الصحافة الأمريكية اليوم الأحد
أصداء حرب العراق في واشنطن، والتفاوت بين السياسات الأميركية والواقع في العراق، والمباركة الأميركية لصفقة أسلحة إثيوبية مع كوريا الشمالية، فضلا عن تحويل السجون الأميركية في العراق إلى أماكن تدريب وتجنيد المسلحين، كان أهم ما ركزت عليه الصحف الأميركية اليوم الأحد.
في الشأن العراقي كتبت صحيفة واشنطن بوست تقريرا تحت عنوان "السياسات تصطدم مع الواقع في العراق" تقول فيه نقلا عن مسؤولين عسكريين في الميدان وخبراء في الدفاع إن ثمة حربين عراقيتين تندلعان: واحدة في شوارع بغداد وأخرى في واشنطن.
واستندت الصحيفة إلى ما أكده القائد الأميركي في العراق ديفد بتراوس الأسبوع الماضي من وجود هذا التفاوت قائلا في مقابلة تلفزيونية إن "ساعة واشنطن تتحرك أسرع من ساعة بغداد"، مضيفا "لذلك نحاول أن نسرع عقارب ساعة بغداد أكثر قليلا وأن نحرز تقدما على الأرض قدر الإمكان".
وذكرت أنه في الوقت الذي تبدو فيه واشنطن تتجه نحو لعبة النهاية السياسية بشأن العراق، وسط جدال محتدم بين الكونغرس والبيت الأبيض حول معايير التقدم ومواعيد الانسحاب، فإن الحرب على الأرض في حالة تراجع.
وأوضحت الصحيفة أن جميع الأطراف بمن فيهم الإستراتيجيون العسكريون الأميركيون، وقادة الطوائف العراقية والمتمردون، فضلا عن إيران وسوريا والسعودية وتركيا، ينتظرون رؤية ما ستحققه الخطة الأميركية لجعل بغداد أكثر أمنا.
وأضافت أن الجنود في الميدان يرون أن الجدل الدائر في واشنطن لا علاقة له بما يجري في بغداد، وأن نظرة العديد من السياسيين في واشنطن تقتضي أن الجدول العسكري بكل بساطة بطيء جدا.
ونسبت الصحيفة إلى نائب وزير دفاع سابق يدعى جون هامر قوله "إن المقياس الزمني لتحقيق النجاح يشير إلى عدة سنوات، ولكن المقياس الزمني لتحمل ذلك في واشنطن هو 12 شهرا بالنسبة للديمقراطيين و18 بالنسبة للجمهوريين".
صفقة بين إثيوبيا وكوريا الشمالية
قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين إن الولايات المتحدة الأميركية أجازت لإثيوبيا إكمال صفقة شراء أسلحة من كوريا الشمالية بعد ثلاثة أشهر من نجاح واشنطن في فرض عقوبات على بيونغ يانغ عقب قيام الأخيرة بتجارب نووية، مشيرة إلى أن ذلك قد بدا خرقا لتلك العقوبات.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة سمحت بصفقة الأسلحة لأن إثيوبيا كانت في هجوم عسكري ضد من سمتهم المليشيات الإسلامية داخل الصومال، وهي الحملة التي ساعدت السياسة الأميركية في مكافحة "المتطرفين" الإسلاميين.
وقال المسؤولون الأميركيون الذين لم يكشف عن هويتهم إنهم يشجعون إثيوبيا على التراجع عن اعتمادها على كوريا الشمالية القائم منذ أمد بعيد في تسليح نفسها بأسلحة وعتاد روسي الطراز وبثمن زهيد، مشيرين إلى أن المسؤولين الإثيوبيين أبدوا تفهما لذلك.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن صفقة الأسلحة تعد مثالا على التسوية الناجمة عن تصادم حقائق السياسة الخارجية التزام الإدارة الأميركية بمكافحة "التطرف" الإسلامي وجهودها الرامية إلى حصار كوريا الشمالية ماليا خشية استخدامها للمال في بناء برامج أسلحة نووية.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن البيت الأبيض -منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي جعلت مكافحة الإرهاب على قمة أولويات إدارة بوش- أظهر بعض اللين تجاه سوء التصرف الذي قد يقوم به حلفاؤها كانتهاك حقوق الإنسان في آسيا الوسطى والإجراءات المناهضة للديمقراطية في عدد من الدول العربية.
أفادت صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن السجون التي تديرها القوات الأميركية في العراق تحولت إلى أرض خصبة لمن سمتهم المتطرفين، حيث يقوم المسلحون الإسلاميون بتجنيد وتدريب المؤيدين لهم ويستخدمون العنف ضد من يرون أنه عدو لهم، وفقا لنزلاء سابقين ومسؤولين عراقيين.
وقال هؤلاء النزلاء والمسؤولون العراقيون إن المتطرفين قدموا محاضرات دينية عديدة، وفي بعض الأحيان حطموا أجهزة التلفاز، ومنعوا الاستماع إلى الموسيقى عبر المذياع والتدخين وأذكوا التوتر بين المحتجزين السنة والشيعة.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين عسكريين أميركيين إقرارهم بأنهم يكافحون المسلحين من أجل كسب عقول وقلوب المحتجزين، ولكنهم نفوا الاتهامات الموجهة إليهم بأنهم فقدوا السيطرة داخل السجن، أو أن المعتقلين يتلقون معاملة قاسية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد