الإنفاق على الإعلان في رمضان يعادل نصف الإنفاق السنوي

08-09-2008

الإنفاق على الإعلان في رمضان يعادل نصف الإنفاق السنوي

تتنافس الفضائيات العربية في شهر رمضان على تقديم كل ما تعتقد أنه الأفضل من المسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة بين الجمهورعلى أكبر مساحة من الأرض يمكن أن يصل إليها بثها.

ومع هذا التنافس يزدهر فن آخر لا يقل اهمية عن غيره من الفنون أنه فن الدعاية والإعلان الذي أصبح واحداً من أهم المقاييس لنجاح فضائية معينة أو مسلسل أو برنامج ما.

في سورية وبحسب المؤسسة العربية للإعلان سجل العام 2007 إنفاقاً إعلانياً على التلفزيون مبلغ 262 مليوناً و687 ألف ل.س منها مبلغ 140 مليوناً أنفقت في شهر رمضان أي أكثر من خمسين بالمئة من مجموع الإنفاق السنوي.

ورغم تطور العمل الإعلاني في سورية خلال السنوات القليلة الماضية وظهور وسائل إعلامية خاصة جديدة: صحف مجلات إذاعات تلفزيونات ووسائل إعلانية متنوعة لوحات طرقية أدلة نشرات إلا أن الإنفاق الإعلاني المسجل ما زال دون المستوى المنشود مقارنة بالدول العربية الأخرى وبالعودة إلى أرقام المؤسسة العربية للإعلان فإن حساباتها تؤكد أن الإيراد الذي سجلته كإنفاق إعلاني شامل لكل العمل الإعلاني في سورية خلال عام 2007 لايتجاوز المليار و 886 مليون ل.س وإذا قسمنا هذا المبلغ على 20 مليون نسمة نجد أن حصة الفرد من الإنفاق الإعلاني لاتتجاوز الـ 95 ل.س أو ما يعادل 2 دولار تقريباً وهي نسبة ضئيلة جداً أمام الإنفاق في دول الخليج العربي أو شمال إفريقيا إذ بلغ في الإمارات العربية المتحدة خلال النصف الأول من العام الحالي 929 مليون دولار بزيادة قدرها 23 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي وسط سيطرة واضحة لإعلانات الصحف فبلغت 738 مليون دولار لتصل حصتها من الإنفاق الإعلاني في الدولة إلى نحو 5ر79 في المئة فيما بلغ حجم الإنفاق الإعلاني في السعودية 550 مليون دولار بزيادة 11 في المئة عن الإنفاق الإعلاني خلال النصف الأول من العام الماضي والذي بلغ 493 مليون دولار واحتلت مصر المرتبة الثالثة بحجم إنفاق إعلاني بلغ 514 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الحالي مقابل 375 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي محققة بذلك نموا بنسبة نحو 37 في المئة وحل لبنان في المرتبة السادسة بعد الكويت وقطر مسجلاً إنفاقاً إعلانياً بلغ 150 مليون دولار في نفس الفترة من العام الحالي وذلك وفق إحصاءات المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية بارك.

لايقتصر نشاط الإعلان في سورية خلال شهر رمضان على التلفزيون فقط فللمطبوعات الرسمية والخاصة نصيب أيضاً ويزداد بشكل غير عادي إشغال اللوحات الإعلانية الطرقية بأشكالها كافة إذ شكلت حصة المؤسسة العربية للإعلان من إيرادات شركات الإعلان الطرقي الخاصة خلال العام الماضي 375 مليون ل.س وهي حصتها البالغة 20 في المئة من مجموع إيرادات هذه الشركات الجزء الأكبر منها يأتي خلال رمضان.

يقول ياسر أسعد المدير العام لإحدى الإذاعات الخاصة وإحدى شركات الإعلان الطرقي .. تصل نسبة الإشغال على لوحات شركتنا خلال شهر رمضان إلى 100 بالمئة كذلك في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة والعطلة الصيفية إذ تنشط الحركة السياحية والتجارية بينما تتراوح في الأشهر الأخرى بين 50 إلى 70 في المئة من الأشغال ويضيف السيد أسعد أن هذا الحال ينطبق أيضاً على الإذاعة لتصل نسبة أشغال المساحة المخصصة للإعلان فيها إلى نسبة 100 في المئة في رمضان.

ومع أن الإعلان الطرقي في سورية تنامي خلال السنوات العشر الماضية بشكل غير مسبوق إلا أنه بقي دون المستوى المأمول منه إذ تبقى لوحات الإعلان الطرقي في المحافظات شبه خالية من أي إعلان فترات طويلة من العام ويتركز هذا الإعلان في العاصمة دمشق ومدينة حلب تليها حمص واللاذقية ثم باقي المحافظات ورغم ذلك استطاع الإعلان الطرقي منافسة التلفزيوني الذي بقي لسنوات طويلة يشكل الرقم الأعلى للإنفاق الإعلاني مع غياب وسائل إعلامية وإعلانية خاصة.

وبحسب ما تؤكده أرقام احدى شركات الدراسات الخاصة فإن الإنفاق الإعلاني وصل إلى 132 مليوناً و630 ألف ليرة سورية خلال رمضان 2004 على التلفزيون مقابل 97 مليوناً و750 ألف ليرة سورية للإعلان الطرقي ووصل الإنفاق على التلفزيون الى 196 مليونا و600 ألف ل.س في رمضان 2006 بينما قفز الإنفاق على الإعلان الطرقي إلى مبلغ 116مليوناً و630 ألف ل.س لنفس العام.

وإذا علمنا أن الفرد في سورية ينفق ما نسبته 42 في المئة من دخله على الطعام و تتضاعف هذه النسبة في الشهر الفضيل نجد أن الإعلانات التي تبث في هذا الشهر تعتمد في غالبيتها على المواد الغذائية إيماناً من المعلنين انه فرصة لترويج أنواع مختلفة من لوازم المائدة في رمضان عصائر حلويات سمون زيوت وكذلك أنواع عديدة من المحارم الورقية هذه الحالة من ارتفاع نسب الإنفاق الإعلاني خلال رمضان لا تقتصر على سورية فقط بل تشمل جميع الدول العربية ويبدو أن ما تشهده السماء من تزاحم بموجات البث الفضائي التي يؤكد مسؤولو نايل سات أنها تجاوزت الـ 450 محطة تلفزيونية فضائية توجه بثها إلى العرب من محيطهم إلى خليجهم تتنافس جميعها في شهر رمضان لعرض أفضل ما لديها بهدف الحصول على جزء من كعكة إنفاق إعلاني لا يمكن الحصول عليه في الأيام العادية من السنة.

مي عيسى

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...