باسل الخطيب: أغلقت الباب أمام (معاوية) لأن نياته سيئة
أغلق المخرج باسل الخطيب الباب أمام مشروع مسلسل تاريخي يحاول تلمس السيرة الحياتية لمؤسس الدولة الأموية وأمير المؤمنين الصحابي معاوية بن أبي سفيان وأكد أنه وافق في البداية على المشروع بعد أن لمس لدى الشركة المنتجة (المركز العربي في عمان) نية التطرق لهذه الشخصية لغاية الاقتراب من بدايات تأسيس الدولة العربية في الشام، وتناول معاوية بن أبي سفيان رجل الدولة، ولكني بعد ذلك رأيت أن النص يتجه أكثر أكثر نحو حدود إثارة الفتنة لدرجة أني شعرت أن هناك نيات سيئة من وراء هذا المسلسل فقررت على الفور الانسحاب.
ويؤكد الخطيب أنه كان مع التركيز على أن معاوية رجل سياسة من طراز رفيع استطاع ضمن الظروف الدينية والاجتماعية المحيطة أن يؤسس لدولة عربية قوية استطاعت أن تمتد إلى مناطق جغرافية واسعة، ومقاربة شخصية معاوية تعني مقاربة شخصيات أخرى لذا يجب أن تكون مدروسة حتى لا تثير نعرات أو حساسيات أو فتناً والحقيقة لم ألمس هذا الشيء لذا أعلنت انسحابي على أمل أن نستطيع في المستقبل تقديم مسلسل يليق بهذه الشخصية التاريخية المؤثرة.
كان حوارنا مع باسل الخطيب في رحاب قلعة دمشق حيث ما زال منشغلاً بإخراج المسلسل المصري (أدهم الشرقاوي) الذي يتناول سيرة بطل شعبي سكن الذاكرة المصرية كرجل مقاوم للاحتلال الإنكليزي لبلاده وكنصير للفلاحين البسطاء، ويؤكد الخطيب أن خصوصية هذا العمل «تنبع من فكرة تقديم سيرة البطل الشعبي وأنا كانت لي تجربة سابقة في هذا الإطار من خلال مسلسل (أيام الغضب) لذا كان من الممتع والمثير أن أعمل مرة أخرى في هذه المسلسلات بعد التطور الذي حصل على مستوى الصورة ومستوى المعالجة الدرامية، نحن أمام فلاح مصري بسيط وجد نفسه في سياق تاريخي صعب ومعقد، فبلاده تحت رحمة الاحتلال والإقطاع، وآمن بقدرته على الإتيان بفعل ما اتجاه ما يحدث».
ويؤكد الخطيب أنه والكاتب حاولا التركيز على دور الفرد في إحداث التغيير في محيطه الاجتماعي.. وسبق للدراما المصرية أن قدمت مسلسلاً تلفزيونياً وفيلماً سينمائياً عن (أدهم الشرقاوي) قبل ثلاثين عاماً، ويلفت الخطيب إلى أن هناك اختلافاً جوهرياً بين عمله وتلك الأعمال حتى على صعيد الحكاية، فالشخصية كانت محور جدل، فالبعض كان يراه رجلاً وطنياً نبيلاً وآخرون يرون أنه كان مجرد قاطع طريق ولص، وقد برزت أكثر فكرة أنه قاطع طريق لفترة طويلة بسبب سيطرة الاحتلال البريطاني على وسائل الإعلام في ذاك الوقت وكان من مصلحته طمس معالم أي ظاهرة بطولية وتشويهها ونحن في هذا المسلسل نؤكد أنه كان رجلاً بطلاً.
وقد قدم باسل الخطيب أولى تجاربه على صعيد الدراما المصرية في العام الفائت وهي مسلسل (ناصر)، وقد أبدى بعض المخرجين المصريين امتعاضاً من الاعتماد على مخرج سوري لإنجاز مسلسل يتناول شخصية أول رئيس لمصر وسألته: إذا كان يخشى من ردة فعل مماثلة اتجاه هذا المسلسل الذي يغوص أكثر في الذاكرة المصرية فأكد أن هذا الأمر أصبح وراءنا تماماً والآن هناك مخرجون سوريون كثر يعملون في القاهرة ثم إن الذاكرة المصرية جزء من الذاكرة العربية.
وما زلت أذكر أننا درسنا شخصية أدهم الشرقاوي وحادثة دنشواي ونحن أطفال في الصفوف الابتدائية نحن نتناول شخصية رجل عربي وليس رجلاً من البلدان الإسكندنافية.
ويرى الخطيب أن هذه التجربة «أكثر اكتمالاً من تجربة (ناصر) وأصبحت أكثر قرباً من ذهنية العمل السائدة في الدراما المصرية ومن ثم أنا مرتاح تماماً وخاصة أن هناك تنظيماً أكثر وانضباطاً أكثر وظرفاً إنتاجياً أفضل وأؤكد أن تعاوني مع الدراما المصرية مستمر في السنوات القادمة».
باسل الخطيب خريج أحد معاهد الإخراج في موسكو وقدم خلال أكثر من عشر سنوات العديد من المسلسلات التي نالت إعجاب المشاهدين ومتابعتهم وهو يرى أن مهنة الإخراج حساسة ومسؤولية كبيرة وخاصة أننا لا ننجز أعمالاً للتسلية في الدراما السورية ومن ثم من غير المقبول السماح للمتطفلين وعديمي الموهبة بالدخول إليها والاستيلاء على فرص من المفترض أن تكون من نصيب المخرجين المؤهلين أكاديمياً ومعرفياً، وهذا لا يعني أننا ضد المواهب الجديدة ولكن يجب أن يكون الأمر منظماً ومراقباً أكثر وما أراه أن هناك عشوائية وأعتقد أن هؤلاء المخرجين المتطفلين سوف يسيئون في النهاية للدراما السورية، وأتمنى أن يكون لنقابة الفنانين مواقف أكثر حسماً اتجاه هذا الموضوع.
ونفى الخطيب نفياً قاطعاً ما نشرته وسائل إعلام عن عدم رضاه عن مستوى المخرجين المصريين، وأكد أن ما نُشر كان (فبركة) إعلامية كان القصد من ورائها الإساءة ليس أكثر «وقد ردّ العديد من المخرجين المصريين الأصدقاء على هذا الكلام، وساءهم ما نشر زوراً عني وهذا لا يعني أننا قد لا نختلف مع زملائنا في مصر بوجهات النظر وهذا لا يلغي على الإطلاق ريادة ومكانة الدراما المصرية وأؤكد أن علاقتي مع كل الدراميين المصريين جيدة والاختلاف لا يفسد للود قضية».
وأكد الخطيب أنه لا جزء ثانياً لمسلسل (ناصر) وما نشر في الصحافة غير دقيق وأضاف: تحدث معي الكاتب يسري الجندي واتفقنا على مسلسل يتناول فترة العدوان الصهيوني عام 1967 وما بعدها – ولكن ليس جزءاً ثانياً كما روّج البعض وما زال العمل في طور الكتابة ومن المبكر الحديث عنه.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد