اليمن: مقتل أول عسكري قطري وبريطانيا تلوّح بوقف تراخيص السلاح للسعودية
أعلنت القوات المسلّحة القطرية، يوم أمس، مقتل أحد جنودها المشاركين في عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو أول جندي قطري يقضي في المعارك منذ بدء العمليات قبل أشهر.
وجاء في خبر لوكالة الأنباء الرسمية القطرية: «أعلنت القوات المسلحة القطرية عن استشهاد الجندي محمد حامد سليمان من القوات المسلحة القطرية، وذلك أثناء تأدية الواجب ضمن قوات التحالف العربية المشاركة في عملية إعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة».
ولم يقدم البيان تفاصيل إضافية عن ظروف مقتل سليمان.
ونعى مسؤولون قطريون الجندي. وكتب وزير الخارجية خالد بن محمد العطية عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «نهنّئ أنفسنا وأهلنا في قطر باستشهاد أحد أبناء الوطن في اليمن».
وهي المرة الأولى التي يفاد فيها عن مقتل أحد الجنود القطريين في اليمن، علماً أنه سبق أن أصيب جنديان بجروح.
وقطر هي إحدى الدول المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ نهاية آذار الماضي ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي ايلول الماضي، أرسلت قطر الف جندي الى اليمن، للقتال الى جانب قوات التحالف. وأوردت قناة «الجزيرة» وقتها أن الجنود مدعومون بمئتي مدرّعة. ويُرجّح أن هؤلاء منتشرون في مناطق قرب الحدود السعودية.
وأرسلت دول أخرى من التحالف لا سيما السعودية والإمارات العربية المتحدة والسودان، قوات الى اليمن لدعم القوات الموالية لهادي. وأعلنت الإمارات أنها فقدت 68 من جنودها في معارك اليمن.
الى ذلك، قتل 13 عنصراً من الحوثيين، يوم أمس، في كمين نصبه مسلحون موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في جنوب البلاد حيث تدور معارك بين الطرفين، بحسب ما أفاد مصدر عسكري.
وأشار المصدر الى أن الحوثيين «يستميتون للدخول الى منطقة المضاربة، لكن التعزيزات التابعة لقوات الشرعية (هادي)، التي وصلت أمس، قادمة من عدن، ستعمل على تغيير موازين المعركة».
وكانت القوات الموالية لهادي استعادت، في تموز الماضي، وبدعم من التحالف، مدينة عدن الساحلية، التي كانت أجزاء منها بيد الحوثيين وقوات صالح، بالاضافة الى أربع محافظات جنوبية هي لحج والضالع وأبين وشبوة.
الا أن الحوثيين استعادوا في نهاية الاسبوع الماضي بعض المواقع التي فقدوها في الأشهر الماضية، ويحاولون التقدم مجدداً نحو عدن، ثانية كبرى مدن البلاد، التي تتخذها الحكومة المعترف بها دولياً مقراً موقتاً.
يأتي ذلك مع تأكيد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عزم مبعوثه الى اليمن على تنظيم مباحثات بين طرفي النزاع خلال الشهر الحالي.
وقال بان كي مون، في تصريحات على هامش قمة الدول العربية ودول اميركا الجنوبية في الرياض، إن «مبعوثي الخاص (الى اليمن) اسماعيل ولد الشيخ احمد يعتزم اقامة جولة جديدة من مشاورات السلام في سويسرا خلال الشهر الحالي».
وأضاف أن «حكومة اليمن والحوثيين التزموا الحضور. ومن الضروري جدا لكل الاطراف ان يوفروا دعمهم السياسي والانخراط بنيات حسنة»، مشدداً على ان «لا حل عسكرياً للنزاع».
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن لندن ستوقف صادرات الأسلحة إلى الرياض في حال أوضحت التحقيقات أن السعودية خرقت القانون الدولي الانساني في حرب اليمن.
وقال هاموند، في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية إن السعوديين «ينفون ارتكاب أي خروقات... ولكننا بحاجة إلى أن نرى تحقيقات مناسبة».
وأضاف «نحن بحاجة للعمل مع السعوديين لمعرفة ما إذا كان جرى الالتزام بالقانون الدولي الانساني. ولدينا نظام إصدار تراخيص التصدير الذي يمكن استخدامه إن لم يكن الأمر كذلك. حينها لن يمكننا إصدار تراخيص إضافية (لصادرات) الأسلحة».
وجاء في تقرير للبرلمان البريطاني في العام 2013، أن بريطانيا أصدرت تصاريح قيمتها أربعة مليارات جنيه استرليني (6.06 مليارات دولار) بتصدير أسلحة الى السعودية خلال الخمس سنوات السابقة على ذلك.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن التحالف الذي تقوده السعودية السبب وراء معظم الضحايا المدنيين في اليمن، واتهمته باستخدام قنابل عنقودية تحظرها معظم الدول.
وقال هاموند إنه على علم بأن السعوديين استخدموا في اليمن أسلحة حصلوا عليها من بريطانيا.
وأضاف «ما يهم هو أن تكون تستخدم بشكل قانوني بما يتماشى مع القانون الدولي الانساني وسنراقب ذلك عن كثب».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد