إمدادات الناتو مصدر تمويل لطالبان
أفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن نقل المؤن إلى قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) عبر معبر خيبر الواقع بين المناطق القبيلة بباكستان وأفغانستان، مكلف جدا بسبب هجمات طالبان، التي تتخذ منها مصدرا كبيرا لتمويل عملياتها.
سائق إحدى الشاحنات أمين يقول إننا دائما ننظر إلى قمم الجبال حتى نرى من أين يأتينا القصف، مشيرا إلى أن "الحالة الأمنية تزداد سوءا".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين أضرموا النار في ناقلتي وقود على الطريق بين تورخام وكابل يوم الأحد الماضي، مما يؤكد هشاشة الحماية للنقالات التي تحمل المؤن لأكثر من مائة ألف جندي غربي في أفغانستان، بعد أن تقطع مسافة تزيد عن 1500 كلم.
ورغم أن الجيش الأميركي يقول إن جزءا يسيرا فقط من مؤنه تذهب إلى "المتمردين"، فإن القادة يشعرون بالقلق الشديد حيال هذا التهديد المتفاقم.
وتقول شركات النقل إن مقاتلي طالبان حولوا القوافل اللوجستية لقوات الناتو إلى مصدر تمويل كبير عبر ابتزاز الأموال من الناقلات وخطف السائقين طلبا للفدية التي تجلب مئات الآلاف من الدولارات.
وعلقت الصحيفة قائلة إن قدرة المسلحين على افتراس خطوط الإمداد على جانبي الحدود تظهر كيف أن الصراع الأفغاني أفرز اكتفاء ذاتيا لحرب تجلت فيها مظاهر التمرد واللصوصية والجريمة المنظمة.
وفي الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأميركي باراك أوبما إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، تتساءل شركات النقل عما إذا كان المزيد من الجنود يعني المزيد من الأمن أم قوافل أكبر من التمويل لطالبان.
ونقلت الصحيفة عن صبور هلامي نائب المدير التنفيذي لشركات موشتار تريدنغ للنقل التي تتخذ من كابل مقرا لها، قوله إن "عمليات النقل تشكل مصدرا كبيرا للأموال للمتمردين".
يذكر أن الولايات المتحد تعتمد على متعاقدين من القطاع الخاص في باكستان وأفغانستان في توفير آلاف الشاحنات لنقل الإمدادات للقوات الغربية، مما يمثل هدفا سهلا "للمتمردين" الذين يبحثون عن تمويل.
ولفتت إلى أن الخطر يكمن في القدرة على استقطاب المسلحين مقابل رواتب ضئيلة، حيث نقلت عن مصدر في المخابرات الباكستانية قوله إن "استخدام أي قوة لمقاتل شاب مقابل أربعة دولارات أو خمسة، يمكن أن يعني الكثير".
ويخشى إستراتيجيون أميركيون من أن الضرائب غير الرسمية التي تفرضها السلطات القبلية على قوافل النقل في معبر خيبر قد تذهب إلى طالبان.
ويتكرر الأمر نفسه على الجانب الأفغاني، حيث يقول هلامي إنه اضطر لدفع 35 ألف دولار فدية لخمسة سائقين تعرضوا للاختطاف هذا العام.
ويقدر قيمة المبالغ التي ستدفعها شركته هذا العام لطالبان والشرطة الأفغانية من رشا وغيرها بـ150 ألف دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحالة الأمنية رفعت تكاليف النقل لأن السائقين يضطرون لدفع مبالغ كبيرة لمتمردين يرافقونهم على دراجات نارية، كما أن رواتب السائقين ارتفعت خمسة أضعاف.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن فايننشال تايمز
إضافة تعليق جديد