البنتاغون خطط لقلب الأنظمة في سورية وإيران والسودان

08-05-2008

البنتاغون خطط لقلب الأنظمة في سورية وإيران والسودان

هل تعتبر الاتهامات الأميركية الأخيرة لإيران وسوريا، وفوقهما كوريا الشمالية، علامة على صحوة من تبقى من صقور البيت الأبيض، بأمل استدراج مواجهة أخيرة مع أحد أو جميع أضلع «محور الشر»، قبل نهاية ولاية جورج بوش في كانون الثاني المقبل؟
هذا هو السؤال الكبير الذي يهيمن على الدوائر السياسية في الآونة الاخيرة، وخاصة إثر تقرير رفعته الاستخبارات الأميركية للكونغرس، حول تورط كوريا الشمالية المزعوم في بناء مفاعل نووي في سوريا، كان سلاح الطيران الاسرائيلي قصفه في أيلول الماضي. وهو تقرير رآه البعض كمحاولة لإثارة التوتر بين واشنطن ودمشق من جهة، وبينها وبين وبيونغ يانغ من جهة أخرى، بهدف عرقلة مسار كل من المفاوضات الأميركية ـ الكورية الشمالية، والوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا.
والواقع أن نائب الرئيس ديك تشيني، المعروف بمعارضته الشديدة لأي تفاهم ودي مع كوريا الشمالية وسوريا، وتأييده لمبدأ «تغيير أنظمة الحكم» فيهما، هو من ضغط بقوة لعرض التقرير الاستخباراتي على الكونغرس، ما قد يفسر التكهنات المتداولة حول اشتداد ساعد «صقور» البيت الأبيض بغية عكس الوضع الذي هيمنت عليه الدبلوماسية خلال ولاية بوش الثانية.
يتزامن ذلك مع قيام صقر البيت الابيض السابق، نائب وزارة الدفاع السابق دوغلاس فيث، بالكشف عن خطط وضعها وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد في أعقاب هجمات «11 أيلول»، لقلب أنظمة كل من إيران، سوريا، لبنان، ليبيا، السودان، الصومال، وإقامة «أنظمة حكم جديدة» فيها عبر «مساعدة المحليين في التخلص من الإرهاب وتحرير أنفسهم من أنظمة تدعم الإرهاب»، بدلاً من الاكتفاء بملاحقة شبكة «القاعدة»، وذلك في كتابه «الحرب والقرار» الصادر في نيسان الماضي.
ورغم أن فيث لم يشر إلى هذه الدول بالاسم «لأسباب أمنية»، إلا أنه أكد أنها «كلها» موجودة ضمن قائمة الجنرال الاميركي ويسلي كلارك (قائد معركة كوسوفو)، والذي كان ذكر في كتابه «كسب الحروب الحديثة» (2003) أن صديقاً له في البنتاغون (فيث) أخبره في أواخر العام ,2001 أن قائمة الدول التي وضعها رامسفيلد ونائبه بول ولفويتز بهدف تغيير أنظمتها تضمنت إيران، سوريا، ليبيا، السودان والصومال.
وفيما ذكر كلارك أن القائمة تضمنت لبنان أيضاً، قال فيث في كتابه إن مذكرة رامسفيلد وضعت «إخراج سوريا من لبنان» كهدف أساسي، واستهداف القوى المعادية لإسرائيل في المنطقة كـ«حزب الله» و«حماس».
أضف إلى ذلك، الكلام السائد حول احتمال استقالة مساعد وزيرة الخارجية كريستوفر هيل، المعني بالمفاوضات مع كوريا الشمالية، جراء الهجمات الحادة التي شنها عليه السفير الاميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون ـ صديق تشيني الحميم، على خلفية الاتفاق الأخير الذي توصل إليه هيل في سنغافورة مع مندوبي حكومة بيونغ يانغ.
وأضف فوق هذا وذاك، تسمية قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال دايفيد بتراوس، لمنصب رئيس القيادة العسكرية الوسطى هذا الصيف، ثم تصاعد اتهامات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتدخل إيران المزعوم في العراق.
كل هذه التطورات يترجمها مراقبون كانعكاس لطموحات المحافظين الجدد، الذين يبدو أنهم فقدوا الأمل في إقناع بوش بمهاجمة المرافق النووية الإيرانية قبل انتهاء ولايته. فقد كرر بتراوس مؤخراً اتهام مجموعات شيعية خاصة تدعمها إيران، بمهاجمة الحكومة العراقية والقوات الأميركية. تلى ذلك إعراب الأميرال مايكل مولين عن «القلق الشديد» بشأن «النفوذ الايراني الشرير والمتزايد» في العراق وغيره من دول المنطقة.
كما أعلن مسؤولون في البنتاغون أنهم سيكشفون خلال أيام عن معلومات تتعلق بمخابئ جديدة للأسلحة، عُثِر عليها في العراق مؤخراً وتبرهن أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لم يفِ بتعهداته لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بشأن وقف تهريب شحنات السلاح عبر الحدود المشتركة.
ثمة أحداث أخرى تحمل دلالات ذات مغزى أيضاً، بينها استقالة رئيس القيادة الوسطى الأميرال وليام فالون المباغتة، إثر ما تردد عن اعتراضه على سياسات بوش والحرب على إيران، وتزامن اتهام سوريا ببناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية مع الحديث عن وساطة تركية بين إسرائيل وسوريا منذ قرابة العام، وإعراب إسرائيل عن استعدادها لإعادة مرتفعات الجولان.


المصدر: آي بي إس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...