الجعفري: سورية ضحية للأزمة التي افتعلتها أطراف لا تريد الخير لسورية وشعبها
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة أن سورية هي ضحية أزمة افتعلتها أطراف لا تريد الخير لها ولشعبها من خلال دعم مجموعات مسلحة إرهابية بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية لتقوم بقتل واختطاف المواطنين وترويعهم وتدمير وتخريب البنى التحتية.
وشدد الجعفري على أن سورية لن تنتظر دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان من دول تتعامل مع هذين المفهومين كما تتعامل مع عمليات البيع والشراء الانتهازية في سوق الأسهم المالية لافتا إلى أنها ستنعم بالاستقرار والأمان كما كانت دائما وستبقى وطن التسامح والانفتاح لكل أبنائها.
وأوضح مندوب سورية الدائم أن بعض الدول العربية المتبنية لمشروع القرار هي نفسها التي منعت الجامعة من اعتماد المبادرة المتكاملة التي تقدمت بها سورية بشأن تعزيز مسيرة الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان في الدول العربية.
وأكد الجعفري أنه لو توقف القتل وانكفأ الذين يتشدقون بالديمقراطية عن تنفيذ المخطط المرسوم ضد سورية لكانت قد أوفت بتنفيذ خطة العمل العربية والبروتوكول بشكل تام.
وقال مندوب سورية الدائم في كلمته خلال جلسة المجلس: إن استلهام التاريخ في هذه القاعة أمر مهم للغاية واستحضار الأمثلة من ثقافات وأدب الشعوب والأمم خبرة حاسمة.. أقول هذا الكلام ويحضرني في هذا السياق التحفة الأدبية التي كتبها الأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته وعنونها باسم دكتور فاوست وهي رواية تتحدث بشكل رمزي عن المخاطر الكامنة في أن يقوم شخص ما ولو كان عاقلا جدا ببيع روحه للشيطان وتكاد هذه القصة الرمزية تختصر ما أود أن أقوله في بداية بياني وأعني بذلك ألا يبيع المرء روحه للشيطان من أجل مكاسب واهمة تحمل في طياتها القضاء على أمله بالحرية فيما بعد.
وأضاف الجعفري في كلمة خلال اجتماع المجلس.. انطلاقا من إيماننا بالدور العربي كنا نتمنى أن تبقى معالجة الوضع في سورية في إطار البيت السوري أولا ثم البيت العربي المساعد ثانيا إلا أن استعجال البعض لاستجرار التدخل الدولي الذي نعرف أهداف معالجته للقضايا العربية وأهمها قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية يدعونا الى التعبير عن حزننا للواقع المؤسف الذي وصلنا إليه.
وقال مندوب سورية الدائم.. أود أن استشهد بالانكليزية بجملة قالها قبل 22 عاما رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق.. إن الأمم المتحدة التي أنشئت من أجل منع تشجيع الحروب أصبحت أداة للحرب.
وأضاف الجعفري إننا تابعنا بكل تقدير الجهود التي بذلها المدافعون في هذا المجلس عن حقوق الشعوب وعن ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه ومقاصده وخاصة عدم السماح بالتدخل بالشؤون الداخلية للدول وشن الحروب عليها للاستئثار بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية المغرية وحل المشاكل الاقتصادية للدول الغربية على حساب شعوب الدول النامية ولذلك نعبر عن تقديرنا وامتناننا لهذه الدول التي تحمي الأمن والسلم الدوليين وسيسجل التاريخ لها هذه المواقف المشرفة.
وقال مندوب سورية الدائم.. أليس غريبا أن مجلس الأمن على مدى 45 عاما منذ تأسيسه عام 1945 ولغاية 1988 اعتمد فقط 690 قرارا وأقل من ذلك بقليل ثم خلال الـ 20 عاما التالية اعتمد مجلس الأمن 3 أضعاف هذا الرقم من القرارات.. فهذا مؤشر على أن العالم اليوم قد أصبح أقل أمنا وعدلا وإنصافا وباتت أحكام ميثاق الأمم المتحدة مهددة بالخطر الشديد.
وأكد الجعفري أن سورية وهي العضو المؤسس في هذه المنظمة الدولية والتي سعى البعض لمعاقبتها نتيجة التزامها بالشرعية الدولية وخاصة دفاعها عن حقوق الشعوب هي اليوم ضحية للأزمة التي افتعلتها أطراف لا تريد الخير لسورية وشعبها وذلك من خلال دعم هذه الأطراف بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية لمجموعات مسلحة إرهابية تقوم بقتل واختطاف المواطنين السوريين وترويعهم وتدمير وتخريب البنى التحتية بما في ذلك معدات توليد الطاقة وأنابيب نقل النفط والغاز وقصور العدل والسكك الحديدية.
