج منها بمعلومات».
وعن كيفية تمويل هذه الزيارة، قال ميار «دفعت ثمن بطاقة السفر. دفعت كلفة إقامتي في الفندق الليلة الماضية في بيروت».
وأسر «داعش» 90 مسيحياً بعد سيطرته على قريتي تل شاميرام وتل هرمز الأشوريتين، الواقعتين في محيط بلدة تل تمر في محافظة الحسكة. وتقع تل تمر على نهر الخابور شمال شرق سوريا، بين مدينة الحسكة والحدود التركية. ويبلغ عدد الأشوريين في سوريا حوالي 30 ألفاً من أصل 1.2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من قرى الخابور في الحسكة.
وقال مصدر متابع، إن «المجموعات المسلحة هاجمت معظم القرى المحيطة بتل تمر، إن لم يكن بالدخول المباشر فعبر استهدافها بقذائف الهاون»، موضحا أنها «دخلت بلدة تل تمر من الجهة الجنوبية الغربية»، وسيطرت على تل شاميرام وتل هرمز.
وأشار المصدر إلى أن الأهالي فروا الى مدينتي الحسكة والقامشلي، لكن التكفيريين احتجزوا حوالي 50 عائلة، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما قدر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عدد الأسرى بـ90 شخصاً.
وأوضح المصدر أن «الهاربين تحدثوا عن عملية إبادة للرجال ممن استطاعوا احتجازهم، إضافة إلى سرقة البيوت وحرق الكنائس»، مشيراً إلى أن «داعش» نقل المحتجزين إلى قرية تل شاميرام الآشورية، وهي تشكل الحد الفاصل بين تل تمر وقرية الاغيبش التي تعتبر معقله الرئيسي في المنطقة. كما قام بتفجير الجسر الوحيد الذي يصل بين تل تمر والاغيبش.
وكعادتهم، قام التكفيريون بتفجير كنائس أشورية في المنطقة، مثل كنيسة القديس الربان بثيون في قرية تل هرمز التي تقع على نهر الخابور. وأشارت وكالة «سانا» إلى أن التنظيم احرق كنيسة تل هرمز، التي تعد من أقدم الكنائس في سوريا، واعلنت الولايات المتحدة ان طائرات التحالف شنت 10 غارات على مواقع «داعش» قرب الحسكة.
يشار إلى انه يتواجد في شمال شرق سوريا، وحدات من الجيش السوري ووحدات «حماية الشعب» الكردية و «المجلس العسكري السرياني».
وتأتي عملية خطف المسيحيين بعد هجوم واسع يقوم به المقاتلون الأكراد ضد «الدولة الإسلامية» منذ أسابيع في محيط مدينة عين العرب (كوباني) السورية في ريف حلب، حيث استعادوا السيطرة على مساحة واسعة، ووصلوا إلى محافظة الرقة، حيث سيطروا على 19 قرية من «داعش»، بالإضافة إلى 30 قرية في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة في محيط بلدة تل حميس.
وقال خبراء عسكريون إن «الدولة الإسلامية» يحاول فتح جبهة جديدة في ريف الحسكة لتخفيف الضغط عن التنظيم، بعد سلسلة من الخسائر التي تكبّدها منذ إخراجه من عين العرب.
أشوريو سوريا
يبلغ عدد الأشوريين الإجمالي في سوريا حوالي 30 ألفا، من أصل 1.2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من قرى الخابور في الحسكة الواقعة في محيط تل تمر.
وينتسب الأشوريون إلى أشور الإبن الثاني لسام بن نوح، وينتشرون في محافظات حلب والحسكة ودمشق وحمص، ولا تزال الغالبية تتحدث اللغة السريانية. وينتمي أفراد هذه المجموعة إلى كنائس مسيحية سريانية متعددة.
كما ينتشر الأشوريون في العراق وتركيا ولبنان وبأعداد قليلة في إيران، ويعدّون من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية، وذلك ابتداء من القرن الأول الميلادي.
وبعد أن خطف «داعش» العشرات من الأشوريين اثر سيطرته على قريتي تل شاميرام وتل هرمز، قام بتدمير عدد من الكنائس الأشورية، مثل كنيسة القديس الربان بثيون في قرية تل هرمز التي تقع على نهر الخابور. كما احرق كنيسة تل هرمز، التي تعد من أقدم الكنائس في سوريا، وأحرق كنيسة قبر الشامية التي تبعد عن تل تمر عشرة كيلومترات.
الا ان الخوف يتصاعد من قيام التنظيم بتدمير كل الكنائس في المنطقة، والتي تبلغ حوالي 30 كنيسة، وأبرزها العذراء ومار شليطا والصليب والقديسة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد