الأكراد يوسّعون سيطرتهم على الحسكة ومجموعات سلفية مسلحة تحاول الاندماج
يدخل الصراع السوري مرحلة التحالفات الجديدة وتشكيل المجموعات المسلحة الضخمة، مع أنباء عن لقاءات على الحدود التركية لإنشاء اكبر تجمع للمسلحين، في وقت شهدت دمشق سقوط قذيفة هاون على مقر السفارة البابوية، فيما سيطر المقاتلون الأكراد على قرى وبلدات جديدة في الحسكة بعد اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»).
وتشير المعلومات الواردة من الشمال السوري إلى أن تشكيلات مسلحة جديدة تبدو في طور الإعداد والتحضير للاندماج، وذلك عبر اجتماعات متتالية تعقد بين «قادة كبرى الفصائل الإسلامية» وشخصيات سعودية وقطرية تتولى مسالة الدعم والتمويل.
وقد شهدت مدينة الريحانية على الحدود التركية بالأمس اجتماعاً لهذه الغاية بين «هيئة أركان الجيش الحر» و«قادة الكتائب والألوية».
وقال مصدر لدى المسلحين إن هذا الاجتماع ليس الأول من نوعه، حيث سبقته سلسلة لقاءات شملت شخصيات سلفية «جهادية» أو ممولين، بهدف «تشكيل جيش جديد» يضم اكبر المجموعات، مثل «لواء التوحيد» و«صقور الشام» و«جيش الإسلام» و«الفرقة الثانية» ليتبعه على الفور إنشاء «مكتب سياسي» يكون بمثابة بديل لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي سبق وان أعلنت عشرات المجموعات سحب اعترافها به وبـ«الحكومة الموقتة» التي ينوي تشكيلها.
ويوضح المصدر، الذي شارك في بعض هذه الاجتماعات، ان الخلاف الأساسي يدور حول «قيادة الكيان العسكري الجديد»، ما استدعى إطالة فترة الاجتماعات.
ويأتي هذا التطوّر مع تسارع التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، وهو ما قد ينظر اليه على انه محاولة لفرض تغييرات كبيرة قبل موعد الاجتماع، خاصة ان الفترة الحالية تشهد تقدماً للقوات السورية على جبهات عدة، أولاها حلب التي يستغل النظام اقتتال «داعش» مع فصائل مسلحة أخرى فيها، ليتابع إستراتيجية القضم البطيء، وهو ما تعزز بعد السيطرة على السفيرة، حيث أعلنت القوات السورية سيطرتها الكاملة على قرية العزيزية. والمشهد نفسه ينسحب على جنوب العاصمة مع الاشتباكات في السبينة والمعارك على جبهة الغوطة الغربية.
وسقطت قذيفة هاون على مبنى السفارة البابوية في حي أبو رمانة وسط دمشق من دون أن تسفر عن ضحايا. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أمس الأول، إن قائدا في الحرس الثوري قتل في سوريا دفاعا عن «الشعب السوري المضطهد». وأشارت «مهر» إلى أن محمد جمالي تطوع مؤخرا للدفاع عن مقام السيدة زينب قرب دمشق وقتل «على أيدي إرهابيين عندما كان يدافع عن هذا الموقع».
أما في الحسكة، فقد سيطر مقاتلون أكراد على 19 قرية في ريف بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، اثر اشتباكات متواصلة منذ يومين مع مقاتلين «جهاديين». أما في حمص، فقد شهدت بلدة الثابتية في الريف أمس الأول تفجير سيارة أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح العشرات وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، في وقت تستمر فيه الاشتباكات في بلدة مهين جنوب الريف الحمصي اثر استعادة الجيش السوري السيطرة على بلدة صدد المجاورة.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد