أسوار تدمر عبر التاريخ

15-10-2007

أسوار تدمر عبر التاريخ

تعتبر الأسوار الدفاعية في تدمر من المعالم الأثرية البارزة حيث كان السبب في بناء التدمريين أسواراً حجرية دفاعية لمدينتهم في القرن الأول الميلادي هو هجوم فرسان جيش مارك انطونيو زوج كليوباترا على مدينة تدمر في العام 41 قبل الميلاد.

فلجأ سكانها إلى الجبال المجاورة هرباً بأموالهم لعدم وجود أسوار تحميهم أنذاك وقال «فليس لديه ما يلوم التدمريين عليه غير سياستهم المستقيمة فهم تجار يشترون من الفرس منتجات الهند وبلاد العرب لبيعها للرومان». ‏

وللأسوار الدفاعية شكل السلحفاة يمتد من السفح الجنوبي لجبل الحصينيات حتى التفافه حول معبد بل شرقاً ثم يبدأ يشكل قوساً ذروته مقابل مدفن مارونا شمالاً ثم ينحرف جنوباً وغرباً ليصعد الهضبة الواقعة خلف معسكر ديوقلسيان ويبلغ محيطه 6 كم وقد دعم بالأبراج في فترة حكم الملك أذينة والملكة زنوبيا حتى خرب الرومان جزءاً منه أثناء مهاجمتهم تدمر عام 274 م وأطلق عليه سور زنوبيا. ‏

وبعد احتلال الرومان للمدينة في فترة الامبراطور ديوقلسيان «285 ـ 305م» قام بترميم الأسوار وأطلق عليه اسمه ثم أصابها زلزال في القرن الخامس الميلادي ما أدى إلى هدم بعض أقسام السور العام 434م. ‏

وفي عهد العرب الغساسنة في الفترة البيزنطية خلال القرون 4 ـ 5 ـ 6 بعد الميلاد قام الامبراطور جوستيان «525 ـ 565م» بإعادة ترميم الأسوار وإضافة برج نصف مستدير بين كل 3 أبراج مستطيلة على محيط السور واستخدم في بنائها حجارة نقلها من الأبنية والمقابر التدمرية كما ذكر مؤرخه بروكوب في كتابه المباني وجعلها مدينة محصنة. ‏

وعندما مر بها القائد خالد بن الوليدالعام 635م في طريقه من العراق إلى اليرموك دخلها وصالح أهلها. ‏

وفي العام 745م خرب آخر خليفة أموي قسماً من أسوار تدمر وفي العام 1925م قام السيد غابرييل بوضع أول مخطط للمدينة وأسوارها. ‏

وحسب ما ذكر المهندس وليد أسعد مدير آثار ومتاحف تدمر أن المديرية باشرت منذ العام 1975 بكشف وترميم الأسوار الشمالية بدءاً من الزاوية الغربية للمتحف الوطني حتى قمة الهضبة خلف معسكر ديوقلسيان بإزالة الأنقاض المتراكمة حول جدرانها ويجري العمل منذ ذلك التاريخ على كشف واجهات الأسوار الشمالية والقيام بحفر الخندق أمامها ثم استخلاص الكتل المعمارية المنهارة وإعادة بنائها وتدعيم الواجهات وإبراز خصائصها المعمارية وبشكل إنشائي يساهم في الحفاظ عليها وإظهارها كمعلم زيارة سياحي يساهم في إظهار عناصر العمارة العسكرية لمدينة تدمر التاريخية. ‏

وتبين للبعثة الوطنية في مديرية آثار تدمر أن الأسوار تتألف من جدار مزدوج عرضه 310 سم ووجهها الخارجي شيد بمداميك مشذبة من الألواح الحجرية الكبيرة من الحجر الكلسي الرملي بينما الوجه الداخلي شيد بالحجر الكلسي الطري، ويحيط بالسور خندق عمقه خمسة أمتار وعرضه ثمانية أمتار وارتفاعه 5 ـ 6 أمتار علماً أن ارتفاع الأسوار قديما كان 12 متراً ولهذه الأسوار سبعة أبواب ثلاثة على السور الشمالي وثلاثة على السور الجنوبي والباب السابع يقع شرقي معبد بل. ‏

يذكر أن أجزاء من الأسوار الجنوبية الواقعة في وادي الصراصير قد تم كشف أجزاء منها وتلحظ خطط الترميم وإظهار أعمال تدعيم هذه الواجهات بعد إنجاز أقسام الواجهات الشمالية التي شارفت على الانتهاء. ‏

وتهدف برامج المديرية العامة والمتاحف كما يقول مديرها العام الدكتور بسام جاموس إلى كشف جميع واجهات الأسوار وتدعيمها وإعادة بناء ما يلزم منها بما يخدم فكرة الحفاظ عليها ويساهم في قلب المدينة الأثرية ويحدد منافذ العبور إليها من البوابات الرئيسية التاريخية حيث يقسم هذا العمل وفق منهجية اثارية تأخذ بعين الاعتبار كافة المتطلبات الفنية والتاريخية المهمة لهذا الصرح المعماري الضخم. ‏

عدنان الخطيب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...