اكتشاف نظام شمسي جديد يشجع البحث عن حياة خارج الأرض
أعلن فريق دولي من علماء فضاء أنهم اكتشفوا سبعة كواكب بحجم الأرض تدور حول نجم "قزم"، من بينها ثلاثة يمكن أن تضم محيطات مياه سائلة، ويمكن بالتالي أن توجد فيها حياة.
ورصد العلماء بالتعمق في الدراسة الى وجود المياه السائلة هناك، ما يؤهل إلى فرصة في وجود شكل من أشكال الحياة، وقال احد معدي الدراسة، اموري تريو: "أصبح لدينا الآن هدف جيد لتركيز دراستنا عليه، بحثاً عن حياة محتملة على كواكب خارج المجموعة الشمسية".
وأضاف: "الحرارة على هذه الكواكب مشابهة لحرارة الأرض، وهي تدور حول شمس صغيرة باردة تقع في مجرتنا درب التبانة"، مطلقاً على هذه الشمس اسم "ترابيست -1".
وأوضح تريو أن هذه الكواكب تبعد عن الأرض 40 سنة ضوئية، علماً أن السنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافة وليس الزمن، وتساوي عشرة آلاف بليون كيلومتر تقريباً. ومع أن هذه المسافة تبدو هائلة بالأبعاد البشرية، إلا أنها مسافة ضئيلة جداً بالمقاييس الفلكية التي تتسع الى بلايين السنوات الضوئية.
وقال الباحث في جامعة جنيف، ديدييه كويلوز: "بعد 20 عاماً على اكتشاف أولى الكواكب خارج المجموعة الشمسية، نحن الآن أمام واحد من أهم الاكتشافات في هذا المجال"، مضيفاً "اصبح البحث عن حياة على كوكب آخر في متناول اليد".
وتوصل الفريق الدولي من العلماء الذين اشتركوا في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" أمس (الأربعاء)، إلى نتائجهم بفضل تسلكوب "ترابيست" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وتلسكوب "سبيتزر" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية.
وقال المشرف على الدراسة، ميكاييل غيون، إنها "المرة الأولى التي يعثر فيها على هذا العدد من الكواكب المشابهة للأرض من حيث الحجم، منها ثلاثة يمكن أن تكون صالحة للحياة، ويمكن التقدم في دراستها بما هو متوافر حتى الآن من تقنيات".
وبحكم القرب النسبي لهذه الكواكب من الأرض، يمكن التعمق في دراسة تركيبة غلافاتها الجوية والبحث عن آثار كيميائية للحياة عليها. ويرصد علماء الفضاء الكواكب خارج المجموعة الشمسية، حين تمر بين شمسها والأرض، فتحجب ضوءها عن التلسكوبات الأرضية، ومع مراقبة تردد خفوت ضوء النجم وقوته، يمكن تقدير حجم الكوكب وبعده عن نجمه. وقال الباحث في جامعة بوردو والمشارك في الدراسة، فرانك سيلسيس: "المذهل ان هذه الكواكب متقاربة في احجامها، وهي ذات درجات حرارة قريبة لحرارة الأرض".
وتدور ستة من هذه الكواكب حول شمسها في مدد تراوح بين يوم ونصف اليوم، و12 يوماً، وهي بالتالي أقرب بكثير إلى شمسها مما هي أرضنا الى الشمس، لكن شمسها هي من نوع "القزم الأحمر" الضعيفة الحرارة والتوهج مقارنة بشمسنا.
وبحكم هذه المسافة والجاذبية الكبيرة الناتجة منها، يبقى الوجه نفسه من الكوكب منجذباً إلى شمسه ومعرضاً لأشعتها باستمرار. وتقع ثلاثة من هذه الكواكب في مسافة من النجم تجعل الحرارة على سطحها معتدلة جداً، بحيث لا تتجمد المياه ان وجدت ولا تتبخر.
ومع أن وجود المياه شرط لا بد منه لتوافر الحياة، إلا انه غير كافٍ، بل يجب ايضاً أن تتوافر الجزيئات العضوية لتقوم الحياة وتتطور. وهذا ما سيعكف العلماء على التثبت منه في المستقبل عند إطلاق التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" العام المقبل.
وسيركز هذا التلسكوب على دراسة خاصيات الغلافات الجوية لهذه الكواكب، وعلى البحث عن مؤشرات حيوية، أي جزيئات مثل المياه والأوزون وغاز الكربون والميثان التي يمكن أن تدل على وجود حياة على هذه الكواكب.
وأشار تريو إلى أن المنظر الطبيعي على هذه الكواكب "جميل جداً"، فسطوع الشمس "يقل 200 مرة عن سطوع شمسنا على أرضنا وقت الظهيرة، وكأنها دائماً في وقت الغروب".
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد