الحرب الأهلية العراقية : بدأت .. لم تبدأ

09-04-2006

الحرب الأهلية العراقية : بدأت .. لم تبدأ

بعد مرور ثلاثة سنوات على سقوط بغداد على أيدي قوات الاحتلال الأمريكية، اعترفت الحكومة العراقية للمرة الأولى بأن البلاد تشهد حربا أهلية فعلية منذ نحو عام.

وقال نائب وزير الداخلية العراقي حسين علي كمال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، إن العراق "في حالة حرب أهلية منذ الأشهر الـ12 الماضية", لكنه عاد وقال إن تلك الحرب ليست على "نطاق واسع".

وأضاف كمال "كل يوم يقتل شيعة وسنة وأكراد ومسيحيون, لكن تلك الحرب لم تعلنها رسميا بعد أطراف النزاع".

من جهته قال الرئيس مبارك إن العراق يعيش حربا أهلية، مؤكدا أن انسحاب القوات الأميركية منه الآن سيشكل "مصيبة" ويوسع دائرة العنف لتشمل "المنطقة كلها".

وقال مبارك في حوار مع قناة العربية إن هناك "حربا أهلية تقريبا بدأت, شيعة وسنة وكرد والأصناف التي جاءت من آسيا.. العراق مدمر تقريبا حاليا".

وأضاف أن العراق سيكون في هذه الحالة "مسرحا لحرب أهلية بشعة، وبعد ذلك ستشتعل العمليات الإرهابية ليس في العراق فقط بل في المنطقة كلها".

وكان الرئيس المصري حسنى مبارك قد اعتبر أن ولاء أغلب الشيعة في المنطقة هو "لإيران وليس لدولهم", قائلا إن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قادرا على الإمساك بزمام الأمور "لو كان عادلا".

على صعيد آخر أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق، بالإضافة إلى مصر، سيعقدون اجتماعا يوم الأربعاء المقبل في القاهرة لدعوة العراقيين إلى الهدوء.

وقال أبو الغيط إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سيستعرض خلال الاجتماع "الجهود الحالية لبناء حكومة عراقية متفق عليها لدى كافة أطياف الشعب العراقي".

وبعد أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2005، لم يتوصل السنة والشيعة والأكراد إلى اتفاق حول حكومة ائتلاف وطني, فيما يغرق العراق في دوامة من العنف تتزامن مع الذكرى الثالثة للغزو الأميركي.

وكان انتحاريين يرتديان زي النساء فجرا نفسهما في جمع من المصلين الشيعة أثناء مغادرتهم مسجد براثا شمالي بغداد عقب انتهاء صلاة الجمعة.

وأسفر الهجوم عن مقتل 79 شخصا على الأقل وإصابة 160 آخرين بجروح. وقد شيع أهالي بغداد اليوم ضحايا هجوم براثا, وسط أجواء من الغضب.

ورغم أن مراسم التشييع لم تخل من كيل الشتائم لمن أسماهم المشاركون بالتكفيريين والصداميين, فقد دعت في الوقت نفسه إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية, فيما حملت بعض النعوش العلم العراقي تعبيرا عن وحدة شعب العراق.

من جهة أخرى استنكرت بغداد وطهران تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك حول أن العراق يعيش حربا أهلية، وأن ولاء أغلب الشيعة في المنطقة هو "لإيران وليس لدولهم". فيما اكد تقرير اميركي ان الاوضاع في 6 محافظات عراقية خطيرة ومتدهورة
استنكار لتصريحات مبارك

كما أشار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس جلال طالباني ورئيس مجلس النواب عدنان الباجه جي إلى "ما ورد على لسان" الرئيس مبارك "بشأن ولاء الشيعة لإيران، مما يفهم على أنه طعن في وطنيتهم وحضارتهم، وان عن غير قصد". وأكد الجعفري أن هذا التصريح: "سبب ازعاج شعبنا العراقي من مختلف الخلفيات الدينية والمذهبية والقومية والسياسية، وأثار أيضا استغراب واستياء الحكومة العراقية". من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده تستخدم نفوذها لتامين "استقرار" المنطقة، وذلك ردا على تصريحات للرئيس مبارك حذر فيها من تأثير إيران على الشيعة. وقال المتحدث حميد رضا اصفي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن "الجمهورية الإسلامية تسعى إلى تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة". وأضاف أن "لإيران تأثيرا كبيرا في العراق، لكننا لا نستخدم هذا التأثير مطلقا للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية. تأثيرنا روحي واستخدمناه دائما لتعزيز التفاهم والتقارب بين المجموعات الدينية والاتنية". وكانت طهران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية بالقاهرة اثر توقيع الرئيس المصري السابق أنور السادات اتفاق كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل

في الوقت نفسه ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها على شبكة الانترنت ان تقريرا داخليا للحكومة الاميركية يصف الوضع في ست من محافظات العراق ال18 بانه "خطير" او "حرج". وشدد التقرير على انقسام العراق حسب خطوط عرقية او دينية محذرا من الصدامات الطائفية والعرقية حتى في المناطق التي يعتبرها المسؤولون الاميركيون هادئة. واوضحت الصحيفة انها حصلت على هذا التقرير من مسؤول حكومي في واشنطن قال ان هذه الوثيقة السرية "تقدم معلومات اكثر واقعية عن الوضع في العراق من التقارير الاخيرة لكبار ضباط الجيش". واعد الوثيقة من عشر صفحات دبلوماسيون وعسكريون اميركيون في بغداد وتحمل تاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2006 اي قبل ثلاثة اسابيع من تفجير قبة مسجد سامراء الشيعي الذي ادى الى اندلاع اعمال عنف طائفية. واوضح السفير الاميركي السابق في العراق دنيال سبيكهارد للصحيفة ان عملية تحديث للتقرير ابقت على النتائج بدون تغيير. تركز الوثيقة التي تحمل عنوان "تقرير حول استقرار المحافظات" على النفوذ المتزايد للاحزاب الشيعية الموالية لايران والميليشيات الشيعية المتنافسة في الجنوب والاشتباكات بين العرب والاكراد في مدينتي الموصل وكركوك في الشمال. وصنفت المحافظات العراقية حسب ثلاثة معايير هي: الحكومة والامن والاقتصاد. وصنفت محافظة الانبار (غرب) التي يشكل السنة غالبية سكانها في فئة الاوضاع "الحرجة". اما بغداد ونينوى وصلاح الدين وديالى (وكلها في وسط البلاد) والتأميم (شمال) فالوضع فيها "خطير". واعتبرت البصرة في الجنوب منطقة سلام بينما رأى التقرير ان المحافظات الكردية الثلاث الشمالية "مستقرة".

 

الجمل - وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...