«كورس الفرح» السوري يحتفي بوديع الصافي
عالبال يا عصفورة النهرين.. يا مزيني يا مكحلي العينين بكل ما يحمله هذا الموال من شجن وما يتضمنه لحنه الرحباني من تنويعات في الجمل الموسيقية استطاع الفنان اللبناني وديع الصافي ابن التسعين عاما
أن يذهل جمهور دار الاوبرا السورية في أمسية جوقة الفرح لتكريمه وذلك لما لصوته من بهاء والق ما زال يتدفق من حنجرته الخارقة والاستثنائية كما يصفها كبار النقاد الموسيقيين متحدية تقدمه في العمر.
واستطاع صاحب أهم الاصوات التي تأسست عليها نهضة الموسيقا العربية المشرقية في القرن العشرين أن يلهب مشاعر الجمهور السوري بكلماته التي وجهها اليه قائلا.. الشعب السوري زهرة العرب..أنتم شرفي وضميري وأنتم ثروتي..أدام الله النهضة على سورية الحبيبة .
كما تمكن جاجارين الطبقات الصوتية كما وصفه الناقد كمال النجمي أن يقدم أداء ساحرا لاغنية حبيبة عمري سلاما الى جانب سيلفي سليمان الذي جعل صالة الاوبرا تلتهب بالتصفيق الحار للاداء الجميل والقدرة على تغليف معدن صوته النفيس بما يشبه الحرير في نعومته والمخمل في دفئه وحنانه.
وأوضح الاب الياس زحلاوي مؤسس جوقة الفرح في كلمته التكريمية أن وديع الصافي أعطية سماوية وهبها الله لكل العرب وأنه كبير في عطائه ومحبته وايمانه وفنه لافتا الى أن هذا التكريم يأتي في الذكرى الخامسة والعشرين للتعاون الاول بين جوقة الفرح وبين الصافي.
وقال زحلاوي.. كان حلما أن التقي بالفنان وديع الصافي الى أن جاءتني فرصة على طبق من ذهب بعد أن اجتمعت به وهو يرتل في كنيسة سيدة الصوفانية بدمشق بطريقة فريدة خارج أنماط الموسيقا الكنسية المعروفة فعرضت عليه أن أنتقي نصوصا يقوم هو بتلحينها لتكون جسدا بين أبناء الوطن العربي كله وهذا ما حصل.
وأضاف مؤسس جوقة الفرح أن الحان الصافي أتاحت للجوقة الخروج من نطاقها الضيق الى العالم الواسع وبناء جسور للتواصل مع العالم ككل ابتداء من استراليا الى بعض الدول الاوروبية وانتهاء بالولايات المتحدة الامريكية.
واشترك في هذه الامسية التكريمية ستون منشدا من جوقة الفرح يرافقهم خمسة عشر عازفا من المعهد العالي للموسيقا وفرقة سمه للرقص الفلكلوري وذلك ضمن اطار مسرحي غنائي باخراج متميز للفنان جهاد سعد الذي استطاع أن يحقق مناخات مناسبة لمفاصل التكريم كاملة ابتداء من صعود الفنان الصافي من الارض مرورا بأشجار الزيتون المغروسة على خشبة دار الاوبرا فضلا عن شاشة الاسقاط التي احتلت عمق المسرح اضافة الى الدخولات والخروجات للمغنين وللراقصين ومؤثرات الاضاءة المتميزة.
وتضمنت الامسية التكريمية تقديم مجموعة من الموشحات والاغاني والترانيم والاسكيتشات استعرضت من خلالها جوقة الفرح التاريخ الفني للصافي وانجازاته على مدى سبعين عاما من الغناء فضلا عن أجمل القطع الموسيقية التي غناها صاحب ولو لسورية موزعة بشكل خاص لهذه الامسية.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد