باراك يهدد العرب من تركيا

15-02-2008

باراك يهدد العرب من تركيا

تضاربت المعلومات حول نتائج زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى تركيا والتي استمرت يومين، وجاءت لـ«تعميق العلاقات»، كما قال، فيما اعتبرتها صحف تركية أنها تأتي «لتعزيز العلاقات» العسكرية.
ولا يبدو أن المحادثات كانت ايجابية بالكامل، إذ شابتها «طلعات ونزلات»، كما نقلت إحدى وكالات الأنباء عن مسؤول إسرائيلي، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة المفاوضات على المستوى الفني الرسمي وغير الرسمي لمعالجة التفاصيل الخلافية، التي هي «مبدئية» في العديد منها.
ومع استمرار التعاون التقليدي في مجال التدريب البري والجوي والبحري، وتحديث الطائرات والدبابات، وبيع طائرات «هيرون» من دون طيار، التي استخدمت في تعقب تحركات حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق، شملت المحادثات بيع إسرائيل لتركيا صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية.
لكن المحادثات لم تسفر عن نتيجة بخصوص شراء تركيا قمرا صناعيا للتجسس من طراز «أفق»، حيث اشترطت إسرائيل عدم استخدام هذا القمر لتصوير المواقع العسكرية الإسرائيلية، بما فيها المنشآت النووية. لكن أنقرة رفضت وضع أي شروط، واتفق على متابعة البحث على مستويات فنية.
لكن الزيارة تميزت بالمواقف التي أطلقها مرافقون لباراك، وبما أطلقه الوزير الإسرائيلي نفسه في العلن وفي اجتماعات مغلقة.
ونُقل عن مسؤول مرافق لباراك أن إسرائيل لا ترى في تركيا قاعدة لأي هجوم محتمل على إيران، «وهذا ليس لائقا أصلاً»، وذلك في ردّ على احتمال أن تستخدم إسرائيل الأراضي التركية ضد إيران، تماما كما فعلت أثناء إغارتها على سوريا في 6 أيلول الماضي.
أما باراك فقد قدم أولاً دعمه لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قائلا إن أوروبا «ترتكب خطأ كبيرا إذا لم تضم تركيا إليها.. فهي جسر بين أوروبا والشرق الأوسط»، كما أكد تأييد إسرائيل للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى أن هناك 15 اتفاقية ثنائية عسكرية وأن حجم التعاون يصل إلى 400 مليون دولار.
وفي لقاء خاص مع صحافيين أتراك، وصف باراك تركيا بـ«اللاعب الاستراتيجي»، مشيرا إلى مساهمتها في الوساطة بين سوريا وإسرائيل، بالقول إن «وساطتها طبيعية وتملك قابلية وقدرة على فهم المنطقة وعلى القيام بدور مؤثر في القضايا الثلاث التي تهدد المنطقة وهي أسلحة الدمار الشامل والإسلام الراديكالي والدول المارقة»، و«عندما يحين الوقت سيكون لتركيا دور بين سوريا وإسرائيل، فهي محبوبة سورياً ولبنانياً».
وفي حديث لصحيفة «ميللييت»، اتهم باراك دمشق بدعم منظمات وصفها بـ«الإرهابية»، مثل «حزب الله» و«حماس»، مشيراً إلى أن الحزب «يعمل تحت مظلة سوريا لحشد صواريخه وقذائفه للاشتباكات المقبلة مع إسرائيل»، مهدداً بأنه «سيكون لنا موقف آخر حيال سوريا وإيران»، إذا استمرت الحال على ما هي عليه في لبنان وفلسطين.
وأكّد أن الدولة العبرية «لن تتخلى عن الرد بصورة مفرطة»، مهما تكن مواقف الرأي العام العالمي، فـ«نحن نريد السلام. وهذا السلام لن يحصل إلا بعد أن يدرك جيراننا بصورة قاطعة أن إسرائيل لن تهزم بالحرب أو الإرهاب أو الدبلوماسية. وهم لن يتخلوا عن استخدام هذه الوسائل إذا لاح لهم أمل ان بإمكانهم أن ينتصروا في أي من هذه المجالات».
واعتبر باراك أن الانسحاب من غزة «لم يؤتِ ما أريد منه»، أي وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ومن هنا فإن «الرد على الاعتداءات لا يمكن أن يتم بالليونة».
وردّ باراك على انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لممارسات إسرائيل في غزة، بالقول إن تركيا تتخذ، من اجل مصالحها الوطنية، خطوات عديدة أثارت ردود فعل دولية، مضيفاً أن «الشرق الأوسط ليس مكانا يُرحم الضعفاء فيه».
وأشار باراك إلى انه لن يكرر الخيبة العسكرية التي حدثت في لبنان في العام ,1996 قبل أن يستدرك موضحاً «لم نستخدم حينها قوتنا بالشكل الكافي.. كان ذلك خطأ.. لكن اؤكد لكم أن قواتنا المسلحة هي على درجة من القوة لمواجهة حزب الله وضبطه».
ورأى الكاتب في «ميللييت» سميح ايديز أن مواقف باراك «تفشي أن إسرائيل تريد معاملة أعدائها ليس على مبدأ: المثل بالمثل بل المثل بألف مثله»، مضيفاً أنه (ايديز) خرج من الاجتماع الذي عقده باراك مع صحافيين أتراك، «بانطباع انه ليس ثمة بصيص أمل لحلول قريبة لمشكلات المنطقة»، وأن باراك «يستدعي وادي الذئاب حيث لا رحمة لضعيف» وأن الصراع العربي الإسرائيلي، في الظروف الراهنة، قد يستمر مئة سنة أخرى.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...