برامرتز يقول بأنه حقق تقدماً في تحديد هوية قتلة الحريري
ذكر رئيس لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج برامرتز أنه حقق تقدما أكبر في مجال تحديد هوية عدد من الأشخاص الذين قد يكون لهم دور في ارتكاب وتنفيذ الجريمة، لكنه رفض الكشف عن هوياتهم للحفاظ على التحقيق وأمن الشهود، معرباً عن ارتياحه للتعاون الذي قدمته سوريا ودول أخرى لمساعدة اللجنة في عملها.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن برامرتز لم يكشف عن هوية أي من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في عملية الاغتيال لأنه «أوضح منذ البداية أن استراتيجيته هي إعداد الأوراق اللازمة للانتقال، ليس فقط إلى المحقق المقبل ولكن أيضا إلى مدعي عام المحكمة، الذين سيتسلمون هذه الأسماء. وعلى هذا الأساس فإن استراتيجيته كانت عدم الكشف عن أي أسماء في تقاريره الدورية».
وقال برامرتز، في التقرير التاسع للجنة التحقيق، والأخير برئاسته، وتسلمه أعضاء مجلس الأمن أمس، إن هناك صلات محتملة بين اغتيال الحريري وبعض عمليات الاغتيال التي شهدها لبنان منذ نهاية العام ,2004 وإن مرتكبي هذه الجرائم لديهم إمكانيات هائلة، بما في ذلك سيارات معدة بأجهزة تفجير يمكن استخدامها خلال فترة قصيرة للغاية، كما وقع في عملية اغتيال النائب أنطوان غانم.
وأعلن برامرتز توصله إلى معلومات جديدة بشأن شخصية الانتحاري الذي نفذ عملية اغتيال الحريري، مشيرا إلى أنه قضى، في الغالب، سنوات عديدة في مخيم تدريب عسكري أو في مكان كانت تستخدم فيه الذخائر.
وأضاف برامرتز أن البيئة الأمنية المتوترة في لبنان تؤثر على عمل اللجنة، وحذر من أنه بعد الفشل في انتخاب رئيس «فإن احتمالات حدوث تدهور سريع لا يمكن استبعادها». وأشار إلى أن لجنة التحقيق تحتاج لوضع قيود على تداول المعلومات التي أعلنت عنها كي تتجنب تعريض التحقيق للخطر بالإضافة لتهديد حياة الأفراد. وأوصى بإنشاء برنامج لحماية الشهود.
وأشار برامرتز، في تقريره، إلى أن «اللجنة عمقت ووسعت فهمها حول التورط المحتمل لعدد من الأشخاص محل الاهتمام، بمن في ذلك أشخاص تم تحديدهم مؤخرا من قبل اللجنة، والذين قد يكونون متورطين في بعض جوانب الإعداد وتنفيذ الجريمة، أو ممن كانوا على علم بالخطة لتنفيذ الجريمة والإعداد لها»، موضحا أنه «إلى جانب التقدم الذي تحقق في ربط عدة أشخاص محل الاهتمام بتنفيذ الجريمة، فإن اللجنة توصلت أيضا إلى وجود صلات بين بعض هؤلاء الأشخاص» ممن يشتبه في تورطهم بالاغتيال.
كما أشار برامرتز في التقرير، الذي يقدمه مرة كل أربعة اشهر، الى أن «اللجنة ستركز جهودها على مواصلة توضيح المزيد من الروابط بين الأدلة التي تم الحصول عليها من موقع الجريمة والدوافع المحتملة والأشخاص محل الاهتمام الذين قد يكونون لعبوا دورا في بعض جوانب إعداد وتنفيذ الجريمة»، مضيفا أنه لضمان «عدم المجازفة بنزاهة التحقيق والمسار القانوني، وكذلك حماية الأفراد، فإن اللجنة وضعت عددا من الإجراءات لضمان عدم تسرب المعلومات».
وتحدث برامرتز عن المشاكل التي تواجهها لجنة التحقيق بينها «الحفاظ على طاقمها واختيار آخرين للفترة المقبلة».
وأشار برامرتز إلى أنه «استنادا إلى المعلومات المتعلقة باللهجات والمفردات المستخدمة من قبل الأشخاص الذي اجروا الاتصالات بـ(الجزيرة)، تؤكد استنتاجات اللجنة الأولية أن بعضا من هؤلاء الأشخاص على الأقل قد لا يكونون من الناطقين الأصليين باللغة العربية».
وأوضح برامرتز أنّ اللجنة «أطلقت خطة تحليل إعلامية تقوم بفحص المواقف العامة، والاعلانات، والتصاريح، والمقالات المكتوبة من أو عن ضحايا الهجمات المعنية».
وكشف عن معلومات جديدة بشأن اغتيال انطوان غانم، موضحا أنه عاد إلى لبنان قبل ثلاثة أيام فقط من اغتياله بعد رحلة طويلة في الخارج ما يعني أن القتلة تمكنوا سريعا من مراقبة تحركاته. وأضاف أنه قبل اغتياله، كان غانم يلتقي مع أحد أصدقائه في موعد تم ترتيبه قبل وقت قصير للغاية واستمر نحو ساعة «ما يعني أنه خلال فترة قصيرة للغاية، تمكن المهاجمون من إنهاء المراقبة واستخدام سيارة مجهزة بعبوة من أجل تنفيذ الهجوم. وهذا دليل على الإمكانيات العملياتية الهائلة لمرتكبي الهجوم».
وأشار برامرتز إلى أنه عمل أيضا خلال الأشهر الأربعة الماضية على التمهيد لنقل عمل لجنة التحقيق إلى المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان والذي من المتوقع أن يكون النائب السابق للمدعي العام في كندا دانيال بيلمار.
طلب مجلس الامن الدولي من لجنة التحقيق الدولية المستقلة رفع تقرير كل اربعة اشهر حول التقدم المحرز في التحقيق بما في ذلك تعاون السلطات السورية معها.
يلخص هذا التقرير التقدم المحرز في الأوجه المختلفة من التحقيقات في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بالاضافة الى الدعم الفني المقدم الى السلطات اللبنانية في تحقيقاتها حول 18 قضية اخرى بما فيها اغتيال النائب انطوان غانم في 19 ايلول .2007
بناء على تعزيز كل اكتشافات اللجنة التي عرضت في مرحلة التقرير السابق، ركزت اللجنة على ادخال خطط عمل مفصلة في كل جوانب التحقيقات. السرعة والتقدم في اعمال اللجنة كانا مشجعين مما سمح للجنة بالوصول الى فهم مرض للعدد المتنامي لجوانب التحقيقات ولتحديد اولويات التحقيق في الاشهر المقبلة.
ومع تضييق مجال التحقيق، فإن اللجنة تأخذ نهجاً حذراً في ادارة المعلومات. هذا النهج هو لحماية نزاهة التحقيق وأي اجراء قانوني مستقبلي ولتأكيد سرية الاشخاص المتعاونين او من يرغبون بالتعاون مع اللجنة كما من أجل أمن اعضاء اللجنة.
خلال فترة الاعداد للتقرير، تابعت اللجنة التحضير لعملية النقل الى «مكتب المدعي في المحكمة الخاصة للبنان» عندما تبدأ بالعمل. نشاطات اللجنة في هذا الخصوص تتضمن مشاريع التحقيق والتحليل والتحضير لنقل كل معلومات اللجنة والملفات والوثائق والاثباتات.
منذ التقرير الاخير المقدم الى المجلس، تابعت اللجنة عملها مع السلطات اللبنانية وتلقت بصورة عامة ردودا ايجابية عندما بحثت عن مساعدة من جمهوريتي لبنان وسوريا كما من دول اخرى.
ويستمر التوتر السياسي والامني في لبنان بالتأثير على عمل اللجنة.
1ـ مقدمة
1ـ تم تقديم هذا التقرير طبقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 1595 (2005) و1636 (2005) و1644 (2005 ) و1686 (2006) و1748 (2007) التي طلب فيها المجلس من لجنة التحقيق المستقلة الدولية التابعة للأمم المتحدة (اللجنة) إعداد تقرير كل اربعة أشهر يرفعه الى مجلس الأمن حول التقدم المحرز في التحقيق والتعاون الدولي، بما في ذلك تعاون السلطات السورية.
2ـ هذا التقرير هو التاسع الذي تصدره لجنة التحقيق، وهو يطلع مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في المسائل التي شملتها التقارير السابقة، وعلى التقدم المحرز في عمل لجنة التحقيق منذ إصدار آخر تقرير لها في 12 تموز 2007 (424/2007/).
3ـ خلال فترة اعداد التحقيق، استمر الوضعان السياسي والامني في لبنان متوترين جداً. مع انهاء هذا التقرير، لم يكن البرلمان انتخب رئيسا جديدا ليخلف الرئيس اميل لحود الذي انتهت ولايته في 23 تشرين الثاني .2007 ومع ان الوضع الامني استمر هادئا نسبيا خلال هذه الازمة، فإن القوات الامنية كانت على مستوى عال من الاستنفار، تحسبا من اي تدهور محتمل في حال لم يكسر هذا الجمود المستمر. فترة التحقيق تخللها عدد من الاحداث الامنية اهمها اغتيال النائب انطوان غانم وخمسة اشخاص آخرين في 19 ايلول .2007
4ـ كما رفع الى مجلس الامن في التقرير السابق، فقد شهدت فترة إعداد التقرير عمليات مهمة لتوحيد معلومات لجنة التحقيق ونتائجها وتوصياتها في كل الاستقصاءات التي تجريها. وقد أدت هذه العملية المعقدة الى وضع تقارير موحّدة سرية شاملة مؤلفة من أكثر من 2400 صفحة، ومن بينها تقرير من 2000 صفحة حول تحقيق اللجنة في اغتيال الحريري. هذا العمل المتقدم مكن اللجنة من جرد ما لديها ودعم الدلائل وردم الثغرات في التحقيق اضافة الى ايجاد دلائل جديدة كامنة. هذه التقارير الداخلية المحدثة ستكون من الادوات الرئيسية في عملية الانتقال من اللجنة الى المحكمة الخاصة.
5ـ بناء على الجهود المركزة، فإن التركيز خلال فترة اعداد التحقيق كان على تطبيق خطط العمل المكونة من 150 صفحة والتي وضعت بناء على التقارير المعمقة. وبرغم تحديات مؤسساتية عديدة واجهت اللجنة، فان نسبة التقدم كانت مشجعة مع اتمام 109 مقابلات خلال الأشهر الاربعة المنصرمة.
6ـ مع تقدم التحقيق في اغتيال الحريري و22 آخرين في 14 شباط ,2005 فإن اللجنة كانت قادرة على تضييق مجال التحقيق بالقيام باستنتاجات أولية اكثر دقة تتعلق بالظروف المحيطة بالجريمة وتخلت عن افتراضات سابقة معينة. واعتمادا على هذا التقدم خلال فترة الاعداد، توصلت اللجنة الى فهم مرض لعدد متنام من جوانب التحقيق، وطورت دلائل جديدة معينة وحددت اشخاصا اضافيين مثيرين للاهتمام.
7 ـ مع تضييق مجال التحقيق وتحديد اولوياته، فإن اللجنة تتخذ بشكل متزايد نهجا حذرا في ادارة المعلومات المرتبطة بالتحقيقات. اتخذ هذا النهج لحماية التحقيق المستمر والعملية القانونية في ضوء الانتقال الى المحكمة الخاصة. وتابعت اللجنة الحفاظ على سرية عملية التحقيق لتجنب الكشف عن تقنيات وتكتيكات التحقيق والتي من شأن كشفها أن يعيق التقدم في التحقيق.
8 ـ وأيضاً، فإن اللجنة تعي الحاجة لتجنب تأثير لا داعي له، اذا كان حقيقيا أو متصوراً، على شهود مستقبليين محتملين وبخاصة من خلال تقديم معلومات قد تشير الى تحديد مصدر المعلومات. الحفاظ على سرية هوية المتعاونين أو المتعاونين المفترضين مع اللجنة هو اهمية قصوى بالنسبة لها. وتلحظ اللجنة ايضاً هواجس الحماية المتعلقة بالاشخاص الذين عرفوا مباشرة او بشكل غير مباشر بأنهم مثيرون للاهتمام وقد يكونون تورطوا في بعض النواحي في التحضير وتنفيذ الجرائم أو عرفوا بأن خطة وضعت لتنفيذ الجرائم. وتعرف اللجنة واجبها في حماية أمن طاقمها، لذا فقد ادخلت عددا من اعمال الحماية الاضافية التي صممت لحماية طاقم اللجنة وتعزيز ادارة المعلومات الامنية.
9 ـ في ضوء هذه المقاربة، فإن هذا التقرير يجب ان يراه المجلس بأنه صورة عامة لنشاطات اللجنة في الاشهر الأربعة المنصرمة اكثر مما يراه توصيفا دقيقا للتقدم الحاصل حتى الآن في التحقيقات. هذه المقاربة اخذت بعد الاتفاق الكامل مع السلطات القضائية اللبنانية.
10ـ على خلفية القرار رقم 1757 (2007) الصادر عن مجلس الأمن والذي يؤسس المحكمة الخاصة لأجل لبنان، فإن اللجنة تتحضر لتقديم عملها الى مكتب مدعي المحكمة عندما تبدأ هذه بالعمل. ونشطت اللجنة بشكل خاص في التحضير لنقل معلوماتها الالكترونية الكثيرة الى مكتب المدعي. وعملت اللجنة مع الفريق المكلف الكشف على النقل لإرساء العناصر الاولى من برنامج حماية الشهود المخصص للظروف المحددة للمحكمة. بالاضافة الى هذا، تعمل اللجنة مع فريق النقل على بعض الامور الادارية المهمة في عملية النقل بين الهيئتين.
11ـ خلال فترة اعداد التقرير، تابعت اللجنة التقاطع القريب مع السلطات اللبنانية في كل ما يخص عملها. عندما طلبت مساعدة، فان اللجنة ظلت تتلقى بشكل عام ردودا ايجابية من كل الدول، بما فيها سوريا. تلاحظ اللجنة انه حتى تتم عملها، فانها تظل تعتمد على التعاون الكامل من كل الدول.
2ـ التقدم في التحقيقات
أ ـ تحقيق الحريري
12ـ منذ صدور تقريرها الاخير، تابعت اللجنة تخصيص معظم جهدها للتحقيق في اغتيال الحريري. وكما جاء في التقرير السابق، فقد وضعت خطط عمل تعتمد على الجهد المعمق الذي جمع كل المعلومات والموجودات في القضية. هذه الخطط حددت اولويات الاهداف المتصورة من قبل اللجنة قبل نهاية المهمة وتحضيرا للنقل الى المحكمة الخاصة في كل مجال من التحقيق. وكما نرى، فإن تركيز اللجنة خلال فترة الاعداد كان على اكمال خطط العمل هذه.
13ـ التقدم كان مشجعاً. من أكثر من 200 مقابلة مطلوبة في قضية الاغتيال، أجري 70 مقابلة خلال فترة التحقيق السابقة في لبنان وخارجه. وأخذت اللجنة عددا من الخطوات في التحقيق بخاصة في مجال تحليلات الطب الشرعي والاتصالات، والتي طورت فهم اللجنة لاحداث 14 شباط 2005 ، وسمحت بتحديد عدد آخر من الاشخاص المثيرين للاهتمام.
1 ـ مسرح الجريمة ومواضيع متصلة
14ـ في ما يخص مسرح الجريمة بالعلاقة مع أهداف التحقيق، فإن اللجنة قد حلت عددا من المسائل الباقية خلال الفترة الماضية. منذ التقرير السابق، أجرت اللجنة 26 مقابلة مع شهود على علاقة بمسرح الجريمة وتلقت نتائج عديدة لتحليلات الطب الشرعي والتي ساعدت في رسم استنتاجات اولية اضافية.
15ـ اكتملت معظم مشاريع تحاليل الطب الشرعي. من اصل 66 مشروعاً منذ كانون الثاني ,2006 يبقى 23 مشروعاً مفتوحا بما فيها 8 مشاريع جديدة اقرت خلال فترة اعداد التقرير. ستركز اللجنة جهودها في خلال الفترة المقبلة على اخراج نتائج المشاريع المتبقية لإتمام العمل المعمق في هذه القضية منذ سنة .2005 أما في القضايا الاخرى، فكل النتائج الجديدة ستضاف الى تقارير اللجنة التي سيتم تحديثها بالكامل قبل انتهاء عمل اللجنة.
(أ) المتفجرة
كما ورد في التقرير السابق، فإن كل النتائج والموجودات المتعقلة بنوع وكمية الانفجارات، ونوع الصاعق، ونوع وموقع المستوعب الذي حمل المتفجرة والوقت الدقيق للانفجار، جمعت سويا في تقرير واحد. التقارير المتوفرة حديثاً أكدت اكتشافات اللجنة الاولية. اللجنة راضية بانها اطلقت كل المقارنات المحتملة لنوع المتفجرات المستخدمة في الهجوم. وبالاعتماد على التطور الملحوظ الذي وقع في فترة الاعداد للتقرير للاجابة على الاسئلة المتبقية حول المتفجرة، فان اللجنة راضية بالوصول الى فهم معمق لمعظم هذا الجانب من الجريمة.
