السبسي رئيساً لتونس بـ 56.7 % من الأصوات

23-12-2014

السبسي رئيساً لتونس بـ 56.7 % من الأصوات

أعلنت «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» بصفة رسمية أمس، عن النتائج الأولية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بتقدم الباجي قائد السبسي على منافسه المنصف المرزوقي بفارق 10 في المئة، ليصبح السبسي (88 عاماً) أول رئيس منتخب بعد «الثورة».
وقال رئيس «الهيئة العليا» شفيق صرصار إن زعيم حزب «نداء تونس» حاز مليوناً و731 ألفاً و529 صوتاً، أي بنسبة تناهز 55.68 في المئة، فيما حصد منافسه محمد المنصف المرزوقي مليوناً و378 ألفاً و513 صوتاً بنسبة تقدر بـ44.32 في المئة، من إجمالي ثلاثة ملايين و189 ألفاً و672 تونسياً شاركوا في التصويت.طفلة تونسية ترفع صورة السبسي خلال احتفالات بفوزه بالرئاسة في تونس أمس (أ ف ب)
وأفاد صرصار أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60.11 في المئة من إجمالي نحو 5.3 ملايين تونسي مسجلين على القوائم الرسمية للاقتراع، معتبراً أن الهيئة لم تسجل انتهاكات جسيمة قد تؤثر على نتائج الانتخابات. وأشار إلى أن «المناخ العام للعملية الانتخابية كان في جو من السلم والنزاهة ويعد نجاحاً آخر يُحسب للمسار الانتقالي في تونس».
وانطلقت الآجال القانونية للطعن في نتائج الانتخابات منذ إعلانها بصفة رسمية. وفي هذا السياق، قال ممثل الحملة الانتخابية للمرزوقي القيادي في «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» طارق الكحلاوي إنه «ليس هناك حالياً أي نيات للطعن في نتائج العملية الانتخابية».
وفي حال انقضاء آجال الأيام الثلاثة المخصصة لتقديم الطعون، فإن «الهيئة العليا للانتخابات»، تتولى إثرها إعلان النتائج النهائية، وحينها يعد السبسي رئيساً بصفة رسمية ونهائية.
ويفترض الدستور الجديد أن يؤدي السبسي اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، وأن يقدم استقالته من حزبه، وأن يتجرد من أي مهام حزبية، ليصبح بذلك رئيساً لكل التونسيين.
وأظهرت نتائج الانتخابات الأولية أن الثقل الانتخابي للسبسي يتموقع في شمال البلاد وعدد من المحافظات الساحلية وبعض المحافظات في الشمال الغربي، فيما عكست النتائج قوة المرزوقي الانتخابية في جنوب البلاد وفي وسطها.

احتجاجات في الجنوب
 وتحول العرس الانتخابي في عدد من محافظات الجنوب إلى مناوشات بين المواطنين وقوات حفظ الأمن.
وفي محافظة تطاوين خرج عدد من الأهالي للتعبير عن استنكارهم لنتائج العملية الانتخابية، حيث سجلت هذه المنطقة أعلى نسبة تصويت للمرزوقي ناهزت 90 في المئة.
وفي مدينة الحامة من محافظة قابس في جنوبي شرق البلاد سرعان ما تحولت الاحتجاجات الى صدام عنيف بين الأمن والمواطنين سجلت خلالها خسائر مادية إثر حرق وتخريب في شوارع المدينة.
وقد عمد عشرات من المتظاهرين أمس، إلى حرق نقطتين للشرطة والحرس أثناء محاولة اقتحام مديرية الأمن الوطني في مدينة الحامة. في المقابل قامت الوحدات الأمنية بتطويق المنطقة واستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المتظاهرين والحيلولة دون المزيد من الأضرار.
واستنكر المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي هذه «الاعتداءات»، مشيداً بدور الوحدات الأمنية في تأمين العملية الانتخابية وضمان نجاحها.
وأكد العروي أن قوات الأمن ستتعامل مع كل مظاهر التخريب والإخلال بالأمن العام بحسب ما يفرضه القانون، مشيراً إلى أن «بعض عناصر الأمن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة» من المحتجين.
ومن جهته، أكد المنسق الجهوي لمنظمة «عتيد»، وهي منظمة أهلية لمراقبة الانتخابات، في محافظة قابس الناصر الرديسي أنّ «المجتمع المدني في الجهة متخوف من مزيد انزلاق الأمور نحو الأسوأ»، داعياً إلى تأمين خروج آمن لملاحظي عتيد من مدينة الحامة التي تعيش على وقع أجواء متوترة.
من جهته، دعا المرزوقي أنصاره، عبر بلاغ رسمي، إلى نبذ العنف والدفع إلى الحفاظ على السلم الاجتماعي، قائلاً «أتابع بانشغال بعض التحركات غير السلمية هنا وهناك في علاقة بنتائج بالانتخابات، وأدعو الجميع إلى الكف عن أي أشكال التحريض والتشنج، خاصة في هذا الظرف الحساس».
وأَضاف المرزوقي أن «نجاح الانتخابات وإتمام المرحلة الانتقالية في حد ذاته مكسب كبير لكل التونسيين مهما اختلفت خياراتنا وتوجهاتنا، ويجب علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد على أي حسابات أخرى، أدعوكم إلى مزيد من التآخي والتماسك والتسامح وستبقى تونس أمانة بين أيدينا».
من جهته، أعلن عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي أن الأخير هنأ خصمه السبسي إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية.
من جهته، وجه رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي رسالة إلى سكان محافظة قابس، دعاهم فيها إلى الهدوء و «الترفّق بالبلاد والمحافظة على المؤسسات وعلى نهج التوافق».
وقال الغنوشي «أنا أخاطب عقلاء الحامة بالرحم الذي بيننا، أنْ نتّقي الله في هذه البلاد»، داعياً إياهم إلى «القبول بالنتائج وتهنئة الفائز» عند إعلان النتائج رسمياً.
إلى ذلك، ينتظر أن تكون أول خطوة يؤديها الرئيس المنتخب بعد أدائه اليمين أمام مجلس النواب، الانطلاق في تشكيل الحكومة في انتظار تكليفها رسمياً، وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة الحالية مهدي جمعة إنه غير معني بتشكيل حكومة جديدة ولا بمواصلة العمل على رأس الحكومة الحالية، مؤكداً أن مهمته انتهت على أحسن وجه وأن الانتقال الديموقراطي في تونس حقق النجاح الذي يفخر به التونسيون جميعاً.
على الصعيد الخارجي، هنأ الرئيسان الأميركي باراك أوباما والمصري عبد الفتاح السيسي، والاتحاد الاوروبي الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية.
وقال أوباما إن «واشنطن تتطلع إلى العمل تطلعاً وثيقاً» مع الرئيس التونسي الجديد.
من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني، في بيان، إن «الاتحاد الأوروبي مصمم على العمل مع السلطات التونسية الجديدة وكل مكوّنات المجتمع للمساهمة في تعزيز المكتسبات الديموقراطية التي نص عليها الدستور الجديد (كانون الثاني 2014) وكذلك لمرافقة تطبيق الإصلاحات الضرورية للانتقال الاقتصادي والاجتماعي لمصلحة كل أبناء تونس».

حسان الفطحلي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...