باكستان تنشئ محكمة إسلامية في منطقة القتال
أعلنت السلطات الباكستانية التي تحارب تمرد حركة طالبان في شمال غرب البلاد إنشاء محكمة إسلامية السبت في منطقة ملكند بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي. واتهم وزير الخارجية الباكستاني بعض القوى الخارجية بزيادة تدخلها في الشؤون الداخلية لبلاده لخلق اضطرابات في كراتشي وبلوشستان.
وقال وزير الإعلام الإقليمي ميان افتخار حسين في مؤتمر صحفي "كانت دار القضاء المطلب الرئيس وقد تم الوفاء به، لا يوجد مبرر الآن لحمل السلاح".
وأضاف في إشارة إلى مسلحي طالبان باكستان "لكن إذا حملوا السلاح حتى بعد هذا الإعلان وواصلوا تحديهم للحكومة ومحاولة إدارة حكومة موازية فإن الحكومة ستوقفهم عندئذ عند حدهم بأي ثمن".
وخاضت قوات الأمن معارك لليوم الخامس على التوالي للسيطرة على منطقة بونير وهو واد إستراتيجي محاذ لوادي سوات. ويقول مسؤولون في الجيش الباكستاني إن حوالي 250 مسلحا و12 جنديا قتلوا في العملية. وسيطرت قوات الحكومة على بلدة داجار الرئيسة في بونير، لكن المسلحين لا يزالون يسيطرون على أجزاء من الوادي.
وكان مراسل الجزيرة في باكستان نقل السبت عن مصادر أمنية أن 16 من مسلحي طالبان باكستان واثنين من القوات الباكستانية قتلوا في منطقة مهمند إيجنسي القبلية. ويأتي ذلك بعد استئناف المفاوضات بين حركة تنفيذ الشريعة وممثلي الحكومة المحلية في وادي سوات من أجل تسوية الوضع هناك.
وكان مراسل الجزيرة نقل عن مصادر عسكرية باكستانية أن الجيش قتل الخميس أكثر من سبعين مسلحا في بونير، حيث لا تزال العمليات العسكرية متواصلة لطردهم.
- من جهة أخرى اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي السبت بعض القوى الخارجية بزيادة تدخلها في الشؤون الداخلية لبلاده. وأكد في كلمة ألقاها في تجمع بضريح رجل الدين الصوفي الكبير شاه ركن الإسلام في مدينة مولتان وسط باكستان "أن قوى خارجية معادية لباكستان لا يمكن أن تلحق ضررا بباكستان".
ونقلت وكالة (جيو) الإخبارية الباكستانية عن وزير الخارجية قوله إن هناك يدا خارجية تتدخل لخلق اضطرابات في كراتشي وبلوشستان. وقال "باكستان تواجه العديد من التحديات والوضع الحالي يتطلب منا أن نوحد صفوفنا للتعامل مع المشاكل".
على صعيد متصل قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن توسع سيطرة المسلحين في شمال غرب باكستان يشكل "تهديدا وجوديا للحكومة الديمقراطية في باكستان".
وأضاف غيتس في مقابلة تلفزيونية أن الولايات المتحدة رغبت بتزويد الجيش الباكستاني بكل التدريب والتجهيزات اللازمة للمساعدة في مكافحة التهديد المتزايد.
وأعرب عن رغبة واشنطن بدور أوسع في قتال المسلحين رغم التحفظات الباكستانية على ذلك، حسب قوله.
وأدت الهجمات التي تشنها طالبان في بونير الى إشاعة التوتر في أنحاء البلاد، كما أثارت قلق الولايات المتحدة التي تعد استقرار الدولة التي تملك أسلحة نووية أمرا بالغ الأهمية في جهود واشنطن لإلحاق الهزيمة بالقاعدة وإرساء الاستقرار بأفغانستان.
وكانت الحكومة الإقليمية في الإقليم الشمالي الغربي قد توصّلت في فبراير/ شباط الماضي إلى اتفاق مع الملا صوفي محمد لتطبيق الشريعة الإسلامية في مقاطعة ملكند على أن توقف طالبان عملياتها في المنطقة.
لكن مقاتلي طالبان انتشروا في منطقة بونير في المقاطعة حيث نفذوا دوريات مسلحة ما شكل قلقا ودفع الحكومة إلى شن عملية عسكرية واسعة في المنطقة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد