أولمرت يلبي دعوة ملك الأردن (من أجل السلام مع سورية)

01-05-2008

أولمرت يلبي دعوة ملك الأردن (من أجل السلام مع سورية)

زار رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بشكل مفاجئ امس عمان، حيث التقى الملك الأردني عبد الله الثاني. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن دعوة الملك لهذا الاجتماع، نبعت من خشيته من احتمال تأثير الاتصالات الإسرائيلية مع سوريا على المسار التفاوضي مع الفلسطينيين.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن أولمرت وعبد الله اللذين يحتفظان بعلاقات وثيقة ويتواصلان هاتفيا بوتيرة عالية، تباحثا في قضية السلام مع سوريا. وناقش الرجلان أيضا العملية السياسية القائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وسبل تحقيق أهداف مؤتمر أنابوليس والتهدئة مع حركة حماس.
ولم يكن هذا اللقاء المفاجئ الوحيد في المنطقة مؤخرا. فقد عقد الملك الأردني لقاء مماثلا ايضا مع الرئيس الأميركي جورج بوش، سبق لقاء الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وثمة تقديرات بأن الملك عبد الله مثل في هذه الخطوات موقف الدول العربية المعتدلة وخصوصا السعودية ومصر. ويرى البعض أن هذا الموقف يتلخص في الخشية من اليأس الذي يكاد يصيب قيادة السلطة الفلسطينية، جراء تعنت إسرائيل في المفاوضات معها. ويخشى الموقف العربي المعتدل من آثار تراجع القيادة الفلسطينية عن المفاوضات، على استقرار المنطقة بأسرها.
تجدر الإشارة إلى المعلومات التي تناقلتها المصادر الفلسطينية حول عودة عباس محبطا من لقاءاته الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين وخصوصا مع بوش. وبحسب هذه المصادر ، فإن ما لمسه عباس من حواراته مع الأميركيين هو أن الجهد يتركز حاليا ليس حول التوصل لاتفاق بخصوص إعلان الدولة الفلسطينية، كما سبق لبوش أن وعد، وإنما للتوصل إلى «إعلان مبادئ». كما أن رئيس الطاقم الفلسطيني في مفاوضات التسوية النهائية أحمد قريع (أبو علاء) صرح مؤخرا أن الخلافات بين الطرفين عميقة وأن المفاوضات تكاد تواجه طريقا مسدودا.
من جهته، حاول ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية اعتبار اللقاء مجرد مشاورات روتينية تجري في العادة بين الرجلين. وهذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها أولمرت وعبد الله قبل وقت قصير من وصول بوش إلى المنطقة. وشدد الديوان على أن سرية اللقاء تمت لاعتبارات أمنية وليس لإلحاح اللقاء. ومعروف أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ستصل إلى المنطقة يوم الاثنين المقبل، بعد أن تشارك في لندن في مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين.
وشددت مصادر إسرائيلية على أن الدولة العبرية تنظر باهتمام بالغ لمشاركة الأردن في العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية. ونقلت «يديعوت احرونوت» عن مصدر سياسي إسرائيلي أن «للأردن قدرات مهمة في الموضوع الفلسطيني، سواء في مجال الوساطة أو في مجال التدريب، أو مواضيع أخرى مهمة جدا لإسرائيل. والرجلان يفهمان أن هذا هو العام الأخير لولاية بوش ولذلك يجب فعل كل شيء من أجل التوصل لاتفاق سياسي. ولقاء اليوم (امس) يستهدف إطلاع الملك الأردني على تطورات المفاوضات مع الفلسطينيين واستخدام قدراته في تعزيزها».
وكانت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قد أشارت إلى أن الملك عبد الله أبلغ أولمرت أهمية أن تقود المفاوضات مع الفلسطينيين إلى التوصل لاتفاق في نهاية العام الحالي، على أساس مبدأ دولتين لشعبين ووفق التزامات الطرفين في مؤتمر أنابوليس. وتحدث الملك أيضا لأولمرت عن وجوب أن يعالج الاتفاق جميع القضايا الجوهرية في التسوية النهائية وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددا على أهمية تحديد جداول زمنية واضحة في المفاوضات. وطالب الملك أولمرت بأن تعمل إسرائيل بشكل فوري على تحسين ظروف حياة الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
وأشارت «هآرتس» من جهتها إلى أن الاثنين تباحثا، على ما يبدو، في القمة التي ستعقد في شرم الشيخ في الثامن عشر من أيار ، بحضور الرئيس الأميركي وكل من الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله والرئيس الفلسطيني. وافادت الصحيفة أنه من غير المتوقع أن يحضر أولمرت اللقاء برغم أنه تلقى دعوة لحضوره.

حلمي موسى

المصدر: السفير
  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...