العراق: الإرهاب يقتل ألفاً في أيلول
ارتفعت معدلات ضحايا أعمال العنف في العراق خلال شهر أيلول الماضي بشكل كبير مقارنة بالشهر الذي سبقه، وذلك بعدما شهدت الأسابيع الماضية هجمات دامية استهدفت خصوصا مجالس عزاء ودور عبادة واسواقا شعبية، ما أدى إلى وصول أعداد القتلى إلى حوالي ألف، وفقاً لاحصائيات الأمم المتحدة. في غضون ذلك، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت بغداد ومحيطها، أمس الأول.
وباتت موجة العنف، المتصاعدة منذ أشهر، تجرّ العراق نحو العودة إلى سنوات النزاع الطائفي بين العام 2006 والعام 2008.
وذكرت أرقام وزارات الصحة والدفاع والداخلية العراقية مقتل 885 مدنيا وعسكريا وشرطيا في شهر أيلول، في مقابل 356 مدنيا وعسكريا وشرطيا في شهر آب.
وبحسب أرقام الوزارات الثلاث، فقد أصيب أيضا 1140 شخصا الشهر الماضي، بينما قتل 86 «إرهابيا» وجرى اعتقال 523.
وأعلن مسؤول في وزارة العدل العراقية، أمس، أنّ السلطات أعدمت 23 شخصا، بينهم 20 دينوا بتهم تتعلق بالإرهاب. وأوضح أنه «اعدم 23 شخصا يومي 22 و26 أيلول، 20 منهم دينوا بتهم تتعلق بالإرهاب، بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة، وثلاثة دينوا بتهم جنائية».
بدورها، أظهرت أرقام الأمم المتحدة ارتفاع معدلات العنف خلال الشهر الماضي، حيث قتل، بحسب بيان صادر عن بعثة المنظمة الدولية إلى العراق، أمس، 979 شخصا خلال شهر أيلول، في مقابل 804 أشخاص في الشهر الذي سبقه.
وبلغ عدد القتلى منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي، وفقاً للحصيلة، 5740 قتيلا، متجاوزا العدد الإجمالي في العام 2012، والذي شهد أول زيادة سنوية في عدد القتلى المدنيين منذ العام 2009. وسجل أعلى عدد قتلى خلال شهر تموز الماضي، عندما أدت هجمات إلى مقتل 1057 شخصاً، وهو الرقم الأعلى منذ العام 2008.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف إنه «مع استمرار استهداف الإرهابيين للعراقيين بدون تمييز، فإنني أدعو جميع القادة السياسيين إلى تعزيز جهودهم لتشجيع الحوار الوطني والمصالحة».
وكان يوم السبت 21 أيلول الأكثر دموية خلال الشهر الماضي، عندما قتل 90 شخصا، على الأقل، في هجمات وقع معظمها في بغداد وفي محيطها، فيما اختتم الشهر بموجة هجمات دامية من خلال تفجير مجموعة سيارات في بغداد، قدرت بـ12، وأدت إلى مقتل 55 شخصاً، على الأقل، وإصابة أكثر من 150.
وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مسؤوليته عن الهجمات، التي وقعت أمس الأول، في بيان نقلته مواقع جهادية. وقال البيان إنه «استمرارا لسلسلة الغزوات النوعية التي انطلقت ضمن حملة حصاد الأجناد (...) قامت المفارز الأمنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب أهداف منتخبة»، مضيفاً أن عناصر التنظيم «أشعلوا الأرض وزلزلوها تحت أقدام الرافضة، محطمين كل الخطط الأمنية التي يتبجح بها الصفويون». ولفت البيان إلى أن «المجاهدين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أسفر مشروع إيران الخبيث عن وجهه القبيح في العراق والشام».
وأمس، قتل 17 شخصا، على الأقل، غالبيتهم من عناصر الأمن اضافة الى شخصين من «قوات الصحوة»، وأصيب نحو عشرة، في هجمات متفرقة. واستهدفت الهجمات مقر مديرية مكافحة المتفجرات في مدينة تكريت ومنطقة الطارمية في شمال بغداد وحي السيدية في غرب بغداد ومدينة الموصل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد