الثماني تجتمع وسط إشارات متناقضة
وزراء مالية دول مجموعة الثماني الجمعة في مدينة ليتشي الإيطالية اجتماعا يأملون بأن يخرجوا منه بإستراتيجية محددة للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة، وسط إشارات متناقضة بشأن وضع الاقتصاد العالمي.
وقال وزير المالية الكندي جيمس فلاهرتي بعد وصوله إلى مقر الاجتماع الذي يستمر يومين إن هناك إشارات صغيرة نسبيا لكنها مشجعة على أن الاقتصاد العالمي يستعيد استقراره. وأضاف "أعتقد أن ما نحن بحاجة إلى العمل عليه هو إسترتيجية خروج (من الأزمة)".
وتابع الوزير الكندي أنه مع عودة الاقتصاد إلى النمو, ينبغي على الحكومات التي تدخلت في الاقتصاد أثناء الأزمة أن تضع خططا لتنسحب من القطاع الخاص. وقال أيضا إنه لا أحد (في إطار مجموعة الثماني) يريد أن تتحكم الحكومات في الاقتصاد.
وكان الوزير الكندي يشير إلى خطط التحفيز الضخمة التي تم بموجبها ضخ مئات مليارات الدولارات في اقتصادات الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الرئيسة بهدف إنعاشها وانتشالها من حالة الركود.
وهناك الآن خلاف داخل مجموعة الثماني عما إذا كان الوقت قد حان لتقليص إجراءات التحفيز التي يخشى إن استمرت أكثر أن تذكي التضخم وتفاقم الأوضاع المالية للدول التي اعتمدت تلك الخطط لسنوات قادمة.
وبينما يفترض أن تطالب الولايات المتحدة وبريطانيا الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة بأن تستمر في التزامها بالخطط المالية التحفيزية, تختلف معها في الرأي دول أوروبية وكندا.
وقبيل الاجتماع الذي يضم الدول السبع الأكثر تصنيعا (أميركا واليابان وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وكندا وفرنسا) وروسيا أظهرت بيانات تسارع وتيرة الإنتاج الصناعي في الصين مقابل انخفاضها بصورة قياسية في منطقة اليورو التي تضم 16 دولة تتعامل بالعملة الأوروبية الموحدة.
وفي مذكرة أرسلها إلى وزراء مجموعة الثماني وكشف النقاب عنها الخميس, رجح البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد العالمي أكثر من المتوقع بينما تحدث صندوق النقد الدولي عن نسبة نمو عالمي في حدود 2.4% العام القادم.
وبالتزامن مع بدء اجتماع وزراء مالية مجموعة الثماني في إيطاليا, قال مدير منظمة التجارة العالمية باسكال لامي من باريس إنه لا يشاطر بعض الحكومات تفاؤلها بشأن وضع الاقتصاد العالمي.
وأضاف لامي "لا شيء يحمل على الاعتقاد بأننا لم نعد في قاع الأزمة التي بدأت وستتواصل".
من جهته عبر وزير المالية البريطاني أليستر دارلينغ عن قلقه من تأثير فشل بعض الدول الأوروبية في تطهير بنوكها من الأصول الخطرة على تعافي اقتصاد بلاده من أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية.
وشدد دارلينغ في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة فاينانشال تايمز على أن الاقتصاد العالمي لن يتعافى ما لم يتم تطهير البنوك.
وينتظر أن يكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل عن خطط لإقرار قواعد صارمة للنظام المالي الذي تسبب اضطرابه في الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وسيكون هذا الموضوع من بين المواضيع التي سيناقشها قادة مجموعة الثماني في قمة تعقد الشهر المقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد