المجزرة الاميركية بحق الجيش السوري أُعدت ونُفذت بدم بارد
الجمل ـ Alex Lantier ـ ترجمة وصال صالح : قضى ما لايقل عن 62 من القوات السورية وجرح 100 يوم السبت عندما قصفت الطائرات الأميركية قاعدة تابعة للدولة السورية على جبل الثردة قرب دير الزور، ولا تزال القيادة المركزية الأميركية ترفض الاعتذارعن الهجوم، هذا على الرغم من أن القصف سمح لداعش باقتحام القاعدة والاستيلاء عليها لوقت قصير.
تمثل هذه المجزرة فعل فاضح للحرب وتهدد بتصعيد الصراع السوري إلى حرب شاملة كتأليب من الناتو بقيادة الولايات المتحدة، ضد سورية وحلفائها، بما في ذلك روسيا، كل شيء يوحي بأن الهجوم تزامن مع الأيام الأولى لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية، هذا الاتفاق الذي انتُقد علناً الاسبوع الماضي من قبل قادة الجيش الأميركي، ما يشير إلى أن الهجوم ارتكب عمداً من قبل قوات داخل الحكومة الأميركية المعادية لوقف إطلاق النار.
إن رفض الجيش الأميركي الاعتذار رسمياً عن المجزرة دليل تهور مذهل، القوات السورية تقاتل الميليشيات المعارضة الإسلامية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي تتلقى المساعدة على الأرض من قبل إيران والصين وروسيا، والبنتاغون يشير إلى هذه البلدان ليس فقط لأن- لديها قوات قوية في سورية، بالنسبة لروسيا والصين فهما قوتان نوويتان- لذلك ربما ينتهي الأمر بقواتهم كأهداف للولايات المتحدة، باعتبارهم يعملون جنباً إلى جنب مع القوات السورية.
ندد المسؤولون الروس والسوريون بالقصف بينما الولايات االمتحدة تساعد داعش، ودعا المسؤولون الروس إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن مطالبين واشنطن بتفسيرات، وزارة الخارجية أعلنت"عند الساعة الخامسة من مساء يوم 17 أيلول 2016، شنت خمس طائرات أميركية غارات جوية عنيفة على جبل الثردة في محيط دير الزور، وقد الهجوم استمر لمدة ساعة" واتهمت واشنطن بالتواطؤ مع داعش "الهجوم شن من قبل إرهابيي داعش على نفس الموقع، للسيطرة عليه.....وهذا يسلط الضوء على التنسيق بين هذه المنظمة الإرهابية والولايات المتحدة".
ما تسرب من روايات متضاربة قدمتها الفصائل المتناحرة حول القصف لآلة الاستخبارات العسكرية الأميركية هو صورة عن مجزرة أعدت ونفذت بدم بارد.
لقد عبرت إدارة أوباما عن أسفها عبر موسكو إلى دمشق ل "الخسائر غير المقصودة التي طالت حياة القوات السورية" مسؤولون أميركيون كبار تحدثوا للصحافة، ومع ذلك فإن القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن عمليات وزارة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط، أصدرت بياناً روتينياً لم يحمل في طياته أي اعتذارللخسائر في صفوف الجيش السوري.
"تم إيقاف الضربات الجوية على الفور، عندما أبلغ مسؤولون روس، مسؤولي التحالف أن الأفراد والمركبات التي استهدفت يمكن أن تكون جزءاً من الجيش السوري، وجاء الرد الأميركي متملقاً "الوضع في سورية معقد مع وجود مختلف القوات العسكرية على مقربة من الميليشيات، لكن قوات التحالف لا تضرب وحدة عسكرية سورية معروفة،قال مسؤولون، التحالف سيراجع هذه الضربات والظروف المحيطة بها لمعرفة إن كان يمكن تعلم أي دروس منها" مثل هذه المزاعم التي لا علم لمقاتلي الولايات المتحدة بها ومن كانوا يقصفون، هي ببساطة ليست ذات مصداقية وتتناقض بشكل قاطع مع حسابات أخرى في وسائل الإعلام، مسؤول أميركي في القيادة المركزية -لم يفصح عن اسمه- قال لصحيفة نيويورك تايمز أن طائرات استطلاع أميركية تعقبت وحدات الجيش السوري "لعدة أيام" قبل أن تهاجمهم المقاتلات الأميركية وقال المسؤول "الهجوم استمر لحوالي 20 دقيقة ودمرت الطائرات المركبات وقتلت عشرات الأشخاص في الصحراء المفتوحة، بعد وقت قصير من ذلك جاءت "مكالمة ملحة إلى مركز القيادة العسكرية الاميركية في قطر ... المكالمة كانت من مسؤول روسي الذي قال أن الطائرات الأميركية كانت تقصف القوات السورية، ويجب على الفور إيقاف الضربات" مع ذلك واصلت الطائرات الأميركية قصف القاعدة السورية لعدة دقائق قبل أن ينتهي الهجوم" وفقاً لحساب مسؤول في القيادة المركزية.
يكشف الهجوم في دير الزور أن واشنطن وحلفائها لا يسعون إلى وقف إطلاق النار وتهيئة الأوضاع لسلام، وهم يتبعون نفس الاستراتيجية التي تتبعها قوى الناتو منذ عام 2011 لتغيير "النظام" عبر دعم الميليشيات الإسلامية مثل داعش والنصرة المرتبطتان بتنظيم القاعدة، ضد القوات السورية، الهجوم الأخير يظهر ذلك، قبل تصعيد داعش لهجماتها الإرهابية المتكررة في أوروبا والولايات المتحدة، تعاون واضح لا يزال قائماً بين الولايات المتحدة وقوات داعش لتصعيد الحرب.
بعد هجوم يوم السبت، توجه نشطاء مراكز الفكر إلى وسائل الإعلام لحصر الأضرار السياسية، آرون ديقيد ميلر من مركز ويلسون حذر في حديث لنيويورك تايمز أن الضربات الجوية "سوف تغذي نظريات المؤامرة أن واشنطن تلعب الدور الأبرز مع داعش" وهذا الامر سيسمح للرئيس بوتين "بالانفجار في وجه الولايات المتحدة عشية الجمعية العامة للأمم المتحدة".
هذه دعاية ساخرة،بينما هم يدعمون الميليشيا المعارضة في سورية، كبار المسؤولين الأميركيين والصحفيين على دراية تامة بطابعهم الإرهابي، صحفي النيويورك تايمز سي. جي. شيفرز عرض فيديو يعود لعام 2012 لميليشيا أسود التوحيد، الذين كانوا يرسلون السيارات المفخخة إلى المدن، هذه واحدة فقط من عشرات الميليشيات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة التي ارتكبت الفظائع في سورية، من بينها داعش التي بدأ استهداف عملياتها في سورية فقط في العام الماضي بعدما نفذت هجمات متكررة في أوروبا.
الفصائل المهيمن عليها من الولايات المتحدة تريد الحرب واستراتيجية موسكو تقضي بالتفاوض على الهدنة مع واشنطن ودعم القوات السورية، في حين ان الاستراتيجية التعاونية للعمليات الأميركية في سورية -قد أفلست تماماً والولايات المتحدة لا تخشى الاسترتيجية المعادية للحرب والمناهضة لها في أوساط الشعب الاميركي، والكرملين سعى للتعامل مع محرك حرب الولايات المتحدة من خلال محادثات مع الحكومة الأميركية، وقد فشلت هذه الاستراتيجية واضطر جميع المسؤولون الروس للاعتراف بذلك في مواجهة معارضة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار.
بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي دعت إليه موسكو، اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الهجوم الاميركي بأنه محاولة متعمدة لإفشال وقف إطلاق النار المشترك الروسي- الأميركي مشيراً إلى التوقيت "المشبوه تماماً" للهجوم, وقال تشوركين"ليس من قبيل الصدفة أن يحدث الهجوم قبل يومين فقط من الترتيبات الروسية-الأميركية التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ الكامل في 19 أيلول".
وقد ردد موقع ديبكا الإسرائيلي الصدى وقال أن هناك علاقات وثيقة مع المخابرات الإسرائيلية "البنتاغون والجيش الأميركي لا يتبعون أوامر أوباما في تنفيذ اتفاق التعاون العسكري في سورية، الذي تم التوصل إليه بين كيري ولافروف في جنيف 12 أيلول".
كبار مسؤولي البنتاغون عبروا عن مخاوفهم من أن شروط وقف إطلاق النار تعطي روسيا الكثير من الفرص لدراسة الأساليب القتالية والتكتيكات التي تمارسها قوات البحرية الأميركية والقوات الجوية في ظروف المعركة الحقيقية، ولهذا السبب يعارضها البنتاغون حتى بعد الموافقة عليها من قبل كيري، مصادر في واشنطن تفيد أنه لا يمكن لوزير الدفاع آشتون كارتر أن يعمل ضد قانون شرعه الكونغرس، في إشارة إلى القانون الذي يحظر جميع العلاقات العسكرية مع روسيا كنتيجة لضم موسكو، شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.
عن:World Socialist Web Site
الجمل
إضافة تعليق جديد