أبرز التسريبات حول زيارة القذافي إلى روسيا

02-11-2008

أبرز التسريبات حول زيارة القذافي إلى روسيا

الجمل: وصل الرئيس الليبي معمر القذافي أول أمس الجمعة إلى روسيا وذلك في زيارة رسمية تعتبر الأولى له منذ لحظة سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية وعلى ما يبدو أن هذه الزيارة ستتضمن الشوط الثاني على خط طرابلس – موسكو والذي بدأ بزيارة الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين.
* أبرز التسريبات حول الزيارة:
تقول المعلومات الروسية بأن الرئيس القذافي قد وصل إلى روسيا من أجل إجراء المباحثات مع المسؤولين الروس لجهة إنجاز جدول الأعمال الآتي:
• تكملة التفاهم حول مشتريات ليبيا من الأسلحة الروسية.
• بحث إمكانية إقامة قاعدة بحرية روسية في ميناء بنغازي الليبي.
• بحث الاستثمارات الروسية في مجالات النفط والغاز الليبي.
• بحث التعاقدات المتعلقة بمشروع تمديد خطوط السكك الحديدية داخل ليبيا والذي تم توقيع عقده بتكلفة إجمالية قدرها 2.2 مليار يورو.
هذا، وتشير بعض التسريبات إلى أن زيارة الرئيس الليبي إلى روسيا ينظر إليها المراقبون بالكثير من الأهمية لجهة أنها تشكل محطة بارزة ليس في طريق العلاقات الروسية المتزايدة على خط طرابلس – موسكو وحسب، وإنما باعتبارها تمثل نقطة تطور هامة في تمديد النفوذ الروسي لجهة ملء فراغ القوة الذي خلقه تراجع قوة الاتحاد السوفيتي السابق عن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
* ملف القاعدة البحرية الروسية في بنغازي:
أكدت المصادر الروسية التي أشرفت على تحضيرات زيارة الرئيس الليبي لروسيا، بأن ملف القاعدة البحرية الروسية سيكون حاضراً بقوة في المحادثات. وأشارت هذه المصادر إلى احتمالات امتناع الكرملين وقيادة البحرية الروسية من الإدلاء بأي تصريحات حول الموضوع ولكن برغم ذلك فقد أشارت التسريبات حول القاعدة البحرية الروسية إلى النقاط الآتية:
• تنظر القيادة الليبية إلى وجود القاعدة البحرية الروسية في بنغازي باعتباره يوفر الضمان الحقيقي من مخاطر احتمالات قيام الولايات المتحدة وحلفائها بالعدوان العسكري ضد ليبيا.
• تنظر القيادة الروسية إلى وجود القاعدة البحرية الروسية في بنغازي باعتباره يتيح لروسيا عدة مزايا جيو-ستراتيجية أبرزها:
- موازنة الوجود البحري الأمريكي في البحر المتوسط.
- توسيع نطاق انتشار قوة الردع الروسية.
- ملء فراغ القوة العسكرية الذي نشأ في المنطقة بفعل انسحاب القوة العسكرية السوفيتية.
- تأمين المصالح الروسية في ليبيا.
- إحباط مخطط الولايات المتحدة الهادف لحبس القوة البحرية الروسية داخل منطقة البحر الأسود.
هذا، وتشير الوقائع الجارية إلى ما يلي في علاقات البحرية الروسية بليبيا:
• رست بعض قطع البحرية الروسية خلال شهر تشرين الثاني في الموانئ الليبية وكان من بينها سفينة قاذفة صواريخ نووية ثم واصلت القطع الروسية إبحارها متجهة إلى فنزويلا.
• استضافت المواني الليبية خلال شهر تشرين الأول فرقاطة بحرية روسية كانت في طريقها إلى خليج عدن والسواحل الصومالية.
وينظر المراقبون لواقعتي استضافة ليبيا للقطع البحرية الروسية على أنه يشير إلى العديد من الأبعاد وينقل المزيد من الإشارات التي أبرزها:
• أن العلاقات العسكرية الروسية – الليبية في تواتر واضطراد.
• أن هناك إمكانية متاحة أمام روسيا لاستعادة التحالف الذي كان قائماً في الماضي بشكل وثيق على خط طرابلس – موسكو.
• إن الاحتمالات بإقامة قاعدة بحرية روسية في ميناء بنغازي أصبحت ممكنة الحدوث.
هذا، وعلى الجانب الأمريكي وجانب حلف الناتو لم تبرز حتى الآن أي ردود أفعال ولكن برغم هدوء التوتر على خط واشنطن – طرابلس وبروكسل – طرابلس فإن رهان أمريكا – حلف الناتو على الشواطئ المصرية والتونسية ما يزال هو الأكثر احتمالاً وذلك لجهة العديد من الأسباب:
• علاقات تونس الوثيقة بأمريكا وفرنسا والغرب وإسرائيل إضافة إلى استعداد تونس لتقديم التسهيلات العسكرية لواشنطن وحلف الناتو.
• تشير معطيات خبرة الوقائع الجارية إلى أن تونس أصبحت لا تبدي أي حساسية إزاء التعامل مع إسرائيل وعلى وجه الخصوص بسبب لجوء تونس المتزايد إلى استخدام ذريعة المشاركة في الجهود الدولية الجارية في الحرب ضد الإرهاب كمبرر لقبول التعاون مع إسرائيل وحلفائها.
• إن مصر بالأساس متورطة في علاقات وثيقة مع البحرية الأمريكية وحالياً تقدم السلطات المصرية المزيد من التسهيلات للقطع البحرية الأمريكية في سواحل البحر الأحمر وعلى وجه الخصوص في مينائي الغردقة وسفاجة.
• إن مصر تعتبر الأكثر أهمية لجهة المزايا الجيو-ستراتيجية بسبب وجود ممر قناة السويس الاستراتيجي الهام وبسبب إطلالة شواطئ البحر الأحمر على الشواطئ السعودية المقابلة لها، وإضافة لذلك قرب مصر من إسرائيل التي تهتم الولايات المتحدة وحلف الناتو بتوفير الحماية لها.
تراجع انتشار القوة السوفيتية بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي، وأدى ذلك إلى ظاهرتين البنية الدولية:
• نشوء فراغ القوة بما أدى إلى اختلال توازن القوى العسكري واختلال توازن معادلة الأمن الدولي.
• تقدم القوة العسكرية الأمريكية لملء فراغ القوة لجهة الإبقاء على تفوق الولايات المتحدة وتكريس تداعيات اختلال توازن النظام العسكري العالمي والنظام الأمني العالمي لجهة بسط النفوذ الأمريكي.
وبوضوح استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل على فرض خطابها السياسي الدولي مستخدمة مبدأ العولمة خلال إدارتي بيل كلينتون الديمقراطيتين ومبدأ الضربة الاستباقية خلال إدارتي جورج بوش الجمهوريتين، وفي كلا الحالتين ذاقت ليبيا طعم العلقم بسبب ملف لوكربي وملف أسلحة الدمار الشامل وملف دعم الإرهاب وملف محور الشر وما شابه ذلك وحالياً هل يحاول الرئيس القذافي فعلاً السماح بإقامة القاعدة البحرية الروسية في بنغازي لجهة توفير الغطاء الدولي الوقائي من كابوس الاستهداف الأمريكي أم أنه يسعى للمناورة على خط موسكو – واشنطن التي قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة وأن المواجهة الأمريكية – الروسية ليست إيديولوجية كما كانت في الحرب الباردة وإنما هي مواجهة بين روسيا الصاعدة وأمريكا المتربعة على العرش بالتالي فحدوث أي صفقة بينهما سوف لن يكون مستبعداً.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...