17ـ خلال فترة الاعداد، جرى تركيز محدد لتقصي اثر مصدر المتفجرات. وتراجع اللجنة حالياً معلومات جديدة تتعلق باشخاص ومجموعات ومؤسسات ربما كان لها منفذ الى هذا النوع من المتفجرات في الفترة السابقة للجريمة. اللجنة تراجع ايضا قضايا اختفاء محتمل لمتفجرات خلال الفترة السابقة للجريمة.
18ـ بالاضافة الى هذا، فإن التحاليل المعتمدة على المعلومات السيسمولوجية المتوفرة، سمحت للجنة برسم مقارنات ذات مغزى بين الاشارات السيسمولوجية التي سجلها المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان بعد انفجار الحريري وانفجارات اخرى، بما فيه بعض القضايا الاخرى التي تقدم فيها اللجنة المساعدة التقنية الى السلطات اللبنانية، وللقيام بتحاليل مقارنة لهذه الاشارات من اجل تقييم وتأكيد حجم الانفجارات وخصائص اخرى لكل انفجار. هذه المعلومات محفوظة بطريقة تسمح بمقارنات سهلة لقوة الانفجارات المختلفة وعناصرها الاخرى.
19ـ بعد اخذ خطوات تحقيقية إضافية خلال فترة اعداد التقرير، فان اللجنة مقتنعة باستبعاد احتمال الهجوم الجوي
(ب) عربة الميتسوبيشي
20ـ عبر تجميع كل النتائج التي تم التوصل اليها في الفترة الأخيرة التي يشملها التقرير، توصلت اللجنة الى فهم مرضٍ لمصدر والتاريخ الحديث لعربة الميتسوبيشي من طراز كانتر المستخدمة في الهجوم. وقد ركزت اللجنة في الفترة التي يشملها التقرير على الاسئلة الباقية المتعلقة بمبيع العربة الى المستخدمين الاخيرين. واجريت اربع مقابلات اضافية منذ تقرير اللجنة السابق لتكوين فهم أدق للمسار الزمني ولظروف هذا المبيع. وحصلت اللجنة كذلك على تصريحات ووثائق اتاحت لها زيادة تدقيقها في تتابع المعاملات التي قادت الى مبيع العربة.
21ـ ولدى اللجنة معلومات تشير الى ان شخصين ذكرين اشتريا العربة مستخدمين بطاقات هوية مزيفة. وقدم هذان الشخصان كذلك معلومات خاطئة للاتصال بهما الى البائع عند شرائهما العربة. وتعمل اللجنة على تحديد هويتيهما والاستيضاح عن خلفيتيهما وامكان تورطهما في الجريمة.
22ـ وما زالت اللجنة تركز الجهود على مرحلة تجهيز العربة. اخذا في الاعتبار مستوى وتعقيدات الهجوم، يبدو ان تحميل العربة بالمتفجرات واعدادها للهجوم كان عملية طويلة تطلبت مشاركة عدد من الاشخاص بمن فيهم اشخاص ذوو خبرة في التعامل مع المتفجرات. ومن المخطط اجراء بضع مقابلات في الفترة اللاحقة للتقدم في هذا الخط من التحقيق.النتائج التي توصلت اللجنة اليها وترتكز على استعراض ما تم العثور عليه في ساحة الجريمة تسمح بالاستنتاج ان المتفجرات كانت مغطاة بلوح خشبي في المساحة المخصصة للتحميل من عربة الميتسوبيشي. وستتابع اللجنة اختباراتها لتحسين فهمها لعملية اعداد العربة من اجل الهجوم ولاختتام فهمها بشأن الموضع الدقيق وترتيب المتفجرات.
(ج) هوية المفجر الانتحاري
23ـ تابعت اللجنة عملها من اجل تدقيق فهمها للأصل الجغرافي للذكر الذي يفترض انه المفجر الانتحاري. وعلى غرار ما جرى تضمينه في التقارير السابقة، تمكنت اللجنة من انشاء تصور اكثر تفصيلا للتاريخ الشخصي لهذا الفرد.
24ـ من خلال فحوصات علم بنية الاسنان والمقارنات الاحصائية لنماذج توزع الحمض النووي ومن خلال المقارنات بين النظائر، طورت اللجنة فرضية اساسية تتعلق بمنطقة محددة من الشرق الاوسط يعتقد ان الذكر الغير معروف الهوية، يتحدر منها. وتسمح النتائج التي توصل اليها الخبراء في هذه الفترة بالاستنتاج ان المفجر الانتحاري المفترض قد تعرض الى كمية مهمة من نوع معين من الرصاص، قد تكون ناجمة عن قربه من ذخائر حربية عندما كان عمره يتراوح بين 16 وعشرين عاما. ويمكن ان يشير هذا الى انه اما كان يقيم قريبا من منطقة نزاع او قرب منطقة تستخدم فيها الاسلحة بانتظام كمخيم تدريب عسكري. وتوفر النتائج الجديدة التي توصل الخبراء اليها معلومات اضافية حول مكان الولادة الممكن للذكر الغير محدد الهوية الى جانب معلومات اضافية عن الموضع الذي امضى فيه طفولته. وتنتظر اللجنة نتائج فحوصات مخبرية جنائية اضافية للتأكد من المحصلات التي توصلت اليها.
25ـ على الرغم من ان نتائج هذا الخط من التحقيق اسفرت عن نتائج مفيدة للغاية وتعد بالمزيد، تبقى اللجنة متيقظة الى ان النتائج الاولية هذه ما زالت في حاجة الى ان تفسر بحرص وفهم واضح لحدود النتائج. وتحتاج النتائج هذه الى المزيد من التفحص في الفترة التي يشملها التقرير المقبل، عطفا على النواحي الاخرى من التحقيق بهدف التقدم في هذا الخط من التحقيق.
26ـ النتائج التي تم التوصل اليها في هذه الفترة من التحقيق والمتعلقة بأصل المفجر الانتحاري المفترض قادت اللجنة الى تركيز انتباهها على اشخاص يشبهون الذكر الغير محدد الهوية ودخلوا الى لبنان في الفترة الزمنية قيد الاهتمام. ويستلزم هذا المشروع تحليل اكثر من مليوني سجل دخول تلقتها اللجنة. يضاف الى ذلك ان اللجنة تتفحص سجلات الاشخاص المفقودين الموجودة في عدد من البلدان. المشاريع الواسعة والتي تتطلب موارد كثيفة ستتواصل في الفترة التي يشملها التقرير المقبل.
(د) مواضع مخبرية جنائية أخرى
27ـ على النحو الذي جرت الاشارة اليه في التقرير السابق الى المجلس، جمعت اللجنة اكثر من 330 نموذج حمض نووي، و160 بصمة اصبع و24 رسما تقريبيا لاشخاص يتعين الاهتمام بهم في التحقيق وذلك اثناء تحقيقات اللجنة. وقد وضع كل هذا في قواعد بيانات قابلة للبحث اصبحت مؤخرا قيد الاستخدام من قبل اللجنة للقيام بالمقارنات مع قواعد البيانات الجنائية الوطنية والدولية الموجودة. وبدأت هذه النتائج في جلب بعض النتائج المهمة عبر توليدها نواحي جديدة للتحقيق، والسماح للجنة باغلاق بعض المسارات التحقيقية الاخرى وهو امر لا يقل أهمية.
28ـ وتحقق تقدم في استكمال قواعد البيانات القابلة للعرض. وتراكم حتى الآن اكثر من ثلاثة آلاف عينة بيولوجية في سياق التحقيقات التي ادخلت الى قواعد البيانات وستهدف اللجنة الى ايصال المشروع هذا الى مراحله الختامية في الفترة التي يشملها التقرير المقبل. وسيجري وصل قاعدة البيانات هذه بمشروع انشاء ساحة جريمة ثلاثية الابعاد.
29ـ بهدف ضمان ادارة متكاملة ومنسقة للعينات استعدادا لنقلها الى المحكمة، تكفلت اللجنة بصون اكثرية العينات المخبرية الجنائية الباقية من ساحة الجريمة ضد الحريري، ولكن بعضها في عهدة السلطات اللبنانية. وستستكمل اللجنة فحص هذه المواد وتصنيفها وإجراء المزيد من الفحوصات المخبرية الجنائية حيث يلزم.
(هـ) تحقيقات أخرى في ساحة الجريمة
30ـ اتاحت جهود اللجنة في تجميع (الادلة) انشاء الظروف التي احاطت بالطريق التي سلكها موكب رفيق الحريري وتركيبة الموكب في يوم الهجوم، وظروف التأخير الطفيف في الموكب في نقطة على الطريق بين البرلمان وفندق السان جورج ووجود اعمال طرق مشبوهة قرب فندق السان جورج ووجود عربات معينة في ساحة الجريمة او على مقربة منها اضافة الى العبث في ساحة الجريمة واعاقة التحقيق المزعومين. وتشعر اللجنة كذلك بالرضا من انها جمعت لائحة شاملة بالافراد الذين كانوا على علم بحركة الموكب في يوم الاغتيال.
31ـ اثناء الفترة الحالية من التحقيق تابعت اللجنة جمع المزيد من التفاصيل بشأن نشاطات رفيق الحريري في الفترة التي تسبق موته مباشرة. واجرت اللجنة ثماني مقابلات مع شهود عيان في الاشهر الاربعة الماضية من أجل التقدم في خط التحقيق هذا، بما فيها مع بعض الافراد الذين كانوا على صلة وثيقة برفيق الحريري في الايام التي سبقت الهجوم.
32ـ وتتابع اللجنة جمع المعلومات الاضافية حول جميع الافراد والعربات التي كانت حاضرة على ساحة الجريمة او على مقربة منها. وحصلت اللجنة مؤخرا على كمية كبيرة من اشرطة الفيديو لنشاطات الحريري في الايام السابقة على الهجوم. أشرطة الفيديو هذه التي تتضمن 61 شريطا جديدا صورت في الاشهر الاربعة عشر قبل الهجوم، ثبتت فائدتها في تحديد هوية العديد من الاشخاص الذين كانوا على اتصال بالحريري في الفترة السابقة على الهجوم ودفعت قدما فهم اللجنة للمسار الزمني للاحداث في الايام التي سبقت الجريمة.
33ـ وحصلت اللجنة كذلك على اشرطة مصورة من شبكات التلفزيون الداخلية تظهر العديد من المواضع حول ساحة الجريمة وغيرها من المواضع المهمة وتغطي الفترة الزمنية قبل الهجوم وبعده. ويجري حاليا فحص الاشرطة هذه وتحليلها حيث امكن بمساعدة خبراء دوليين. وتم ادخال فحص هذه الاشرطة المصورة الى ما تحوزه اللجنة من كمية كبيرة من اشرطة شبكات التلفزة الداخلية وغيرها من المواد المصورة.
2ـ الافراد المتورطون في ارتكاب الجريمة
أ) احمد ابو عدس
34ـ تشعر اللجنة بالرضا بعد متابعتها لتجميع المعطيات بشأن احمد ابو عدس الشخص الظاهر في شريط فيديو اعلان المسؤولية عن اغتيال رفيق الحريري، لبلوغها فهما شاملا لخلفية احمد ابو عدس وظروف عائلته وتاريخه السياسي والديني والمهني. وعلى ما وردت الاشارة في التقرير السابق للجنة واستنادا الى النتائج التي تم التوصل اليها حتى الآن، استخلصت اللجنة ان احمد ابو عدس ليس المفجر الانتحاري الذي نفذ الهجوم ضد رفيق الحريري.
35ـ ما يزال عدد من اشكال الدور الذي اداه احمد ابو عدس في الجريمة قيد التحقيق العملي من قبل اللجنة. ووصلت اللجنة، من خلال 16 مقابلة في الفترة التي يغطيها التقرير الحالي والتحليلات المخبرية الجنائية وغيرها من الخطوات التحقيقية الى فهم اكثر تفصيلا لنشاطات احمد ابو عدس في الاعوام السابقة للجريمة خصوصا تلك النشاطات التي وضعته على تماس مع شخص او اكثر يرتبطون بمجموعات متطرفة معروفة. وقد تحقق تقدم خصوصا في انشاء هوية الشخص الذي يعتقد انه اختفى مع احمد ابو عدس في 16 كانون الثاني .2005
36ـ تنتظر اللجنة نتائج عدد من الفحوصات المهمة التي يتوقع ان تلقي المزيد من الضوء على الصلات بين احمد ابو عدس وشركائه في اغتيال رفيق الحريري.
37ـ حققت اللجنة كذلك تقدما معتبرا في الفترة التي يغطيها التقرير في انشاء تتابع الاحداث التي ادت الى بث شريط الفيديو الذي يحتوي على اعلان المسؤولية على قناة الجزيرة التلفزيونية. وقد زادت اللجنة خصوصا من فهمها لتتابع ولمحتوى سلسلة الاتصالات الى مكتب الجزيرة في بيروت والتي حصلت في يوم الهجوم الى جانب حصول طاقم الجزيرة لاحقا على شريط الفيديو. واستنادا الى المعلومات المتعلقة باللهجات والمفردات المستخدمة من قبل الاشخاص الذي اجروا الاتصالات بالجزيرة، تؤكد استنتاجات اللجنة الاولية ان بعضا من هؤلاء الاشخاص على الاقل قد لا يكونون من الناطقين الاصليين باللغة العربية. وما زال هذا قيد التحقيق. يضاف الى ذلك، ان اللجنة تفحصت وحللت اشرطة شبكات التلفزة الداخلية التي تغطي الموضع الذي ترك شريط الفيديو فيه وحددت بعض الصور التي تشكل اهتماما خاصا بالنسبة الى التحقيق.
38ـ عالجت اللجنة البصمات الثلاثين التي عثر عليها على شريط الفيديو والمواد المتصلة به وهي حاليا تعالجها من خلال الاسقاط لتحديد هوية المتهمين المفترضين وغيرهم من الاشخاص الذين قد يكونون قد لمسوا الشريط اثناء تسجيله او تسليمه. وتم التعرف حتى الان على 13 بصمة على انها تعود الى افراد هيئات تطبيق القانون او وسائل الاعلام لذلك جرى ابعادها عن الشبهة.
39ـ تلاحق اللجنة كذلك آثار شريط الفيديو المستخدم في تسجيل اعلان المسؤولية. وقد أكدت اللجنة ان الشريط صنع في الصين. وقد سبق ان وزع الشريط من قبل شركة كورية جنوبية في تشرين الثاني من العام 2003 كجزء من شحنة تحتوي على 27 الف شريط صدرت الى لبنان. وتحاول اللجنة حاليا انشاء سلسلة عمليات الانتقال التي انتهت الى بيع الشريط الى مستخدمه الاخير. وسيستمر البحث في هذا خلال الفترة التي يشملها التقرير المقبل.
ب) تحليل الاتصالات
40ـ واحدة من الادوات الرئيسية المستخدمة في التحقيق بشأن الحريري من قبل اللجنة، وفي غيرها من القضايا مما توفره من مساعدة تقنية للسلطات اللبنانية، هي مواصلة تحليل الكمية الكبيرة جدا من سجلات الاتصالات والرسائل النصية وغيرها من اشكال معلومات الاتصالات. وخصصت اللجنة مؤخرا موارد تقنية وبشرية اضافية لهذه الناحية من التحقيقات. وتعمل اللجنة حاليا على نسق من المعلومات يزيد عن 6.5 مليارات سجل اتصال تغطي اطرا زمنية مختلفة تهم التحقيق.
41ـ وما زالت التحقيقات في تحليل مكونات الاتصالات تشكل اداة اساسية في اختبار ودعم النتائج والاستنتاجات التي يجري تطويرها في نواح اخرى من التحقيق. ويمثل تحليل سجل الاتصالات على الخصوص جزءا اساسيا في الاعداد لمقابلات الشهود.
42ـ تواصل اللجنة متابعة التحقيقات في شأن الافراد الذين يبدو انهم كانوا يستخدمون عددا ضئيلا من بطاقات الاتصال للهواتف الخلوية (SIM)لمراقبة رفيق الحريري في الفترة التي انتهت بالهجوم. واجرت اللجنة عددا من المقابلات وغيرها من النشاطات التحقيقية المتعلقة ببيع بطاقات الهواتف الخلوية وعدد من اجهزة الهاتف اليدوية الى هؤلاء الافراد. وركزت اللجنة على منطقة محددة يعتقد ان البطاقات بيعت فيها. وتشعر اللجنة بالرضا الآن لفهمها للدور الذي اداه هؤلاء الافراد الذين باعوا بطاقات الاتصال هذه.
43ـ اجرت اللجنة عمليات مراقبة لمحيط خمسة عشر موقعا ذات صلة بقضية الحريري في الفترة التي يشملها التقرير. الهدف من عمليات المراقبة هذه هو تحديد ابراج الهاتف الخلوي التي قد تكون قد وفرت التغطية للهواتف الخلوية ذات الاهتمام الخاص لهذا التحقيق بشأن مواقع مهمة خلال فترات زمنية محددة. وتجري المزيد من عمليات المراقبة بهدف اكمال تحقيقات اللجنة في هذا الصدد.
44ـ لقد نقلت نتائج تحليل الاتصالات الذي تقوم به اللجنة الجاري حاليا الى شكل معلوماتي تحليلي يمثل الارضية المشتركة المستخدمة من قبل اكثرية هيئات تطبيق القانون. ويتيح هذا جعل المعلومات والتحليلات قابلة للبحث والنقل بسهولة.
خالد اسماعيل
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد