العامل السوري في أجندة الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية
الجمل: تزايد تأثير ملفات الشرق الأوسط على الرهانات الانتخابية الرئاسية إضافة إلى تأثير ملف العراق أو العامل العراقي فقد برز تأثير الملف السوري على النحو الذي بدأ يشكل ما يمكن أن تطلق عليه تسمية "العامل السوري".
* أبرز المعلومات والتسريبات:
نشرت صحيفة «نيويورك صن» ثلاثة تقارير صحفية يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• زيارة مستشار المرشحة هيلاري كلينتون لسوريا: وأشارت الصحيفة إلى أن حسن نيمازي قد زار دمشق والتقى مع الرئيس الأسد، وأضاف تقرير الصحيفة قائلاً بأن هيلاري كلينتون قد أظهرت نفسها في بعض الأوقات على أساس اعتبارات أنها تتبنى التوجهات "الصقورية" فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية بقدر يفوق منافسها باراك أوباما إزاء أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، وتقول المعلومات بأن كلينتون سبق أن وصفت منافسها أوباما بالسذاجة والسطحية عندما أعلن بأنه سيقوم بإجراء المقابلات والاجتماعات مع خصوم أمريكا في الخارج. ولكن برغم تصريحات كلينتون المتشددة إزاء سوريا وإيران وتمسكها الشديد بالقرارات الدولية 1559، 1680، 1701، 1757، فإن معظم المحللين والمراقبين بدأوا ينظرون إلى وجود مستشارها حسن نيمازي في دمشق باعتباره مؤشراً لتوجهات هيلاري كلينتون غير المعلنة حتى الآن إزاء دمشق. وفي هذا الاتجاه نقلت الصحيفة عن اللبناني – الأمريكي طوني بدران الذي يعمل خبيراً باحثاً في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية التابعة لجماعة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي، مخاوفه من أن تكون زيارة نيمازي مستشار كلينتون بمثابة مؤشر على أنها سوف لن تهتم كثيراً إذا وصلت البيت الأبيض بعمليات دعم الحركة الديمقراطية في لبنان وأشار بدران إلى أن زيارة مستشار كلينتون لدمشق تزامنت مع:
* ذكرى اغتيال الحريري.
* وجود عماد مغنية في دمشق علماً بأنه من بين أبرز المطلوبين لواشنطن.
وتقول المعلومات بأن حسن نيمازي هو من أصل إيراني من مواليد أمريكا 1950 وتخرج عام 1972 من جامعة هارفارد وقد سبق أن عينه الرئيس بيل كلينتون سفيراً في الأرجنتين ولكن تم سحب طلب التعيين، وتقول المعلومات أيضاً بأن نيمازي من أبرز المعارضين الإيرانيين وعضو لجنة العمل السياسي الأمريكية – الإيرانية وقد عمل إلى جانب المرشح الأمريكي السابق جون كيري الذي خاض الانتخابات ضد بوش، وكان نيمازي على خلاف مع توجهات جون كيري المطالبة بالتفاوض والتعامل مع إيران وكان دائم التشديد على ضرورة القيام بتغيير النظام الإيراني.
• زيارة مستشار المرشح باراك أوباما إلى سوريا: نشرت صحيفة «نيويرك صن» تقريراً أشار إلى قيام الخبير الأمريكي زبيغينو بريجينسكي بزيارة إلى سوريا، والجدير بالذكر أن بريجينسكي يتولى حالياً مهمة مستشار المرشح باراك أوباما لشؤون السياسة الخارجية. وقد أعلن بريجينسكي في 24 آب 2007م عن تأييده للمرشح الرئاسي باراك أوباما ومنذ ذلك الحين وهو يعمل مستشاراً له، هذا وتقول المعلومات بأن زيارة بريجينسكي إلى سوريا كانت ضمن وفد تم إعداده عن طريق مؤسسة «الراند» الأمريكية وأشارت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إلى أن بريجنسكي سوف يقوم بزيارة إسرائيل لإجراء اللقاءات مع بعض المسؤولين والزعماء الإسرائيليين.
• مقالة «الواقعية في سوريا»: نشرت صحيفة «نيويرك صن» مقالتها الافتتاحية التي أعدها رئيس التحرير وحملت عنوان «الواقعية في سوريا»، وأشارت المقالة متسائلةً: ما الذي فعله مستشارا السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون في دمشق خلال منتصف الحملة الانتخابية؟ ولماذا لا يريدان تقديم شيء حول تفاصيل الزيارات؟ وفي الإجابة عن هذين السؤالين شنت الصحيفة هجوماً على المستشارين وعلى المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين أوباما وكلينتون وخصصت الافتتاحية هجوماً عنيفاً ضد بريجينسكي الذي وصفته بأنه ظل في الفترة السابقة يوجه الانتقادات لإسرائيل ولإدارة بوش.
* اللوبي الإسرائيلي على الجانب الديمقراطي:
من المعروف أن اللوبي الإسرائيلي ناشط إلى جانب الحزب الجمهوري ولكنه كذلك أيضاً إلى جانب الحزب الديمقراطي، هذا، وقد تلقى اللوبي الإسرائيلي صفعة قوية بسبب الفشل المبكر للمرشح رود غولياني الذي كان يجد أفضلية لدى الإسرائيليين وجماعة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي، كذلك تلقى اللوبي صفعة ثانية بتدهور موقف مرشح اليمين الصهيوني – المسيحي هوكابي وما تبقى فقط هو خيار المرشح ماكين الذي كان ينال المرتبة الثالثة في أفضليات الإسرائيليين واللوبي الإسرائيلي وذلك بحسب استطلاعات الرأي التي كانت وما زالت تقوم بها دورياً صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية والتي أفردت صفحة كاملة لمتابعة مجريات الانتخابات الأمريكية ويشرف عليها المحلل السياسي والصحفي الإسرائيلي روزنر.
أما على الجانب الديمقراطي فإن اللوبي الإسرائيلي والإسرائيليين وجماعة المحافظين الجدد يؤيدون ترشيح السيناتور هيلاري كلينتون والتأكيد على رفض اللوبي الإسرائيلي والمحافظين الجدد لترشيح باراك أوباما الذي كتب عنه الصحفي الأمريكي جاستن رايموند تحليلاً مؤسفاً في موقع صحيفة «آنتي وار» الإلكترونية الأمريكية أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• تشدد أوباما في عدم تأييد حرب العراق.
• مطالبة أوباما بضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق.
• انتقاد أوباما لمبدأ استخدام المعايير المزدوجة بواسطة الجمهوريين والإدارة الأمريكية.
• انتقاد أوباما لاستخدام فشل القوات الأمريكية في العراق ضمن عملية بناء الذرائع لشن الحرب ضد إيران بافتراض أنها السبب وراء الفشل الأمريكي في العراق.
وأشار رايموند إلى أن اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد والإسرائيليين يدعمون بقوة صعود السيناتور هيلاري كلينتون حيث أنه وبرغم انتقادها الظاهري لحرب العراق فإنها قد صوتت في مجلس الشيوخ الأمريكي وفي الكونغرس أيضاً لصالح الآتي:
• استمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق.
• زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق.
• الموافقة على ميزانيات الحرب التي ظل بوش يطالب الكونغرس بها.
• ظلت تقوم بدور سيف اللوبي الإسرائيلي النشط ضد إيران.
* العامل السوري يثير حفيظة اللوبي الإسرائيلي:
على غرار موقف الزعيم النازي غوبلز القائل "كلما سمعت كلمة «ثقافة» كلما تحسست مسدسي"، فإن اللوبي الإسرائيلي كلما سمع كلمة «سوريا» كلما تحسس مسدساته ووقف شعر زعمائه، وتقول المعلومات بأن النائب الديمقراطي اليهودي الأمريكي إليوت آنجل الملقب بـ"مهندس" «قانون محاسبة سوريا» داخل الكونغرس الأمريكي قد بدأ حملة مسعورة ضد زبيغينو بريجينسكي بإطلاق تصريحه الذي تداولته الصحف وأجهزة الإعلام الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والذي قال فيه بأنه من الصعب عليه التصديق بأن مستشار سيناتور ولاية إلينوى (يقصد أوباما) الرئيسي (يقصد بريجينسكي) لا يعرف بأن زيارته إلى سوريا معناها أن حملة أوباما ضمنياً تؤيدها وتؤكد عليها، وأشار آنجل إلى أن أمريكا تتهم سوريا باعتبارها دولة مارقة، وبأن الإدارة الأمريكية ما تزال ترفض إرسال السفير الأمريكي إليها وبأن سوريا هي المسؤولة عن الأزمة اللبنانية وتدعم التمرد في العراق. كما اتهم آنخل بريجينسكي بتبني المواقف التراجعية في مواجهة إيران. وتقول المعلومات والتسريبات بأن أكثر ما أغضب اللوبي الإسرائيلي والإدارة الأمريكية هو قيام زبيغينو بريجينسكي بزيارته إلى العاصمة السورية دمشق دون أن يقوم بإجراء أي ترتيبات مع السفارة الأمريكية في سوريا، ووصفت صحيفة «نيويورك صن» زيارة بريجنيسكي، الذي تولى في إدارة كارتر منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأنها "من وراء ظهر السفارة الأمريكية في سوريا».
سوف يدخل العامل السوري ضمن أجندة الحملة الانتخابية الرئاسية سوف يؤثر هذا العامل بقدر أكبر في عملية حسم التنافس المحتدم بين السيناتور هيلاري كلينتون والسيناتور باراك أوباما للحصول على تسمية ترشيح الحزب الديمقراطي وعلى ما يبدو فإن مستشار هيلاري كلينتون قد زار دمشق بهدف عدم السماح لأوباما بالاستفادة من ورقة العامل السوري خاصة وأن تأثير العامل السوري موجود منذ فترة طويلة داخل صفوف الديمقراطيين وقد سبق أن استخدمت نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب والكونغرس الأمريكي العامل السوري في صراعها ضد بوش عند بداية انعقاد دورة مجلس النواب والكونغرس مطلع العام الماضي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد