اتفاق الشراكة السورية- الأوروبية والعامل الإسرائيلي

13-09-2009

اتفاق الشراكة السورية- الأوروبية والعامل الإسرائيلي

الجمل:  نقلت التقارير تصريح بينيتا فيريرو- فالدنر ، مسئولة العلاقات الخارجية وسياسة الجوار الأوروبي في الإتحاد الأوروبي، الذي قالت فيه بأن التعامل مع سوريا (سوف يكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي تماماً)، هذا وتجدر الإشارة إلى أن  تصريح مسئولة الاتحاد الأوروبي، قد تم خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي انعقد مؤخراً في العاصمة السويدية ستوكهولم.
• ما هي دلالة التصريح؟
من المعروف، أن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع الدول الأخرى، على أساس اعتبارات السياسات الآتية:
- سياسة الجوار الأوروبي.
- سياسة الأمن والخارجية المشتركة.
- سياسة الأمن والدفاع الأوروبي.
وتأكيدا ًعلى ذلك، فإن تصريح مسئولة الاتحاد الأوروبي، ما كان ليصدر، لو لم تدرك بأن العلاقات السورية- الأوروبية، لا تتعارض لا من بعيد ولا من قريب مع مضمون ومحتوى السياسات الأوروبية الثلاثة، والتي –كما يصفها الخبراء- تشكل أعمدة السياسة الخارجية الأوروبية، سواء على المستوى الكلي الأوروبي بواسطة الاتحاد الأوروبي، أو على المستوى الجزئي الأوروبي بواسطة الدول الأوروبية.
أضافت بينيتا فيريرو- فالدنر في تصريحاتها قائلة، بأنه برغم التحفظات، فإنها واثقة بأن الاتفاق- أي اتفاق الشراكة السورية- الأوروبية، سوف يتم توقيعه في المستقبل القريب، وأن على الاتحاد الأوروبي أن يسعى لجعل الاتفاق لا يتضمن مبادئ التعاون بين الطرفين، وإنما أيضاً الالتزامات التي تتيح التأثير بشكل ايجابي على منطقة الشرق الأوسط.
العلاقات السورية- الأوروبية التأطير أم إعادة التأطير
قيام الاتحاد الأوربي بالمصادقة على اتفاق الشراكة السورية- الأوروبية، ثم قيام دمشق بالموافقة على هذا الاتفاق، تم توقيع سوريا- الاتحاد الأوروبي على اتفاق الشراكة الأوروبية، هي عملية، وإن كانت تنطوي على قدر من الترتيبات الإجرائية المعقدة، فإنها تنطوي على جانب آخر لا يقل تعقيداً: هل يسعى جدول أعمال برنامج الشراكة السورية- الأوروبية إلى تأطير العلاقات رفقاً للوضع الراهن.. أن سوف يعيد تأطيرها بما يتيح خلق واقع جديد.
تقوم العلاقات بين أي طرفين على خيار التعاون، أو خيار الصراع، وبتوقيع اتفاق الشراكة السورية- الأوروبية، يكون الطرفان قد اختارا المضي قدماً في خيار التعاون على مبدأ توازن المصالح.
يتحقق توازن المصالح السورية- الأوروبية على أساس اعتبارات تفاعل عنصرين أساسيين، هما:
- توزيع المقدرات: سوريا قادرة على استخدام وتوظيف مواردها بما يلبي متطلبات الشراكة مع أوروبا.
- تحقيق الترابط: برغم أن البحر الأبيض المتوسط يفصل بين سوريا وأوروبا، فإن البحر الأبيض المتوسط نفسه هو الذي يربط سوريا بأوروبا..
تفاعل عنصر توزيع المقدرات، وعنصر تحقيق الترابط في الشراكة السورية- الأوروبية، هو تفاعل ممكن، ولا يمكن القول بأن التوقيع على اتفاقية الشراكة سوف يشكل نقطة بداية، وذلك لأن التفاعل السوري- الأوروبي تمتد جذوره إلى آلاف السنوات، وهي الحقيقة التي يعرفها كل الأوروبيين.. ولكن بسبب تأثير العامل الإسرائيلي، وتأثير علاقات عبر الأطلنطي، وتأثير تحيز النخب السياسية الأوروبية، فقد واجه التفاعل السوري- الأوروبي العديد من العراقيل والمعضلات، وقد سعت هذه العوامل غير المواتية إلى إعادة تأطير العلاقات السورية- الأوروبية، خلال السنوات الماضية عن طريق الأساليب النوعية الآتية:
- تقييم المفاهيم الأساسية الخاصة بمفردات معادلة العلاقات السورية- الأوروبية.
- استخدام وتوظيف بنود العلاقات السورية- الأوروبية كمحفزات لجهة إدارة الصراع العربي- الإسرائيلي بكافة مكوناته.
- استخدام مشاكل المنطقة كسيناريوهات يلعب فيها الطرف الأوروبي دور "الطرف الثالث" الذي يسعى لتصعيد الخلافات مع دمشق، وتمثل الأزمة اللبنانية أحد أبرز هذه السيناريوهات.
- إدماج السياسات الأوروبية ضمن السياسات الأمريكية، المندمجة بالأساس ضمن السياسات الإسرائيلية، الأمر الذي أدى بالأطراف الأوروبية إلى السير في ركب التوجهات المجحفة في حق دمشق.
وحتى لا نستبق الحوادث، فإن التوقيع على اتفاق الشراكة الأوروبية، وإن كان هاماً، فإن ما هو أكثر أهمية يتمثل في:
- مدى مصداقية التوجهات الأوروبية إزاء سوريا.
- مدى مصداقية الأهداف الأوروبية إزاء التعامل مع سوريا.
- مدى مصداقية الأدوار الأوروبية إزاء سوريا.
- مدى مصداقية الاستراتيجيات الأوروبية إزاء سوريا.
وعلى خلفية هذه المصداقيات الأربعة، يجب أن تأتي:
- قرارات السياسة الخارجية الأوروبية إزاء سوريا والمنطقة.
- سلوكيات السياسة الخارجية الأوروبية إزاء سوريا والمنطقة.
على مدى سنوات القطيعة والفتور في العلاقات الأوروبية- السورية، ظل الكثير من خصوم سوريا، يحثون الأوروبيين على أن أوروبا هي الهامة بالنسبة لسوريا، وأن سوريا ليست هامة لأوروبا، ولكن، تحديداً في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، جاءت العبارة واضحة على لسان مسئولة العلاقات الخارجية الأوروبية بينيتا فيريرو- فالدنر، عندما قالت بالحرف الواحد: "إن التعامل مع سوريا هو في مصلحتنا تماماً".


الجمل قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...