الباكستانيون: أمريكا أكبر خطر يتهدد العالم
كشف استطلاع شبه رسمي أمريكي أن غالبية الشعب الباكستاني تعتبر أن التواجد العسكري الأمريكي فى آسيا والجارة أفغانستان يفوق فى خطورته تنظيم القاعدة وحركة طالبان باكستان فى مناطق القبائل المتاخمة للحدود الأفغانية.
وتزامنا عن تقارير مفادها أن إدارة الرئيس جورج بوش تنظر فى شن عمليات مقنعة ومكثفة ضد مناطق غرب باكستان، كشف الاستطلاع أن مثل هذه العمليات سوف تصطدم بمعارضة الأغلبية الساحقة للباكستانيين.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي موله معهد الولايات المتحدة للسلام شبه الرسمي وأعدته جامعة ميريلاند، فان خمسة فى المائة فقط من 900 مواطن باكستاني شملهم المسح فى 19 مدينة، اعتبروا أن على السماح لقوات أمريكية أو أجنبية بدخول بلادهم لمطاردة تنظيم القاعدة.
أجرى الاستطلاع فى منتصف سبتمبر وبالتالي لم يتضمن الأحداث التى تتابعت على باكستان فيما بعد، بما فيها حالة الطوارئ التى فرضها الرئيس بيرفيز مشرف، وإقالة المحكمة العليا، وعودة رئيسي الوزراء السابقين بنظير بوتو ونواز شريف، واغتيال بوتو، وتأجيل الانتخابات.
رغم ذلك، تعتبر المواقف المعرب عنها فى الاستطلاع، خاصة تجاه الولايات المتحدة، كفيلة بإثارة الحذر لدى الإدارة الأمريكية التى تشعر بالقلق المتزايد جراء الأحداث الأخيرة، خاصة اغتيال بوتو وتردد الجيش فى مواجهة طالبان وتقارير استخباراتية بأن القاعدة وحلفاؤها كثفوا جهودهم الهادفة إلى زعزعة الحكومة.
وقبل الإعلان عن الاستطلاع بيوم نشرت "نيويورك تايمز" فى 6 يناير على صحفتها الأولى أن اجتماعا عقد قبل يومين بمشاركة كبار المسئولين وبينهم نائب الرئيس ووزيرة الخارجية، ناقش الضغط على الرئيس مشرف وقيادة الجيش الجديدة للسماح لوكالة المخابرات وقوات العمليات الخاصة الأمريكية بالمزيد من العمليات المقنعة والمكثفة ضد أهداف محددة.
ووفقا للصحيفة، هذه الأهداف تقع فى مناطق القبائل شبه المستقلة التى تزداد سيطرة طالبان باكستان عليها، وهم الذين وسعوا دائرة نفوذهم مؤخرا فى المحافظة الشمالية الغربية.
وفى وقت تردد فيه أن بعض المسئولين الأمريكيين يرون أن الأحداث الأخيرة أقنعت الرئيس مشرف والجيش بالحاجة إلى مثل هذه المساعدة لمواجهة خطر طالبان والقاعدة، يعتبر خبراء فى الحكومة وخارجها أن مثل هذا التدخل يجازف بزيادة عدم الاستقرار فى باكستان.
هذا وكشف الاستطلاع أن 84 فى المائة من الباكستانيين يعتبرون التواجد العسكري الأمريكي فى المنطقة خطرا "حاسما" (72 فى المائة) أو "هاما" (12 فى المائة) على "المصالح الحيوية" لبلادهم.
وللمقارنة، اعتبر 53 فى المائة أن الخطر الحاسم يكمن فى التوتر مع الهند و41 فى المائة فى "القاعدة" و34 فى المائة فى الميلشيات الإسلامية وطالبان باكستان.
وبسؤالهم عن أهداف الولايات المتحدة فى المنطقة، أجاب 78 فى المائة "مواصلة التحكم فى نفط الشرق الأوسط" و75 فى المائة "نشر المسيحية" و86 فى المائة "إضعاف العالم الاسلامى وتقسيمه"، و63 فى المائة "منع هجمات كالمرتكبة ضد مركز التجارة العالمي فى 2001".
وبينما أعربت الغالبية العظمى عن معارضة تدخلات أمريكية أو أجنبية فى باكستان لمحاربة القاعدة وطالبان، ذكر 50 فى المائة أنهم يؤيدون دخول الجيش الباكستاني فى منطقة القبائل لتعقب المتمردين القادمين من أفغانستان.
كما كشف الاستطلاع أن الأغلبية العظمى تؤيد قيام حكومة تستند إلى "المبادئ الإسلامية" والمبادئ الديمقراطية بما يتضمن استقلالية النظام القضائي وانتخاب ممثليهم فى الحكم.
المصدر: آي بي أس
إضافة تعليق جديد