وتساءل مندوب سورية الدائم.. هل هناك عاقل يمكنه أن يصدق أن حكومة ما ستقوم بارتكاب مجازر في مدينة ما في يوم سيعقد فيه مجلس الأمن اجتماعا للنظر في شأن هذه البلاد وهل يمكن لأحد أن يضع نفسه في هذا الموقف.
وأوضح الجعفري أن أكبر دليل على الطبيعة الإجرامية لهذه المجموعات المسلحة هو ما قامت به اليوم من أعمال قتل وتدمير طالت المدنيين والأبرياء والمنازل والسفارات السورية في عواصم عدة ولم يصدر شيء عن الأمين العام ولا عن مجلس الأمن لإدانة أعمال الاعتداء على السفارات السورية في الخارج وكل ذلك يحدث لكي تصل رسالة تضليلية مؤثرة إلى المجلس بغية التأثير على مواقف صانعي القرار فيه.
وتابع مندوب سورية الدائم.. إن خير مثال على نيات سورية الصادقة إزاء التعاون مع الجامعة العربية هو ما جاء في تقرير بعثة مراقبي الجامعة والمستغرب أنه لم يتم إطلاع المجلس عليه في الوقت المناسب لأسباب معروفة من قبل الجميع فالتقرير أكد تنفيذ سورية لالتزاماتها وفق البروتوكول.
وشدد الجعفري على أنه لو توقف القتل وانكفأ الذين يتشدقون بالديمقراطية عن تنفيذ المخطط المرسوم ضد سورية ولو توقفت الدول التي تمارس أقسى درجات السخاء بتقديمها مليارات الدولارات للجماعات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة ووسائل الاتصال واستضافتها في عواصمها لتسهيل أعمالها الإجرامية ضد الشعب السوري وممتلكاته لكانت سورية قد أوفت بتنفيذ خطة العمل العربية والبروتوكول بشكل تام.
وأشار مندوب سورية لدى الأمم المتحدة إلى أن بعض دول الخليج جرجرت خلفها الجامعة العربية إلى مجلس الأمن بهدف الاستقواء به على سورية وتدويل شأن عربي وذلك خلافا لأحكام ميثاق الجامعة نفسه على الرغم من أنه ومنذ بداية الأزمة كان كل الساسة العرب في جامعتهم يتنافسون فيما بينهم على التأكيد بأنهم لا يسعون إلى تدويل الأزمة في سورية.
وقرأ الجعفري خلال الجلسة مضمون الفقرة 73 من تقرير بعثة المراقبين العرب التي جاء فيها.. لقد لاحظت البعثة أن هناك تجاوبا من الجانب الحكومي بإنجاح مهمتها وتذليل العقبات التي قد تواجهها وقامت بتسهيل اللقاءات والمقابلات مع أي جهة كانت ولم تفرض أي قيود على تحركات البعثة وعلى لقاءاتها مع المواطنين السوريين سواء من المعارضين أو من المؤيدين.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن قناة الجزيرة القطرية بثت من الدوحة قبل شهرين ونصف الشهر من الآن برنامجا سياسيا يقدمه أحد الصحفيين المعروفين وكان ضيفا الحلقة الرئيس التونسي الحالي ولم يكن آنذاك قد أصبح رئيسا إضافة إلى ناشط سياسي سوري وفي ذاك البرنامج قال مقدم البرنامج موجها الكلام للرئيس التونسي لا تسألني عن مصادر معلوماتي ولكنني تلقيت هذه المعلومات من مستويات عليا في الدوحة وهي تفيد بأن النظام السوري سيتغير بتاريخ 22 كانون الثاني أي في نفس اليوم الذي اجتمعت فيه الجامعة العربية في القاهرة وقررت المجيء إلى مجلس الأمن.
وأعرب الجعفري عن استغرابه من أن دعوات الإصلاح واحترام حقوق الإنسان والسماح بالتظاهر السلمي تذهب إلى سورية فقط دون غيرها من دول المنطقة وخاصة تلك الدول التي تبنت مشروع القرار المقدم ضد سورية وقال.. إن بعض الدول العربية المتبنية لمشروع القرار هي الدول نفسها التي منعت الجامعة العربية من اعتماد المبادرة المتكاملة التي تقدمت بها سورية إلى الجامعة بشأن تعزيز مسيرة الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان في كل الدول العربية حيث تضمنت هذه المبادرة إصدار قرار عن مجلس الجامعة يطرح رؤية عربية شاملة لتعزيز الديمقراطية والإصلاح في كافة الدول العربية وتلبية المطالب الشعبية في مجالات الحريات وحقوق الإنسان والتعددية الحزبية والإعلامية ونزاهة وشفافية الانتخابات وضمان حرية التعبير عن الرأي وحق التجمع والتظاهر السلمي واحترام حقوق الأقليات والوافدين الأجانب والعاملين على أراضيها.
وتساءل مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة هل يعقل أن يكون من بين متبني المشروع ضد سورية دول تمنع حضور النساء مباراة كرة قدم في حين أنها تطالب سورية بأن تكون ديمقراطية.
وأكد الجعفري أن التظاهر السلمي هو أحد الحقوق الأساسية التي يكفلها القانون السوري كما أن المطالبة بالإصلاح هو حق لكل مواطن سوري لا يمكن لأحد إنكاره لكن الشيء الذي لا يمكن لأي قانون أن يكفله ولا يمكن لأي دولة أن تقبله هو الإرهاب والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وزعزعة الاستقرار.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن كل متظاهر سلمي ومطالب بالإصلاح الحقيقي لحفظ الوطن من الأطماع وكل من يريد الحوار كسبيل لحل الأزمة هو شريك مرحب به لا بل هو جزء أساسي من إنهاء الأزمة في سورية وجزء لا يتجزأ من عملية الإصلاح والتطوير.
وأضاف الجعفري إن مشروع القرار المطروح والذي فشل للتو أكد أهمية الحوار الذي نتحدث عنه ورغم ذلك نحن مع هذا الحوار واستمراره ونجاحه إلا أن من يدعون وجوب أن يكونوا أطرافا في هذا الحوار قد رفضوا ذلك علانية على مسامع مجلس الأمن والجامعة العربية والدول التي سعت ولا تزال تسعى لاستضافة الحوار في الوقت الذي رحبت فيه سورية أمام مجلس الأمن بالبدء فورا بالحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني أحدا ولكن تحت سقف الوطن.
وأشار الجعفري إلى أن الطرف الآخر الذي وقف في وجه هذا الحوار بفعل تشجيع البعض له على مواقف متسلطة هو الذي رفض الحوار ولا يزال يرفضه حتى هذه اللحظة.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إننا نأمل من الأطراف التي لا تزال تدعم المعارضة والجماعات المسلحة وهي أطراف تحدثت عن نفسها اليوم من خلال بيانات بعض المندوبين أن يقوموا بتقديم النصيحة لأصدقائهم من أجل الالتحاق بركب الحوار الوطني والتخلي عن أهدافها التي تسعى إلى تدمير سورية وإباحة التدخل العسكري الأجنبي ومن اجل العمل على بناء سورية متجددة.
وأكد الجعفري أن سورية ستنعم بالاستقرار والأمان كما كانت دائما وستبقى وطن التسامح والانفتاح ووطن كل السوريين مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية من دون أن يكون هناك أغلبية وأقلية وكل ذلك سيحققه السوريون بأنفسهم من دون تدخل خارجي ولن ينتظروا دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان من دول تتعامل مع هذين المفهومين الإنسانيين المهمين كما تتعامل مع عمليات البيع والشراء الانتهازية في سوق الأسهم المالية.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية قالت إنها تشعر بالاشمئزاز من استخدام دولتين عضوين في هذا المجلس لامتياز حق النقض وأنا هنا لا أقيم ما قالته فأنا احترم رأيها ولكنني أريد أن أسألها هل هذا الاشمئزاز يسري أيضا على ستين فيتو سبق أن استخدمت في هذا المجلس لمنع إقامة السلام العادل والشامل في المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي حلا عادلا وتسوية القضية الفلسطينية.
ولفت الجعفري إلى أن البيانات التي أدلى بها بعض المندوبين تفضح نيات بلادهم العدائية الحقيقية تجاه سورية شعبا وحكومة فمنذ البداية لم تكن لهجة بياناتهم دبلوماسية ومنسجمة مع مبادئ القانون الدولي حيث وصفوا الحكم في سورية بأنه نظام وخاطبوا رئيس الدولة فيها بعبارات غير لائقة ومن البديهي أن نقول إن استعمال هذه الكلمات في هذه القاعة بالذات إنما يشي بانخراطهم المباشر في تأجيج الوضع في البلاد وإذكاء نار التصعيد والعنف وسفك دماء السوريين وهي كلها أمور لا نوافق عليها أبدا.
وختم الجعفري بالقول إن صحفيا في مكتب الجزيرة الانكليزية بلندن قال اليوم وهذا مسجل إن توجيهات قد صدرت من الخارجية القطرية بتسخين التغطية الإعلامية هذه الليلة قبل ساعات من انعقاد المجلس وأترك لكم استنتاج المراد من هذه التعليمات السياسية والتي وردت إلى قناة إعلامية أو تدعي على الأقل أنها كذلك كي يزداد الضغط على المجلس كذبا بأن هناك مذابح تجري في سورية.
إضافة تعليق جديد