اللجنة السورية البيلاروسية للتعاون الاقتصادي: خريطة طريق لمشاريع مستقبلية
اختتمت اللجنة السورية البيلاروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني جلسة أعمالها السادسة التي عقدتها في العاصمة البيلاروسية مينسك اليوم بالتوقيع على البروتوكول الختامي للجلسة من قبل وزير الصناعة كمال الدين طعمة عن الجانب السوري ووزير الاقتصاد فلاديمير زينوفسكي عن الجانب البيلاروسي.
ووصف وزير الاقتصاد البيلاروسي البروتوكول الختامي بأنه خريطة طريق لتنفيذ وإنجاز مشاريع مستقبلية تم تحديدها فيه بعد الاتفاق عليها من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية بين سورية وبيلاروس.
وأشار زينوفسكي إلى أن البلدين راغبان بتطوير التعاون التجاري بمختلف جوانبه وتبادل الاليات والمستحضرات الطبية والمواد الغذائية مؤكدا تقييمه العالي لعمل اللجنة الحكومية المشتركة التي تعتبر حلقة مهمة في علاقات البلدين الثنائية وتسهم في إزالة العقبات.
وأكد زينوفسكي استعداد بيلاروس لتطوير التعاون الاقتصادي مع سورية في جميع المجالات بما يلبي المصلحة المشتركة للجانبين.
بدوره قال الوزير طعمة إن هذا النجاح الذي يعبر بشكل حقيقي عن عمق الصداقة بين سورية وبيلاروس ما كان ليتحقق لولا المرونة الصادقة التي أبداها الجانب البيلاروسي منذ اللحظات الأولى للقاء وحتى التوقيع على البروتوكول مشددا على أن أهم ما ورد فيه هو تشكيل لجان مشتركة لمتابعة تنفيذه.
وأشار طعمة إلى أن اجتماع اللجنة اكتسب اهتماما بالغا في هذه المرحلة لوجود تحديات امام البلدين الصديقين والتي لا يمكن ازالتها إلا بالتعاون وإبداء الإرادة الصادقة.
وأكد طعمة أن الجانب البيلاروسي يسعى الى خلق مناخ إيجابي وجيد للمساهمة باستثمارات وإقامة مشاريع مشتركة يمكن من خلالها التغلب على العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين لافتا إلى أن القيادة والحكومة في سورية تحرصان على مد الجسور مع بيلاروس كدولة صديقة عبر زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة مشاريع استثمارية في سورية.
وأعرب طعمة عن تقديره لمواقف حكومة بيلاروس الداعمة لسيادة القانون الدولي ورفضها التدخل في الشوءون الداخلية للدول المستقلة ووقوفها في المحافل الدولية إلى جانب القضايا العادلة للشعوب وخاصة الشعب السوري.
وفي وقت سابق أكد وزير الاقتصاد البيلاروسي خلال لقائه الوفد الرسمي السوري أن بلاده تقف بثبات الى جانب سورية وترفض التدخل في شؤونها الداخلية مشيرا إلى أن سياسة بلاده تستند تقليديا الى أسس القانون الدولي والاقرار بسيادة الدول المستقلة وسلامة أراضيها.
وأعرب زينوفسكي بأن الشعب السوري سيخرج بجدارة من الوضع الحالي وقال” إن سورية هي أحد أهم شركائنا السياسيين والاقتصاديين في الشرق الاوسط وان تقارب وتطابق مواقفنا السياسية يرسيان الأساس لتطوير التعاون الثنائي في المجالات الأخرى”مؤكدا أن العلاقات الجيدة بين البلدين ستتطور لاحقا كونها تقوم على أساس تحقيق المصلحة المتبادلة والتعاون متبادل النفع.
وأشار زينوفسكي إلى أن رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو “اتخذ في آذار الماضي قرارا بتقديم مساعدة إنسانية لسورية وسيتحدد موعد تقديم هذه المساعدة خلال الفترة القريبة القادمة”.
وأوضح زينوفسكي أن الحكومة البيلاروسية وضعت برنامجا للعمل خلال العام الجاري يهدف الى الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في ظروف الأخطار والتحديات الخارجية مبينا أن بلاده تعمل على تنويع صادراتها بما في ذلك إلى سورية ” وتسعى لاعادة حجم التبادل التجاري معها الى ما كان عليه عام 2008 أي /85/ مليون دولار وهذا طبعا ليس الحد الأعلى ومن الممكن تجاوزه ونامل بانتهاء الازمة في سورية قريبا وتطوير علاقاتنا المتبادلة في ظروف الحياة السلمية للشعب السوري الصديق”.
بدوره أعرب وزير الصناعة عن أمله بان يرتقي التعاون بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري الى المستوى السياسي لافتا إلى ” أن زيارات السيد الرئيس بشار الأسد الى بيلاروس والرئيس البيلاروسي الى سورية أسهمت في تعزيز هذه العلاقات”.
وقال طعمة” لا نريد الاقتصار خلال عمل اللجنة الحكومية المشتركة في مينسك على التوقيع على البروتوكول المشترك فحسب بل نريد أيضا وضع اليات تنفيذية مناسبة وتشكيل لجان فنية متخصصة لمتابعة التنفيذ”.
واستعرض طعمة عمليات التدمير التي طالت منشات صناعية واقتصادية نتيجة الاعمال التخريبية للتنظيمات الإرهابية التكفيرية داعيا الى قيام مشاريع مشتركة تحقق مصلحة البلدين وتسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بينهما منوها بالمساعدات التي تقدمها حكومة بيلاروس للشعب السوري والتي جاءت تعبيرا عن المواقف المؤيدة من قبلها لسورية.
وقدم وزير الصناعة شرحا عن واقع الاقتصاد السوري ومشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية وادخال القطاع الاهلي كقطاع رافد في عملية التنمية.
من جانبها أشارت ريمة القادري رئيسة هيئة التخطيط والتعاون الدولي إلى وجود “الكثير من المشاريع العملية” التي تحقق المصالح المشتركة الفعلية للبلدين.
ولفتت القادري إلى ضرورة تعزيز البنية الحاضنة للتعاون الاقتصادي السوري البيلاروسي بما يتضمن تسهيل عمل القطاع الخاص لديهما مشيرة أيضا إلى الدور المهم الذي تضطلع به مؤسسات التمويل والتسليف والتأمين من اجل اضفاء مناخ قابل للتنفيذ على التعاون الثنائي بين البلدين.
حضر اللقاء السفير السوري في مينسك بسام عبد المجيد ومعاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتورمحمد أيمن سوسان وأعضاء الوفد المرافق.
من جهته أكد نائب رئيس وزراء بيلاروس ميخائيل روسي خلال لقائه الوفد الرسمي السوري أهمية العلاقات الوثيقة التي تربط بين سورية وبيلاروس في جميع المجالات مجددا رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤون سورية.
وأشار روسي إلى أن بيلاروس كانت تقف دائماً ضد التدخل الخارجي في شؤون البلدان الأخرى وتؤيد نضالها للحفاظ على استقلالها ووحدة أراضيها لافتا إلى أن وحدة الشعب السوري والتفافه حول قيادته أفشلت المؤامرة العدوانية على سورية.
وأعرب روسي عن ثقته بحتمية خروج الشعب السوري منتصرا من هذه الأزمة وقال “إن سورية بلد صديق لنا بل ومن أهم شركائنا في الشرق الاوسط ونحن مستعدون لتقديم كل ما بوسعنا من أجل تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين”.
وشدد روسي على أهمية العمل على إزالة كل العقبات التي تعترض طريق التقدم لتوطيد وترسيخ التعاون التجاري والاقتصادي بين سورية وبيلاروس.
من جانبه شدد الوزير طعمة على أهمية ارتقاء العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية التي أرسى أسسها السيدان الرئيسان بشار الأسد وألكسندر لوكاشينكو لافتا الى أنه سيتم بحث مواضيع إقامة مشاريع إنتاجية وتوريد اليات ومعدات هندسية وشاحنات وحافلات من بيلاروس إلى سورية.
وأوضح طعمة أن الولايات المتحدة تقود عبر تركيا والسعودية وقطر حربا إرهابية ضد سورية كانت نتيجتها تدمير البنية التحتية للاقتصاد السوري مشيرا إلى أن سورية بحاجة الى ما يملكه الجانب البيلاروسي والأصدقاء الآخرين من إمكانيات هندسية وتقنية من أجل إعادة الإعمار.
وأكد وزير الصناعة أن المناخ الاستثماري في سورية يعتبر مناسبا جداً للدول الصديقة مثل بيلاروس وروسيا والصين وإيران منوها بأهمية فتح خط ائتماني بضمانة مصرفية سورية يتم عبره توريد الآليات وفتح مشاريع بيلاروسية في سورية.
وقال طعمة إن الخط الائتماني الذي تريد سورية إقامته مع بيلاروس ليس قرضا بل سيخصص لتمويل توريدات بيلاروس إلى سورية مبديا استعداد الجانب السوري لتصدير خامات الفوسفات ذات المواصفات الجيدة والتي يمكن استخدامها في إنتاج الاسمدة الفوسفاتية في بيلاروس.
بدورها قالت رئيسة هيئة التخطيط والتعاون الدولي أن ما لمسناه من صدق وحرارة استقبال في مينسك يعطينا الأمل في أن نبذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون بين شعبينا وبلدينا.
وأكدت القادري أن سورية رغم الازمة التي تمر بها ما زالت قادرة على إطلاق عملية إعادة الإعمار وفق خطة يكون للأصدقاء ومنهم بيلاروس دور كبير فيها.
وأضافت القادري إننا لا ننظر إلى التسهيلات الائتمانية من الجانب البيلاروسي على أن تكون عبئا عليه ولكن هذا التمويل سينعكس إيجابيا على سورية وكذلك على الشركات البيلاروسية معا لكونه سيستخدم لتمويل المشاريع والواردات البيلاروسية إلى سورية وسيكون بضمانة من مصرف سورية المركزي القادر على التغطية المالية لأن الاقتصاد السوري يعتبر اقتصادا واقعيا.
وقالت القادري إن سورية راغبة بدعم الاصدقاء لها من أجل الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ومنطقة التجارة الحرة بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأرمينيا.
1وعقد الوفد السوري مباحثات مع بنك التنمية البيلاروسي حيث أكد نائب رئيس مجلس الغدارة في البنك فلاديمير دراغون استعداد البنك لتقديم كل أشكال التغطية المالية للتوريدات البيلاروسية إلى سورية وإقامة مشاريع إنتاجية فيها مشيرا إلى أهمية وضع خطط تفصيلية للتعاون في هذا المجال.
من جهته أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور محمد أيمن سوسان في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أن الأجواء التي سادت اللقاءات السورية البيلاروسية في مينسك تجسد عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين والتي تستند إلى مبادئهما المشتركة في تحقيق العدالة والديمقراطية في الحياة الدولية وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال سوسان إن ممثلي الجانب البيلاروسي وفي مختلف اللقاءات سواء مع نائب رئيس الوزراء أو وزير الاقتصاد وفي وزارة الخارجية عبروا بقوة عن دعم بيلاروس الثابت لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية العدوانية التي تتعرض لها وأشاروا إلى أنها تكافح الإرهاب اليوم نيابة عن الإنسانية جمعاء ولذلك فإنهم مستمرون في مواقفهم لتعزيز صمود الشعب السوري.
وأوضح سوسان أن الوفد السوري لمس بالفعل إرادة الجانب البيلاروسي في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتوفير السبل اللازمة لتحقيق ذلك وخاصة بما يتعلق بالصعيد المالي مشيرا إلى وجود استثمارات وآفاق واعدة وهناك رغبة في تفعيل وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
سانا
إضافة تعليق جديد