المناورة «الأكبر» بين واشنطن وتل أبيب خلال أيام

13-10-2009

المناورة «الأكبر» بين واشنطن وتل أبيب خلال أيام

تضاربت الأنباء حول موعد بدء المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة للدفاع الجوي والمسمّاة «جونيبر كوبرا».
وفيما كان الحديث قد جرى عن أنها ستبدأ أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنها ستبدأ في الأيام القريبة المقبلة، وأنه لم يطرأ تعديل على برنامجها، فيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة «رويترز» إن المناورة ستبدأ في 20 تشرين الأول.
وفي أي حال، فإن هذه المناورة، التي تعتبر الأكبر بين إسرائيل والولايات المتحدة، تشكل نوعاً من «الدعاية المسلحة» للالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، خصوصاً في مواجهة إيران.
ورغم أن المناورة، من الوجهة العملية، مشتركة مع إسرائيل إلا أنها أيضاً مناورة مشتركة للقوات الأميركية من أسلحة مختلفة. وهي مناورة على التدرب، ليس فقط على اعتراض صواريخ معادية ضمن سيناريوهات مختلفة، وإنما أيضاً للتدرب على نشر بطاريات صواريخ أميركية في إسرائيل. وتجري المناورة بشكل متزامن ومتنوّع في قواعد عسكرية إسرائيلية وأميركية على الأرض وفي المياه الإقليمية للدولة العبرية.
وجرى الحديث مطولاً في إسرائيل والولايات المتحدة عن أن هذه هي المناورة الأوسع والأشد تعقيداً في ميدان الدفاع الجوي. وسوف تطلق صواريخ «تمثيلية» نحو إسرائيل، ويردّ عليها بصواريخ حية بين 8 و10 صواريخ «باتريوت». والهدف هو اختبار قدرة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية على اكتشاف الصواريخ أثناء تحليقها واعتراضها.
ومع ذلك فإن غالبية التدريبات ستجري في المقرات القيادية لفحص سبل وأدوات التنسيق بين الأسلحة المشاركة من الجانبين.
وانتشر في إسرائيل ما لا يقل عن ألف جندي أميركي من وحدات مختلفة، فضلاً عن خبراء الوكالة الأميركية للدفاع ضد الصواريخ. وكانت الأنباء قد تحدثت عن وصول 15 سفينة حربية من الأسطول السادس، الذي أوكلت إلى قائده الجنرال مارك فيتزجيرالد مهمة قيادة المناورة.
وطوال الوقت، كانت مصادر إسرائيلية تشدّد على أن المناورة تشكل رسالة مزدوجة: حماية إسرائيل وتهديد إيران. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن المناورة «تنطوي على رسالة مزدوجة، لإسرائيل: بأن تشعر بقوة المظلة الدفاعية الجوية الأميركية، وسياسياً، لكي تشعر إيران، بشكل واضح، (بفداحة) ما سيصيبها إذا تدهور الوضع».
واعتبر هذا المصدر أن «نجاح المناورة مهم جداً ليس فقط في مواجهة الصواريخ من إيران وإنما أيضاً من سوريا، لبنان وغزة»، موضحاً أن موعد المناورة تقرر قبل عام، ولا صلة له بالمفاوضات الجارية بين الغرب وإيران من أجل حل مسألة مشروعها النووي. وشدد ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي، في حديث لصحيفة «معاريف»، على أن المناورة مهمة من أجل «بناء هيكل مع الأميركيين ولغة مشتركة، ومن أجل التأكد من وجود ذلك في المناورة الواسعة».
وكتب المراسل العسكري لـ«معاريف» أن الجيش الأميركي سيفحص إمكان نشر منظومات متقدمة من طراز «إيغيس» و«ثآئد» و«باتريوت باك 3» في إسرائيل، وسيفحص الروابط بين منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، من بطاريات «حيتس» و«باتريوت»، مع البطاريات الأميركية.
ولا يقل أهمية عن ذلك، أنه سيتم التأكد من انخراط رادار أشعة إكس الأميركي، الذي نصب في صحراء النقب قبل أشهر، في النظام الدفاعي الإسرائيلي.
لكن، إضافة إلى الرسائل السياسية والعسكرية التي تحملها المناورة، فإن إسرائيل تنتظر أن تترك القوات الأميركية خلفها في القواعد الإسرائيلية الكثير من المعدات والأسلحة والمنظومات التي وصلت للمشاركة في المناورة. كما أن وجود حوالى ألف جندي أميركي في إسرائيل لمدة شهر يحمل أثراً اقتصادياً وإعلامياً كبيراً، لأن الكثيرين منهم يديرون صفحات إلكترونية خاصة بهم ستتحدث عن الدولة العبرية.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...