الأمم المتحدة تحذر من اتساع رقعة الفقر بين ملايين البشر في العالم
حذر جمع من الزعماء السياسيين من اتساع رقعة الفقر بين ملايين من البشر «في حال لم تقدم الدول المتقدمة جهودا ملموسة للقضاء على آفة الفقر»، في الوقت الذي اتهم فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، منظمة التجارة العالمية بأنها سبب رئيسي في استمرار الفقر بهذه المعدلات العالية.
وخلال اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في جنيف أمس، طالب زعماء سياسيون ومسؤولون على مستوى عال، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للحيلولة دون انتشار أوسع للفقر في أنحاء متفرقة من العالم.
ويشكل محور السيطرة على الفقر في العالم، وبخاصة القارة الأفريقية، هدفا رئيسيا ضمن الأهداف الإنمائية الثمانية التي اعتبرتها الأمم المتحدة خطة استراتيجية لها. ويتلخص هذا الهدف في تخفيض نسبة السكان الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد، وكذلك تخفيض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع إلى النصف.
وتتراوح الأهداف الإنمائية للأم المتحدة بين تقليل الفقر المدقع بمقدار النصف، ووقف انتشار فيروس نقص المناعة (الإيدز) وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، كل ذلك بحلول الموعد المحدد في عام 2015 مخططا اتفقت عليه بلدان العالم وجميع المؤسسات الإنمائية في العالم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يجب على حكومات العالم مضاعفة الجهود من أجل استئصال الفقر بين سكانها. مطالبا بالعودة إلى مفاوضات جولة الدوحة. ودعا الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية الى مضاعفة الجهود للتوصل الى اتفاق حول المبادلات التجارية والسماح لملايين الاشخاص بالخروج من حالة الفقر.
وأضاف «ان الحواجز التجارية الحالية والدعم الزراعي وحقوق الملكية الفكرية الصارمة تعزز التباين في العالم وتجعل كل تصريحاتنا الكبرى للقضاء على الجوع والفقر في العالم سخيفة». كما دعا بان كي مون الدول المتقدمة الى الوفاء بوعودها لتمويل التنمية في الدول الفقيرة، مطالبا إياها بتحقيق هدف 0.7 في المائة المحدد في مجال المساعدة الحكومية، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة وضع المانحين جدولا زمنيا لزيادة المساعدة «ولكي يفوا بالالتزامات التي قطعوها بحلول 2010 و2015».
من جهتها، اعتبرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ملايين البشر من أولئك الذين يعانون من الفقر وسوء التغذية، يتطلعون للتغلب على تحديات هائلة «وبالتالي تحقيق آمالهم»، معتبرة أن على العالم واجبا أخلاقيا لحماية هؤلاء الملايين من البشر، وبخاصة في البلدان الأقل نموا.
وأكدت الشيخة هيا بنت راشد أن التحدي الحقيقي للعالم اليوم «هو الوفاء بالالتزامات المفروضة عليه والعمل من خلال بناء الثقة بين مختلف الدول والقدرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين».
إلى ذلك، احتفت الأمم المتحدة أمس برئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وذلك بتسليمه جائزة الشرف للإنجاز المتميز فى مجال التنمية الحضرية والإسكان، التى تمنحها الأمم المتحدة فى احتفال كبير أقامته فى مقرها بجنيف صباح أمس. وقام الأمين العام للأمم المتحدة بتسليم الشيخ خليفة بن سلمان الجائزة.
وقال الشيخ خليفة إن البحرين كافحت لتحسين أحوال معيشة مواطنيها، «وبخاصة من يعانون الفقر والحاجة». وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد أن حصول الإنسان على المأوى الملائم «هو حق أصيل له»، في الوقت الذي اعتبر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أن هذه الجائزة «تعزز خطوات البحرين الكبرى في مكافحة الفقر، عندما حولت مجموعة من القرى الريفية إلى مملكة عصرية في الربع الأخير من القرن الماضي».
وأعلن رئيس الوزراء البحريني عن جائزة سنوية يتولى تمويلها ويشرف عليها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تمنح لأفضل الباحثين في المجالات التي تخدم أهداف البرنامج.
وتعتبر جائزة الشرف للإنجاز المتميز فى مجال التنمية الحضرية والإسكان التي تم منحها للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني، لعام 2006، جائزة دولية أنشأها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تقديرا لجهود وإنجازات قادة وزعماء الدول فى مجالات التنمية الإسكانية والعمرانية وبناء التجمعات السكنية الشعبية ومحاربة الفقر والعمل المتواصل على رفع مستويات المعيشة. ويتم منح الجائزة وفقا لجملة من المعايير، منها الإنجازات والجهود المتميزة فى مجال الإسكان والتنمية الحضرية وتحسين الظروف المعيشية للطبقات الفقيرة ووضع السياسات الكفيلة بتحسين هذه الظروف المعيشية إضافة الى إشراك المجتمع المدني وإدماجه فى عملية التنمية.
وقد منحت الجائزة من قبل لكل من الرئيس رودولف شوستر رئيس سلوفاكيا، والملك بومبيول أدولياديش ملك تايلاند، والرئيس جواكويم شيسانو رئيس موزامبيق، ورفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، والملك كارل غوستاف السادس عشر ملك السويد.
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد