انباء عن مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية
قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي انه تسلم تقارير استخبارية تفيد بأن زعيم حركة طالبان الباكستانية بيت الله محسود قد قتل في غارة صاروخية، وان موفدين حكوميين توجهوا الى المنطقة للتيقن من صحة هذه الانباء.
وقال الوزير الباكستاني، في مؤتمر صحفي عقده في اسلام آباد، الجمعة انه "من اجل ان نكون متيقنين مئة في المئة نحن ذاهبون الى الموقع للتأكد".
وكان وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك قد قال قبل ذلك انه على الرغم من عدم وجود دلائل دامغة على مقتل محسود، الا ان الانباء الواردة المتدفقة من المنطقة تشير الى مقتله بالفعل.
وكان ثلاثة من المسؤولين الاستخباريين الامريكيين والباكستانيين قد ذكروا ان التحقق من صحة تلك الانباء ما زال مستمرا.
وقالت مصادر في المنطقة لـ بي بي سي ان مسعود قد قتل بالفعل، ودفن في مكان غير بعيد عن موقع الغارة الصاروخية.
وكان احد اقارب محسود قد اكد مقتل احدى زوجاته في الغارة التي نفذت بواسطة طائرة امريكية من دون طيار على بيت ابيها في اقليم جنوبي وزيرستان.
وقال مسؤول باكستاني ان الانباء التي تحدثت عن مقتل محسود مبنيه على معلومات تم التقاطها ورصدها عبر وسائل اتصالات.
يذكر ان اصابع الاتهام في مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو تشير الى محسود، الذي يقال انه يرتبط بعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة.
وينفي محسود ضلوعه في اغتيال بوتو التي قتلت في تفجير ضخم في ديسمبر/ كانون الاول من عام 2007.
وتعتبر واشنطن محسود خطرا جديا على جهدها الحربي في افغانستان، اذ يُعتقد انه له نفوذ واسع في باكستان، الدولة النووية.
وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار مقابل اي معلومات تفضي الى قتل محسود او القبض عليه.
وقد ضرب الصاروخ منزل والد زوجته في منطقة جنوبي وزيرستان في وقت مبكر من الاربعاء، مما ادى الى مقتل شخصين منهما زوجته، لكن مساعديه قالوا انه لم يكن في البيت وقت وقوع الهجوم.
ودعا الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أثار عباس الى التريث وعدم التسرع في الاستنتاج قبل ان يتم التحري من صحة تلك الانباء والتدقق منها.
ويرى مراقبون، في حال صحت انباء مقتل محسود، ان هناك العديد من معاونيه الذين يمكن ان يتولى احد منهم موقعه القيادي.
لكن من غير الواضح كيف سيكون نفوذ هذا القائد الجديد في معقل طالبان باكستان الرئيسي، منطقة جنوبي وزيرستان.
وكانت الحكومة الباكستانية قد حاولت في الماضي تحييد محسود او مهادنته من خلال اتفاقيات من جانب، وحملات عسكرية من جانب آخر، مستفيدة من مليارات الدولارات قدمتها الولايات المتحدة لتحقيق هذا الغرض.
الا ان اسلام آباد لم تنجح تماما في وضع حد لنفوذ محسود او طالبان باكستان، التي تنشط بقوة في منطقة القبائل الباكستانية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، والمحاذية للحدود مع افغانستان.
وكان اتفاق سلام داخلي ابرم معه في فبراير/ شباط من عام 2005 قد منح محسود فرصة لالتقاط انفاسه وتدعيم قوته العسكرية، وهو ما ادى لاحقا الى سقوط العديد من زعماء القبائل قتلى، وقيل ان عمليات الاغتيال نفذت باوامر منه.
ويقدر عدد الذين لقوا حتفهم في تلك العمليات منذ يوليو/ تموز من عام 2007 بحوالي ألفي شخص.
ويتزعم محسود "تحريك طالبان"، او حركة طالبان الباكستانية، التي تتهم بانها وراء هجمات انتحارية واغتيالات ادت الى سقوط المئات من الباكستانيين.
ويعتقد ان هذا التنظيم مكون من ما يقرب من 20 ألف مسلح، فيهم سيل متدفق من عشرات الانتحاريين.
ولا توجد لمحسود سوابق باستهداف منشآت او اهداف غربية، على الرغم من انه هدد في السابق بامور مشابهة.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد