«قطرات ملوّنة» تزيّن جدران اللاذقية بالحبّ

08-11-2016

«قطرات ملوّنة» تزيّن جدران اللاذقية بالحبّ

على واجهة أحد المنازل العتيقة في «حي الشيخ ضاهر» وسط مدينة اللاذقية، رسمت مجموعة شبان صورة للفنان الراحل نضال سيجري وإلى جانبها عبارة «الحب هو الحل... الحب هو الخلاص»، معلنة عن انطلاق مشروع جديد في المدينة الساحلية لتخليد ذكرى عظماء سوريا، وتزيين الشوارع والواجهات بوجوههم.يهدف المشروع إلى تخليد ذكرى بعض الشخصيات السورية (أشرف زينة)
يتولى تنفيذ المشروع فريق «قطرات ملوّنة» التطوعيّ، الذي ينشط منذ خمس سنوات في مجالات متنوّعة يغلب عليها الطابع الفني. عن المشروع الجديد يقول المهندس فادي جزعة، وهو عضو لجنة إدارة الفريق: «يهدف المشروع إلى تخليد ذكرى بعض الشخصيات السورية من فنانين مسرحيين وممثلين وكتاب وتشكيليين، أو استذكارهم عن طريق أعمال فنية مناسبة»، مضيفًا: «نضال سيجري هو بداية المشروع، ستتبعه مجموعة كبيرة من الشخصيات في مناطق عدة من اللاذقية مقرونة باقتباسات من أقوالهم». لا تقتصر الأعمال على تجسيد شخصيات راحلة، بل تشمل شخصيات تركت أثراً في سوريا، سواء أكانت على قيد الحياة أم رحلت. سيتضمن المشروع على سبيل المثال رسوماً تجسد الرياضيّة الشهيرة غادة شعاع، والمطرب الحلبي الشهير صباح فخري، وغيرهم.
يبلغ عدد الفريق التطوعي بحسب جزعة 22 شخصاً، عمل 10 أشخاص منهم على تنفيذ الجدارية الأولى للراحل سيجري بتكلفة لا تتجاوز الدولارين، بالاعتماد على بقايا مواد وأدوات استخدمت في مشاريع سابقة للفريق.
أنجز «قطرات ملوّنة» الذي يضمّ فنانين ورسامين ومصوّرين منذ نشأته مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية والتزينيّة في اللاذقية، شملت ترميم وتلوين شوارع وأرصفة، بالإضافة إلى تنفيذ جداريات ضخمة آخرها في «شارع الياسمين» في حي الزراعة بطلب وتعاون من الأهالي. بلغ طول الجدارية 50 متراً على جانبي الطريق، دمجت فيها كلمات تدعو للرقص والحب.
ترك المشروع الجديد بعد ساعات من إنهاء اللوحة الأولى أثراً كبيراً في نفوس أهالي اللاذقية، خصوصاً أنّ الفريق اختار شخصية محبوبة، ترتبط بالحرب الدائرة في سوريا، والتي دفعت سيجري إلى الحديث رغم إصابته بسرطان الحنجرة الذي دمّر حباله الصوتية، لينشر رسالة بصوته المبحوح تدعو للمحبة والسلام: «الحب هو الحلّ يا أبناء أمتي».
يأتي مشروع «قطرات ملونة» الجديد في وقت تعيش فيه سوريا حرباً مدمّرة أتت على الكثير من معالمها وآثارها، كما مزقت البنى المجتمعية وتركت جرحاً نازفًا. ليس المشروع مجرد لوحات جدارية فحسب، فهو يحمل طابعاً أعمق لارتباطه بأعلام بلد ولّاد، أنجب الكثير من العظماء، وسيبقى كذلك طالما أن الحب موجود.

نينار الخطيب

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...