أوبامايقبل ترشيحه عن الديمقراطيين ويقسم بالدفاع عن“الحلم الأمريكي"
ألقى المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما مساء الخميس خطاباً حماسياً أمام 90 ألفاً من الأنصار، قال فيه “إنه زمن تغيير أمريكا”.
وشكل الخطاب خاتمة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في مدينة دنفر بولاية كولورادو والذي تم خلاله تكريس أوباما أول مرشح أسود للرئاسة الأمريكية.
وسيواجه أوباما في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل المرشح الجمهوري جون ماكين.
وفي خطابه، أعلن أوباما قبوله ترشيح حزبه، وأقسم أمام أنصاره بالدفاع عن “الحلم الأمريكي”.
وظهر أوباما والتأثر باد على محياه، ولكن من دون أن تفارقه الابتسامة على المنصة في استاد ضخم، وكرر مرات عدة عبارة “شكراً، شكراً، شكراً” أمام الحشد الذي صفق له خلال دقائق عديدة وهو يصيح “نعم إننا نستطيع” وهو شعار حملته.
وقال أوباما “بامتنان عميق وتواضع كبير أقبل تعيينكم لي مرشحاً لرئاسة الولايات المتحدة”، ما أثار من جديد صيحات الابتهاج ليصل صداها إلى نحو كيلومترين من الملعب.
وفي مستهل خطابه وجه أوباما تحية إلى الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري التي هي كما قال مصدر “الهام لبناتي وبناتكم”.
ودعا إلى التعاضد بين مواطنيه وأكد ضرورة اعادة ارساء ما أسماه “الحلم الأمريكي: فكرة أن نكون مسؤولين عن أنفسنا لكن أيضاً لنسقط وننهض معاً كبلد واحد”.
وتابع “نجتمع اليوم في أكثر الأوقات حسماً في تاريخنا، في الوقت الذي تخوض أمتنا حرباً، واقتصادنا مضطرب والوعد الأمريكي يتعرض للتهديد كل يوم”.
وقال “نحن اليوم أفضل من السنوات الثمانية الماضية، نحن بلد أفضل من ذلك”. وأضاف “هذه الليلة، أقول للشعب الأمريكي، للديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين في أنحاء هذه الأرض العظيمة كفى! هذه اللحظة هذه الانتخابات هي فرصتنا للحفاظ على الوعد الأمريكي حياً في القرن الواحد والعشرين. لأنه في الأسبوع المقبل في مينيسوتا، سيطالب الحزب نفسه الذي أبقى جورج بوش وديك تشيني لولايتين متتاليتين، بولاية ثالثة. ونحن هنا لأننا نحب هذا البلد كثيراً إلى درجة لن نسمح بأن تكون السنوات الأربع المقبلة مثل الثماني الماضية. وفي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني علينا أن نقف ونقول “ثمانية تكفي””.
وكان يشير بذلك إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مينيسوتا هذا الأسبوع لتكريس ماكين مرشحه رسمياً.
وشن أوباما هجوماً عنيفاً ضد منافسه ماكين، قائلاً: “لا اعتقد ان السيناتور ماكين يستخف بما يحصل في حياة الأمريكيين. بل اعتقد بكل بساطة أنه لا يعلم ذلك، وإلا لماذا يحدد الطبقة المتوسطة بأولئك الذين يكسبون أقل من خمسة ملايين دولار في السنة”.
وأضاف “هذا ليس لأن ماكين يستخف، بل لأن جون ماكين لا يفهم ذلك”. ورد بغضب على اتهام الجمهوريين له بأنه يفتقر إلى الخبرة فقال “لا تقولوا لي إن الديمقراطيين لن يحمونا”.
وتابع في هذا الصدد “إن سياسة الرئيس جورج بوش وماكين الخارجية تبدد إرث أجيال من الأمريكيين من ديمقراطيين وجمهوريين ونحن سنعيد بناء هذا الإرث”.
وانتقد بشدة بوش وماكين لسوء حكمهم وقال إن منافسه إلى البيت الأبيض لن ينهي الحرب “المضللة” في العراق، وسيجعل الولايات المتحدة أقل أمناً مع سياسة خارجية متشددة.
واستطرد “لا تهزمون شبكة الإرهاب الناشطة في 80 بلداً باحتلال العراق. ولا تحمون “إسرائيل” وتقفون في وجه إيران بأحاديث متشددة في واشنطن”.
وأكد أوباما أنه لن “يتردد أبداً في الدفاع عن هذا البلد” في حال أصبح رئيساً، وسخر من تكرار منافسه ماكين وعوده بالقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واتهمه بأنه دعم الحرب في العراق مما حال دون القبض على ابن لادن.
وفي هجوم قاس على السياسة الأمنية لماكين قال أوباما إن منافسه أيد الحرب في العراق في الوقت الذي كان فيه الشخص الذي يشكل التهديد الحقيقي لمصالح الأمريكيين لا يزال حراً طليقاً في أفغانستان.
وقال أوباما “إذا كان جون ماكين يريد نقاشاً حول من يملك النية والحكمة ليكون القائد المقبل للقوات المسلحة، فالجواب هو أنني مستعد لذلك”.
وأضاف “عندما كان السيناتور ماكين يتوجه بأنظاره إلى العراق بعد أيام قليلة من أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وقفت وعارضت هذه الحرب لأنني كنت أعلم أنها ستحول انتباهنا عن التهديدات الحقيقية التي نواجهها”.
وأشار إلى انه في الوقت الذي كان يدعو فيه إلى إرسال مزيد من القوات لإنهاء القتال ضد “الإرهابيين الذين هاجمونا في 11 سبتمبر/أيلول” لم يكن ماكين يسعى سوى إلى “التخبط” في أفغانستان.
وأضاف “جون ماكين يحب أن يقول انه سيطارد ابن لادن حتى أبواب الجحيم، ولكنه لن يذهب حتى لمجرد الكهف الذي يعيش فيه”.
وتابع “ليست هذه هي الحكمة التي نحتاج إليها. وهذا لن يجعل من أمريكا آمنة، نحتاج إلى رئيس يستطيع مواجهة تحديات المستقبل وليس مجرد التمسك بأفكار الماضي”.
وقال أوباما إن “الحرب على الإرهاب” التي خاضها الرئيس جورج بوش “مملوءة بالعيوب”.
وأوضح “لا يمكنك أن تهزم شبكة إرهابية تعمل في 80 بلداً عن طريق احتلال العراق”.
ورد ماكين في بيان أول وضع فيه انتقاداته لأوباما جانباً، وهنأه على تعيينه مرشحاً للحزب الديمقراطي قائلاً “سيناتور أوباما، إنه فعلاً ليوم جيد لأمريكا”.
وفي وقت لاحق، أصدر ماكين بياناً ثانياً اعتبر فيه أن خطاب أوباما “خادع”، وأن أوباما “ليس مهيئاً لأن يصبح رئيساً” للولايات المتحدة.
وقال تاكر باوندز المتحدث باسم ماكين، “هذا المساء استمع الأمريكيون إلى خطاب خادع في تناقض جوهري مع الأداء الهزيل لباراك أوباما”.
من جهة أخرى، قال مستشار بارز لأوباما الخميس ان الأخير قد يبدأ محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي أوائل العام المقبل إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة.
وأشار توني ليك وهو مستشار سابق للبيت الأبيض للأمن القومي إلى ان واشنطن بحاجة لأن تعرض على إيران خياراً أكثر وضوحاً وصرامة بين عواقب مواصلة مسعاها المشتبه فيه لامتلاك أسلحة نووية وبين مزايا التخلي عنه.
وقال ليك أثناء مناقشة للسياسة الخارجية على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر إن أوباما “يقول انه بمجرد أن يتولى المنصب فإنه سيتعين علينا أن نجري مفاوضات جادة للغاية مع الإيرانيين نقدم إليهم فيها خياراً”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد