الحمضيات السورية: ضعف بالتصدير وقلة كفاءة بالتسويق

18-02-2008

الحمضيات السورية: ضعف بالتصدير وقلة كفاءة بالتسويق

لا تعتبر سورية بلداً مستورداً للحمضيات فهي مكتفية ولديها فائض من الانتاج للتصدير، ولكن تبني سورية للسياسات المتعلقة بتحرير التجارة سمح باستيراد الحمضيات في العام 2001 بكميات قليلة بلغت حوالي 7 آلاف طن بقيمة 197 مليون ليرة تزايدت مع بداية تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.

لتصل الى حوالي 23 ألف طن بقيمة 115.4 مليون ليرة سورية في العام 2005 وكان لبنان المورد الأكبر للحمضيات.. وأدت السياسات الحكومية المشجعة على زيادة الانتاج ـ المطبقة والمتضمنة ادخال اصناف جديدة ذات انتاجية عالية وبيع الغراس بأسعار تشجيعية، الخدمات الارشادية المجانية، تطبيق برنامج المكافحة المتكاملة للسيطرة على الأمراض التي تؤثر سلباً على الانتاج، تقديم القروض للمزارعين، منع استيراد غراس الحمضيات منذ العام 1987 وحصر انتاج غراس الحمضيات بمكتب الحمضيات ـ الى زيادة الانتاج، وانتاج منتج نظيف خال من المبيدات والكيماويات الأخرى بشكل كبير خلال العقد الماضي. ‏

أما فيما يخص التجارة فقد منعت السياسات السابقة استيراد البرتقال في العام 1981 حتى العام 2001 حيث بدأت سورية باستيراد الحمضيات نتيجة لتطبيق اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى. ‏

يتركز انتاج الحمضيات بشكل رئيس في محافظة اللاذقية التي بلغ متوسط انتاجها 78.3% خلال الفترة 1996 ـ 2005 من انتاج سورية من الحمضيات وينتج في محافظة طرطوس حوالي 20.2% أما القسم المتبقي الذي لا يتجاوز 1.5% فينتج في بقية المحافظات.. ‏

تميز الانتاج في الفترة 1996 ـ 2005 بالتذبذب حيث بلغ في عام 1997 حوالي 550 ألف طن ليصل عام 2004 الى كمية 844 ألف طن أما في عام 2005 فكان الانتاج 777 ألف طن ويعزى السبب في ذلك بشكل رئيس للظروف المناخية التي تؤدي الى انخفاض الانتاجية وزيادة عمر بعض الأشجار وعدم استبدالها.. وبلغ انتاج البرتقال 372 ألف طن عام 1996 ليصل الى ذروته عام 2004مسجلاً كمية 495 ألف طن وشكل انتاج الحمضيات الأخرى عدا البرتقال والليمون في السنوات الأخيرة حوالي 28% من اجمالي انتاج الحمضيات وتأرجحت الكميات المنتجة من هذه الحمضيات بين حوالي 248 ألف طن في عام 1996 لتصل الى الذروة في العام 2000 /310/ آلاف طن.. وشكل انتاج الليمون حوالي 14% من انتاج الحمضيات السورية وتزايدت كميته من 75 ألف طن لتصل الى حوالي 111 ألف طن عام 2005 وشكل انتاج سورية من البرتقال بالنسبة للانتاج العالمي حوالي 0.8% عام 2005. وتحتل سورية المرتبة الثامنة عشرة كما شكل انتاج الليمون حوالي 0.7 % من الانتاج العالمي وتأتي سورية في المرتبة العشرين في انتاجه.. أما فيما يخص الكريب فروت فتحتل سورية المرتبة الخامسة عالمياً بنسبة بلغت في العام 2005/ 6.7% /من انتاج العالم. ‏

وفيما يتعلق بالمساحة المزروعة فقد ازدادت من 26 ألف هكتار في العام 1996 لتصل الى 31.8 ألف هكتار في العام 2005 بينما تناقصت الانتاجية واتسمت بعدم الاستقرار حيث تراوحت بين قيمة كبرى مسجلة في العام 1996 /104/ كغ /شجرة وقيمة صغرى في العام 2003 /73/ كغ /الشجرة. ‏

وحسب تقرير صادر عن المركز الوطني للسياسات الزراعية فإن الصادرات السورية من الحمضيات قد نمت بشكل كبير جداً بين العامين 1996 ـ 2005 فقد كانت حوالي 11.4 ألف طن في العام 96 لتصل الى ذروتها في العام 2005 مسجلة كمية قدرها 58 ألف طن ولكن نتيجة لزيادة عدد السكان ازداد استهلاك الحمضيات بشكل كبير حيث تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة الى أن استهلاك البرتقال ازداد في سورية من 28 ألف طن عام 1996 الى حوالي 415.7 ألف طن عام 2005 ما أدى الى انخفاض الكميات المصدرة في العامين 2003 و 2004، وتصدر سورية البرتقال والمندرين اضافة الى أنواع أخرى من الحمضيات وتزايدت الكميات المصدرة من البرتقال بشكل كبير جداً خلال فترة 1996 ـ 2005 مسجلة حوالي 33 ألف طن وبالمقابل وصلت الكميات المصدرة من المندرين ذروتها في العام 2001 مسجلة 18 ألف طن. ‏

تجدر الاشارة الى أن نسبة التصدير من الانتاج لم تكن ثابتة خلال الفترة 1996 ـ 2005 فبالرغم من ان أكبر كمية انتاج كانت في العام 2004 /844/ ألف طن كانت النسبة 3.3% فقط أما في العام 2005 فقد تم تسجيل النسبة الأعلى 7.5% ويؤثر ذلك على حصة الصادرات السورية في الأسواق العالمية ويحد من قدرة المصدرين على ابرام العقود التصديرية.. كما تجدر الاشارة الى أن نسبة صادرات سورية من كل من البرتقال ـ الليمون ـ الكريب فروت من صادرات العالم كانت 0.5% ـ 0.7% ـ 0.4% على التوالي. ‏

و كانت قيمة صادرات الحمضيات «مليار ليرة سورية» في عامي 2000 و 2001 بينما كانت في العام 2005 حوالي 485 مليون ليرة سورية ويرجع السبب في ذلك الى تناقص كبير في قيمة وحدة الصادرات استناداً الى بيانات منظمة الأغذية والزراعة التي تشير الى أن قيمة وحدة الصادرات السورية من البرتقال 57% من صادرات الحمضيات في العام 2005 قد تراجع من 447.9 دولار /طن في العام 1996 الى 298.1 دولار/ طن في عام 2005 وكانت الوجهة التصديرية الرئيسة عام 2005 العراق الذي حل محل الأردن الذي أصبح في المرتبة الثانية ثم السعودية. ‏

من أهم معوقات ومحددات التجارة السورية في الحمضيات: ‏

ـ تعتبر مشكلة المنافسة في الأسواق العالمية أحد أبرز معوقات التجارة في ظل غياب المشجعات التصديرية المتمثلة بسياسة الحماية المتبعة في بلدان عدة مثل الاتحاد الأوروبي إضافة الى عدم تحقيق الحمضيات السورية للنوعية والجودة المطلوبتين في اسواق الاقتصاديات المتقدمة. ‏

ـ قلة المؤسسات المتخصصة في تصدير الحمضيات وعدم التقيد بالمعايير الدولية المتعلقة بعمليات التوضيب ـ الفرز ـ التعبئة ـ والتغليف ـ تجانس وتماثل المنتج ـ العلاقة التجارية إضافة الى الافتقار لمتطلبات التخزين والتبريد المناسبة. ‏

ـ عدم توفر شركات نقل كبيرة وقدم العديد من شاحنات النقل وخاصة المبردة منها وافتقارها في كثير من الحالات للمواصفات المطلوبة ما يزيد من تكاليف الشحنة وتلف بعض مكونات الشحنة. ‏

ـ الافتقار الى دراسة الأسواق الخارجية خصوصاً تلك القادرة على دفع اسعار أعلى للحمضيات السورية ومعرفة رغبات المستهلكين في تلك الدول وقلة التركيز على الاصناف التصديرية كافة. ‏

ـ عدم كفاءة السياسات التسويقية التي تؤثر سلباً على فرص التسويق حيث يتم شراء القسم الأكبر من الحمضيات المخصصة للتصدير من اسواق الجملة ويترتب على ذلك تكاليف اضافية تتعلق بشكل رئيس بعمولات السماسرة وتكاليف النقل الزائدة. ‏

ـ عدم اتباع سياسات تسويقية ترويجية خارجية تساهم في التعريف بالمنتج السوري النظيف. ‏

وهنا لابد من التركيز على عمليات الفرز والتوضيب وقضايا الجودة والنوعية بما يحقق العائد الاقتصادي والقدرة على المنافسة وتنفيذ دراسات حول العديد من الاسواق القادرة على دفع اسعار أعلى وبشكل خاص الأوروبية ومعرفة رغبات المستهلكين في تلك الأسواق والبدء بالتحضير والاستفادة من الميزات التي تضمنها مشروع اتفاقية الشراكة الأوروبية والتركيز على فائض الانتاج القابل للتصدير وبشكل رئيس تلك الاصناف التصديرية الهامة، وتقديم الدعم للمزارعين وحثهم على استخدام المكافحة الحيوية وتقديم الدعم لغرض التصدير والدعاية والترويج للحمضيات السورية من خلال المشاركة في المعارض العربية والدولية والتركيز على العلامة التجارية. ‏

تشمل السياسات العالمية المتعلقة بالحمضيات معايير الصحة والصحة النباتية التي دخلت حيز التنفيذ مع تأسيس منظمة التجارة العالمية في الأول من كانون الثاني من العام 1995، وتشمل أيضاً اتفاقيات تجارية بين البلدان المنتجة للاستفادة من المعاملة التفضيلية من خلال تخفيض مستوى التعريفات الجمركية أو حتى الاعفاء منها. ‏

ويمكن لسورية ان تستفيد منها خصوصاً ان حصة صادرات الحمضيات التي حصلت عليها عند التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة بلغت 45 ألف طن مع زيادة سنوية قدرها 3% وغير محدودة بالنسبة للكريب فروت وتشكل الحصة الأكبر التي حصلت عليها سورية مقارنة مع الفواكه والخضر الأخرى بالرغم من ان ذلك سيكون صعباً على المدى القصير مع تحسن القدرة على دخول الاسواق بسبب صعوبة المواصفات في الاتحاد الأوروبي من جهة المنافسة القوية التي ستواجه منتجات الحمضيات السوريةمن جهة أخرى. ‏

وزادت الواردات العالمية من الحمضيات من حوالي 6.3 مليون طن عام 1996 لتصل الى حوالي 8.3 مليون طن عام 2005، ترافقت هذه الزيادة في الكمية مع زيادة في القيمة من حوالي 4 ملايين دولار لتصل الى 5.4 مليار دولار وكما هو الحال في الانتاج والصادرات تشكل واردات البرتقال القسم الأكبر من الواردات العالمية 63% وقد زادت من 4 ملايين طن في العام 1996 الى 2،5 مليون طن في العام 2005 يليها الليمون ثم الكريب فروت والحمضيات الأخرى. ‏

وزادت كمية الصادرات العالمية من الحمضيات من حوالي 6 ملايين طن عام 1996 الى حوالي 8 ملايين طن عام 2005 (تشكل حوالي 10% من الانتاج العالمي للحمضيات) كما زادت قيمة هذه الصادرات من 3.1 مليارات دولار لتصل الى 4.2 مليارات دولار. ‏

أما متوسط استهلاك العالم من البرتقال فقد بلغ 52.7 مليون طن وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة الى تراجع طفيف في استهلاك البرتقال الطازج،كما تشير الى أن الدول الرئيسة المستهلكة للبرتقال هي نفسها تقريباً الدول الرئيسة المنتجة. ‏

وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة العالمية في العام 2007 الى أن الحمضيات تنتج في حوالي 104 دول ويتركز 70% من الانتاج في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبشكل رئيس في بلدان هي البرازيل ـ بلدان حوض البحر المتوسط ـ الولايات المتحدة ـ الصين حيث يشكل مجموع انتاج هذه البلدان أكثر من ثلثي انتاج العالم. ‏

هني الحمدان

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...