الحبوب: أربع شركات عالمية تتحكم بمصيرها في زمن الجوع

19-12-2008

الحبوب: أربع شركات عالمية تتحكم بمصيرها في زمن الجوع

أي طعام يعدّ من القمح، الأرز، الشعير، الذرة، الشوفان، أو أي نبات حبّي آخر، هو منتج حبّي. والأمثلة عليه كثيرة: الخبز، المعكرونة، دقيق الشوفان.
تقسم الحبوب إلى صنفين: الكاملة، والمكرّرة. بينما تحتوي الحبوب الكاملة كالبرغل وطحين الحبة الكاملة والأرز الأسمر ودقيق الشوفان ودقيق الذرة الكاملة على نواة الحبة كاملة بعناصرها الثلاثة: النخالة، السويداء (النسيج المغذي)، والبذرة. تطحن الحبوب المكررة كالطحين والخبز والأرز الأبيض في عملية تزيل عنها البذرة والنخالة، فتكسبها ملمساً ناعماً بينما تخسّرها، في المقابل، أليافها الغذائية، الحديد وأنواع عدة من الفيتامين «ب» التي تحتوي عليها.
يعمد بعض المنتجين إلى إضافة بعض ما خسرته الحبوب من مكوناتها بعد تصنيعها، فيغذونها بأنواع من الفيتامين «ب» كالتيامين والنياسين والريبوفلافين، لكن اللائحة لا تشمل الألياف التي تفقدها الحبوب إلى الأبد بعد عملية التكرير. كما يعمد البعض إلى خلط صنفي الحبوب معاً في المنتج الواحد قبل طرحه في السوق.
إن أكثر البلدان إنتاجاً للحبوب عالمياً هي، بالترتيب، الولايات المتحدة، تتبعها الصين، فالاتحاد الأوروبي، الهند، روسيا، البرازيل، كندا، الأرجنتين، ومكسيكو، ثم أوكرانيا.
أما الهلال الخصيب، فرغم أنه الموطن الذي أنتج، تاريخياً، الحبوب من قمح وشعير، إلا أن الشرق الأوسط قد أصبح اليوم إحدى أكثر المناطق استيراداً للحبوب.
كانت السعودية قد قررت، منذ 25 عاماً مضى، أن تصبح منتجة ومصدرة للقمح، فعمدت إلى استخدام مخزونها من مياه الآبار في الصحراء لإنتاج القمح، وطرحت إنتاجها في السوق العالمية بأسعار مدعومة، تقلّ بكثير عن كلفة الإنتاج. أدى ذلك بطبيعة الحال إلى خسائر مالية فادحة كما إلى انخفاض هائل في مخزون السعودية من المياه. بعدها، قررت السعودية إنهاء برنامج الحبوب على أن تؤمّن حاجتها المحلية من خلال تعزيز إنتاجه في حقول مستأجرة من دول كالسودان وكازاخستان.
تستخدم الحبوب لأهداف ثلاثة عالمياً: غذاءً للبشر (الخبز والمعكرونة)، غذاءً للحيوانات (وخصوصاً الذرة) وحديثاً وقوداً حيوياً (وخصوصاً في الولايات المتحدة، حيث يجري تحويل الذرة إلى مادة الإيثانول)، وهو الأمر الذي يعزو إليه معظم الخبراء العالميين، بجزء كبير، أزمة الغذاء الكارثية التي شغلت العالم خلال عامي 2007 و2008، إذ إن تحويل الحبوب إلى وقود حيوي في الولايات المتحدة قد أدى إلى انخفاض كميات الحبوب المتوافرة في السوق العالمية. يجدر أيضاً الذكر أن أربع شركات عالمية هي التي تتحكم بـ75% من تجارة الحبوب في العالم، ما يضع بين أيدي هذه الشركات العملاقة مصير الغذاء عالمياً.

رنا حايك

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...