«ندوة مستقبل العلمانية في العالم العربي» تنعقد في الاسكندرية
نظم مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط التابع لمكتبة الإسكندرية ندوة حول العلمانية في البحر المتوسط بمشاركة أساتذة وباحثين ناقشوا ظروف ظهور العلمانية في العالم العربي ومستقبلها.
وقالت الناقدة والروائية اللبنانية الدكتورة نازك سابا يارد إن النزعات العلمانية ظهرت في الفكر العربي منذ أوائل القرن 19 بسبب الاتصال بالفكر الغربي والتأثر به.
وأضافت أن العلمانية التي أثارت عاصفة عارمة من الاحتجاجات تضمنتها أفكار المصرييْن علي عبد الرازق وطه حسين، مشيرة إلى تأثير العلمانية في الأدب والمجتمع خاصة في قضايا المرأة والتعليم والقانون.
وأكدت الناقدة اللبنانية أنها في ظل تزايد ما سمته "المد الإسلامي الأصولي" في مختلف البلاد العربية وتنامي "التعصب الطائفي" في عدة بلدان، لا ترى في المستقبل القريب "ما يبشر بخطوات فعالة نحو تحقيق العلمانية".
وأضافت أن الذين يعارضون العلمانية "يرفضونها لأنها نشأت في نسق غربي وجاءت ردة في وجه تسلط الكنيسة الكاثوليكية ولا أخلاقية رجال الدين واضطهادهم رجال العلم".
وأوضحت أن رافضي العلمانية يتجاهلون الأسباب الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والأسس الفلسفية التي أدت إلى ظهورها.
وأشارت إلى أنه ربما يكون لرفض الإسلاميين للحضارة الغربية أسباب سياسية وتاريخية أيضا عائدة إلى الصراع المسلح والأيديولوجي بين الغرب والبلاد الإسلامية منذ الحروب الصليبية إلى اليوم.
أما أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بقسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة حلوان بالقاهرة الدكتور مجدي عبد الحافظ عبد الله صالح فقد قسم التيارات الفكرية التي تسود المنطقة إلى "تيار سلفي تقليدي يرى أن سبب إخفاق وتردي العرب هو الابتعاد عن الدين والماضي، وتيار تجديدي يرى أن التمسك بالقديم هو سبب الإخفاق الحقيقي، وتيار ثالث توفيقي بين القديم والحديث".
وقال إن العلمانية "واحدة من قوائم الاختراعات الغربية غير المرغوب فيها"، مشيرا إلى أنها "تعرضت للتشويه المتعمد من قبل الإسلاميين خاصة في منطقة الشرق الأوسط".
واستبعد حافظ إمكانية تصدير النموذج الغربي للعلمانية إلى العالم العربي أو تطبيقه أو الاستفادة منه بسبب الموقف المعادي للعلمانية والخلط بينها وبين الإلحاد.
ومن جهته نبه أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة الإسكندرية الدكتور محمود سعيد عمران إلى "الترجمة الخاطئة" لكلمة Secularism عن اللغة الإنجليزية، وقال إنها كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) ومشتقاته على الإطلاق، مؤكدا أن ترجمتها الصحيحة هي "اللادينية" أو "الدنيوية".
وحذر عمران من الإسهاب في "تضخيم دور الدين لمحاربته وتحقيق أغراض سياسية تعمل على تقويض الحرية وحقوق الإنسان وإلغاء القانون والمجتمع".
ودعا إلى احترام المعتقدات الدينية والهويات الثقافية والروحية للشعوب والمجتمعات ورفض محاولة التأثير فيها، سواء بالتغير أو الاحتكار.
وشدد على ضرورة الإسهام والمشاركة في مجتمع ديمقراطي سليم، تعلو فيه سلطة القانون، ويكون الكل فيه مواطنا محترما ومحميا بقوة القانون وتتعادل فيه الفرص وفقا للكفاءات، بغض النظر عن الدين والانتماء الطائفي أو المذهبي.
أحمد علي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد