باكستان ترفض السماح لأمريكا بمطاردة القاعدة وطالبان داخل أراضيها
رفضت باكستان بشكل قاطع أمس، السماح للقوات الأمريكية بمطاردة عناصر القاعدة وطالبان داخل أراضيها، مؤكدة ان حكومتها هي الوحيدة المسؤولة عن الأمن في البلاد.
جاء هذا التأكيد على لسان المتحدث الحكومي الجنرال وحيد أرشاد، رداً على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” ذكر ان الادارة الأمريكية تدرس توسيع عمليات الجيش والاستخبارات الأمريكيين داخل المناطق القبلية في باكستان بمحاذاة الحدود مع أفغانستان.
ووصف الجنرال أرشاد تقرير الصحيفة الأمريكية بأنه “تكهن”، وقال إنه ليست هناك ولن تكون أية عمليات عسكرية أمريكية علنية أو سرية داخل باكستان.
وأضاف “نقول بوضوح شديد أن أحداً لن يسمح له بأن يفعل أي شيء هنا. لن يسمح لأية قوات أجنبية بأن تقوم بعمليات داخل باكستان”.
وكانت “نيويورك تايمز” قد ذكرت في تقريرها أمس ان مسؤولين أمريكيين كباراً مهتمين بتقارير للمخابرات تفيد بأن القاعدة وطالبان عازمتان على بث عدم الاستقرار في باكستان، يفكرون في توسيع سلطة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. ايه) والجيش لاجراء مزيد من العمليات السرية هناك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بإدارة الرئيس جورج بوش قولهم في أحاديث غير رسمية انه لم يتم اتخاذ قرارات حيال هذا الأمر ومن بين الخيارات المطروحة عمل المخابرات الأمريكية مع قوات العمليات الخاصة للجيش.
وأضافت الصحيفة ان عدداً من المشاركين في الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكبار مستشاري الأمن القومي لبوش، تناقشوا في مسألة احتمال ان يمنح الرئيس الباكستاني برويز مشرف وقيادة الجيش بالبلاد واشنطن، مزيداً من حرية العمل نظراً للتهديد الذي تتعرض له حكومة مشرف.
وجاء في الصحيفة ان المتحدثين باسم البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية والبنتاجون رفضوا التحدث بشأن الاجتماع، لكن أحد المسؤولين قال إن النقاش عكس المخاوف من أن يكون هناك ملاذ جديد للقاعدة بدأ في ترسيخ أقدامه في بعض مناطق باكستان ويحتاج إلى مواجهته.
وأشارت الصحيفة إلى ان هذه المناقشات الأمريكية جاءت في أعقاب اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية من جانب آخر، اعتبر الرئيس مشرف أمس ان بوتو هي وحدها المسؤولة عن الهجوم الذي أودى بحياتها، وحياة عدد كبير من الأشخاص.
وقال في مقابلة مع شبكة “سي. بي. اس” التلفزيونية الأمريكية “بإطلالتها من السيارة، اعتقد انها المسؤولة الوحيدة، وليس أي شخص آخر، والمسؤولية تقع على عاتقها”.
وقد قتلت بوتو في 27 ديسمبر/ بعد تجمع سياسي في راوالبندي القريبة من العاصمة الباكستانية، وقد كانت واقفة في سيارتها وأخرجت رأسها من السقف.
وتقول السلطات انها توفيت جراء كسر في رأسها لدى اصطدامها بسقف السيارة، بينما كانت تحاول تجنب رصاص أطلقه قناص قبل انفجار قنبلة الانتحاري أما حزبها فيقول انها أصيبت برصاصة في الرأس.
وأقر مشرف في المقابلة بامكانية اصابتها برصاصة في الرأس. وسئل عن هذه الامكانية، فأجاب “نعم، بالتأكيد نعم”.
وعلق على ذلك حزب الشعب الباكستاني (حزب بوتو) فدان تعدد روايات السلطات حول اغتيال بوتو، وقال فرحة الله بابار أحد زعماء الحزب “النظام يغير باستمرار موقفه وهذا يزيد في الشكوك والريبة ويعزز مطالب حزب الشعب الباكستاني بضرورة اجراء تحقيق مستقل برعاية الأمم المتحدة”.
وأضاف انه في حال فاز حزب الشعب في الانتخابات المقبلة، فسوف يطلب من الأمم المتحدة فتح تحقيق دولي.
من جانب آخر، من المتوقع ان تشن السلطات قريباً جداً مداهمات كبيرة يتم خلالها اعتقال آلاف من نشطاء ومؤيدي حزب الشعب والتحقيق معهم بتهم تتراوح ما بين تخريب الممتلكات العامة والخاصة والسلب والنهب بما في ذلك البنوك، وخصوصاً في اقليم السند، وذلك خلال الاحتجاجات على اغتيال بوتو.
وصرح أحد المسؤولين بأن عدد الذين سيتم احتجازهم قد يزيد على عشرة آلاف معتقل. وأكد المسؤول على ان الذين سيعتقلون لن يشهدوا أي نوع من التساهل لما سببوه من أضرار وتخريب.
وقال المسؤول الكبير انه تم تسجيل قضايا وبلاغات ضد الآلاف من نشطاء الحزب لدى مخافر الشرطة، والتي يتم النظر فيها بصورة جدية من الأجهزة الأمنية في باكستان.
وقال ان بعض منافسي حزب الشعب بالانتخابات قد سجلوا قضايا ضد الحزب بسبب قيام نشطائه بتخريب ممتلكاتهم ومكاتب أحزابهم بمدن اقليم السند المختلفة، بل ان بعض مؤيدي الحزب قد أقدموا على نهب الأثاث الموجود بهذه المكاتب أو البنوك والتي سلبوها من الأموال التي كانت بها، وأقدموا بعد ذلك على احراقها، ولهذا فإن البنوك في كراتشي وبعض مدن السند قد امتنعت عن وضع أموال نقدية فيها لعدة أيام .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد