المعلم يلتقي كوشنير في الكويت ويحذر من تدويل الأزمة اللبنانية
دعا، أمس، المشاركون في اجتماع دولي حول لبنان في الكويت، تحت عنوان “أصدقاء لبنان”، إلى “انتخاب فوري” لرئيس جديد في لبنان والى “إعادة تحديد” العلاقات بين بيروت ودمشق، بينما عقد اجتماع بين وزيري خارجية فرنسا برنار كوشنير وسوريا وليد المعلم الذي حذر من اتجاه لتدويل الأزمة اللبنانية. وجاءت الدعوة لانتخاب رئيس للبنان في بيان ختامي أصدره المشاركون من دول عربية وغربية في الاجتماع الذي عقد على هامش المؤتمر الوزاري الدولي حول العراق.
ودعا البيان الختامي إلى “الانتخاب الفوري للمرشح التوافقي، العماد ميشال سليمان (قائد الجيش) رئيسا من دون شروط مسبقة”، كما نصت المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية. وانسجاما أيضا مع المبادرة العربية، طلب البيان قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان واعتماد قانون جديد للانتخاب تتوافق عليه الأطراف اللبنانية وتجري على أساسه الانتخابات.
وبحسب نص البيان بالإنجليزية، أعرب المجتمعون عن “استيائهم العميق إزاء استمرار الشلل السياسي في لبنان”، مؤكدين أن “لبنان المستقر سيعطي دفعا للسلام وللأمن في المنطقة وخارجها”. ودعوا “جميع الأطراف داخل وخارج لبنان إلى احترام استقلال وسيادة لبنان”. كما طالبوا لبنان وسوريا “بإعادة تحديد علاقاتهما وتطبيعها” لاسيما عبر إقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود بينهما في ظل جو من “الاحترام المتبادل”.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ولبنان ومصر والأردن والكويت وقطر والسعودية والإمارات، إضافة إلى ممثلين للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمانة العام للأمم المتحدة.
وترأس الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي شدد على دعم المجتمعين للمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية. وأوردت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية “كونا” أن الاجتماع الوزاري غير الرسمي عقد تحت اسم “أصدقاء لبنان” على هامش الاجتماع الموسع الثالث لدول جوار العراق “وذلك للبحث في سبل حل المأزق السياسي في لبنان”. وأشارت إلى أن كوشنير اكد في كلمة ترحيبية أن الحاضرين في لقاء “أصدقاء لبنان” يدعمون المبادرة العربية وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فيما يخص الأزمة اللبنانية.
وكان كوشنير التقى على هامش المؤتمر الوزاري حول العراق، نظيره السوري وليد المعلم للبحث في الملف اللبناني، وذلك في أول اجتماع على هذا المستوى منذ قررت فرنسا وقف الاتصالات الرفيعة مع دمشق في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقال كوشنير بعد اللقاء انه “أثار مسألة الوضع في لبنان”. إلا ان معاوني كوشنير ابدوا حذرهم إزاء إمكانية تحقيق نتائج ملموسة نتيجة اللقاء مع المعلم.
واعتبر المعلم في مؤتمر صحافي ان الاجتماع الذي لم تشارك فيه سوريا، يهدف إلى تدويل الأزمة اللبنانية ووضع حد لجهود الجامعة العربية. وقال عقب انتهاء المؤتمر الوزراي حول العراق، إن الاجتماع حول لبنان “في صيغته الحالية”، “أخشى أن يكون هدفه إخراج الأزمة اللبنانية من أيدي الأمين العام للجامعة العربية باتجاه التدويل”.
وأوضح المعلم انه طلب من عمرو موسى الذي اجتمع معه الاثنين “عدم المشاركة في الاجتماع لكنه أصر على المشاركة”. وانتقد المعلم عدم دعوة سوريا إلى الاجتماع، مؤكدا ان مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط ولتطبيق القرار 1559 في لبنان تيري رود لارسن هو “الذي صاغ الفكرة وأخرجها وربما اصبح بطلها”.
وقال في هذا السياق “أخشى من هذا التدويل على لبنان الشقيق، هذا المؤتمر يعني تعقيد الأزمة لأن مصالح الدول الكبرى ستلعب دورا في تعطيل الحل في لبنان”. وذكر المعلم ان “أمريكا هي البلد الوحيد الذي لم يدعم المبادرة العربية”، منتقدا في الوقت عينه الحكومة اللبنانية ورئيسها فؤاد السنيورة الذي قال انه “يحظى بدعم أمريكي”.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إعادة توصيف مفهوم دول الجوار العراقي وتحديد واجباتها ومهماتها
إضافة تعليق جديد