إسرائيل «تغلق» مفاعلاً نووياً خوفـاً مـن صواريـخ غـزة
كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن أن وكالة الطاقة النووية الإسرائيلية كانت قد أوقفت عمل المفاعل النووي في «ناحال سوريك» خلال فترة التصعيد الأخيرة مع الفلسطينيين، جراء وقوع المفاعل في نطاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة.
وجاء هذا الكشف أيضا خلال جولة نادرة نظمتها الوكالة للإعلاميين إلى هذا المفاعل، قيل لهم فيها إن نشاطات المفاعل توقفت خلال فترة التصعيد، خشية على أمن المنشأة وعلى العاملين فيها. ويعتبر مفاعل «ناحال سوريك» بين المواقع الإسرائيلية الأشد سرية والأكثر نشاطا من الناحية العلمية، حيث تم مؤخرا افتتاح مركز لتسريع الجزيئيات من بين الأحدث في العالم.
وقال مدير المفاعل حانوخ هيرشفيلد، للصحافيين، ان النشاطات في المفاعل توقفت خلال فترة التصعيد. ومع ذلك عاد وتدارك أنه لا خطر من المفاعل حتى إذا سقطت الصواريخ عليه. وأشار إلى أن المفاعل مزود بآليات أمان تحول دون تلوث إشعاعي في المنطقة، وأن الخشية كانت فقط من حدث موضعي يصيب فقط العاملين في المفاعل.
يشار إلى أن مفاعل «ناحال سوريك» يقع على مقربة من وسط إسرائيل من الجنوب، وبالتالي قريب جدا من المراكز المأهولة. وخلافا له فإن مفاعل «ديمونا» يقع في قلب صحراء النقب، ويبعد عن مراكز التجمع الاستيطانية.
وتم إبلاغ الصحافيين أن إسرائيل تحاول تقليص كمية الوقود النووي في المفاعل في إطار محاولة تغيير الغاية من وجوده. وهكذا فإن مفاعل «ناحال سوريك» لم يعد يحوي سوى 45 قضيب وقود، قسم منها مستخدم والآخر جديد. وهناك خلاف مع الولايات المتحدة التي ترفض تزويد هذا المفاعل بوقود نووي جراء عدم توقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ونظرا لقلة الوقود النووي فإن المفاعل يعمل فعليا يومين في الأسبوع فقط، يجري فيهما تركيز كل نشاطات المفاعل.
وبصرف النظر عن ذلك أنشأت إسرائيل في المفاعل مسرع الجزيئات الأول من نوعه في العالم، الذي سيفتتح بين العامين 2017 و2018. ويقال انه سيشكل بنية تحتية مكملة لنشاطات «ناحال سوريك» الأمر الذي سيسمح حينها بوقف نشاطات المفاعل تماما.
وأبلغ رئيس المفاعل الصحافيين أنه في مطلع العام الحالي أجرت وكالة الطاقة النووية الإسرائيلية مناورة هي الأولى من نوعها للتدرب على مواجهة خطر الإرهاب الإشعاعي. وفي إطار تلك المناورة تم إشراك مستشفيات للتدرب على استيعاب المصابين في مثل هذه الحوادث، وقام مفاعل «ناحال سوريك» بفحص عينات بول مصابين تلوثوا بإشعاع راديولوجي.
وقد أعلن أن «ناحال سوريك» الذي أنشئ قبل 50 عاما سيتوقف عن العمل بعد افتتاح مسرع الجزئيات الذي سيؤدي دور المفاعل لأغراض بحثية وطبية. وكان مفاعل «ناحال سوريك» قد تخصص مؤخرا في تطوير أنماط من العلاج الإشعاعي النووي، وابتكار وسائل فحص غير مدمرة للخلايا، فضلا عن تطوير وسائل لاكتشاف الأسلحة والمتفجرات عبر «الحدود».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد