الشام مشتاقة إلى ايام الـ «تلاقي»
«هي دعوة لنلتقي ولو في منتصف الطريق». بهذه الجملة المعبّرة أعلنت قناة «تلاقي» السورية بدء بثها التجريبي منذ فترة وجيزة، مكتفيةً بأغنيات الزمن الجميل، ومجموعة فواصل مميزة تدعو إلى الحفاظ على ما بقي من تراث وتاريخ وحضارة في عاصمة الأمويين، قبل أن تضيع الشام في زحمة الحرب الطاحنة. هذا إضافة إلى الترويج عن البرامج التي ستدرج ضمن بثّها الرسمي الذي يبدأ قريباً. يؤكد مدير «تلاقي» الإعلامي السوري ماهر الخولي أنّ فريقه اقترب من الانطلاق الرسمي، ويرجح أن يكون في أيار (مايو) مع دورة برامجية جديدة، وبرامج منوعة، ومسلسلات سورية أولها «نزار قباني» (2005)، لكونه شخصية تمثل جزءاً من التاريخ السوري. الخطاب الإعلامي هذه المرة سيكون بنفَس مختلف، أو تلك هي نيات القائمين على القناة. لكن ما مدى صحة الأخبار عن أنّ القناة أسست بطلب من الرئيس السوري شخصياً، وأنّ صلاحياتها مرتبطة به وحده؟ ينفي الخولي ذلك قائلاً: «القناة رسمية ذات ميزات خاصة. تأسّست ضمن خطة وزارة الإعلام السورية، وتتبع لإدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون». من جهة أخرى، يؤكد الخولي أنّ القناة ستكون منبراً لجميع القوى السياسية داخل سوريا أو خارجها «بشرط أن تكون متفقة مع آمال الشعب السوري، ورغبته بأن تبقى بلاده مستقلة عن أي تدخل خارجي أو استجداء الغير لدخول السلاح المهرب إلى البلاد». ويضرب مثالاً على شخصيات من المعارضة ستستقبلها المحطة مثل عادل نعيسة، وفاتح جاموس.
وعن البرامج السياسية التي ستبدأ مع ولادة «تلاقي»، يفيد الخولي بأنّ هناك برنامجين سياسيين: الأول أسبوعي يعده ويقدمه الإعلامي السوري أنس أزرق بعنوان «حوارات تلاقي»، حيث يستضيف شخصيات سياسية للنقاش في مستجدات الأحداث، فيما سيكون هناك برنامج ثانٍ يومي بعنوان «يحدث اليوم»، يضيء على تفاصيل الحدث الآني، إضافة إلى حضور قوي للثقافة والبرامج الوثائقية والرياضية والأسرية، وبرنامج عن المسرح للكاتب والصحافي سامر محمد إسماعيل.
وعن استقدام خبير بريطاني أسس الهوية البصرية للمحطة، يردّ الخولي: «استفدنا من نصائح مهمة، لكن الجهد الأساسي يبقى للكوادر السورية». أما المذيعون فسيكون جميعهم من الشباب المؤهلين الذين لم يسبق لهم التعاطي مع الكاميرا. علماً بأنّ وزير الإعلام عمران الزعبي طلب في اجتماعه الأخير مع كوادر المحطة رفع السقف الرقابي وأخذ الحرية المطلقة. وقد عملت المحطة على إخضاع فريقها لدورات تدريبية مكثفة، مع اعتمادها على فكرة أن يكون المعد هو نفسه المقدِّم. يبقى الجانب الأهم هو الحضور الثابت لفلسطين المحتلة في سياسة المحطة والبداية ستكون مع برنامج يقدّمه الإعلامي والمحلّل توفيق الجراد.
بسبب ظروف سوريا، تبدو مهمة الإقناع، والوصول إلى الجمهور بمختلف أطيافه في منتهى الصعوبة لفريق المحطة الشاب الذي يقوده إعلامي عُرفت عنه المهنية عبر مشواره الطويل. لكنها حتماً ليست مستحيلة، ويبقى الحكم على المحطة الجديدة رهناً بالأسابيع الأولى لانطلاق بثها الرسمي.
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد