برلين: الانسحاب من أفغانستان خلال 4 سنوات

14-09-2009

برلين: الانسحاب من أفغانستان خلال 4 سنوات

اعلن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، انه وضع خطة انسحاب عسكري من الاراضي الافغانية خلال أربع سنوات، في وقت تزداد حدة السجال داخل الولايات المتحدة حيال ارسال المزيد من القوات الى افغانستان، وسط تصاعد مستمر في اعمال العنف، التي حصدت خلال اليومين الماضيين عشرات القتلى، بينهم مدنيون وعسكريون أفغان، و4 جنود اميركيين.
وقال شتاينماير لصحيفة «سوبر ايلو»، ان «المطلوب خلال الولاية التشريعية المقبلة إرساء الأسس للانسحاب»، علما ان انتخابات البرلمان والمستشارية ستجري في 27 أيلول الحالي. واوضح «كنا وسنبقى في افغانستان من اجل منع الهجمات الإرهابية بما فيها تلك الموجهة ضدنا... لكننا لا نريد البقاء هناك الى الأبد».
من جهتها، قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لصحيفة «سودويتشي تسايتونغ» «نود وضع إستراتيجية مع حلفائنا لتوزيع المسؤوليات في افغانستان على خمس سنوات». وبحسب مجلة «در شبيغل»، فان خطة وضعتها وزارة الخارجية تقضي بتحديد أهداف مرفقة بأرقام لتدريب العسكريين الأفغان. وتتحدث الخطة ايضا عن انشاء «صندوق لإعادة الاندماج» بتمويل دولي من اجل «السماح لمؤيدين لطالبان بالاندماج من جديد في المجتمع الأفغاني».
وصدر هذان الإعلانان وسط حملة انتخابية، يسعى شتاينماير الذي يترأس لائحة الاشتراكيين الديموقراطيين، للتقدم فيها على المحافظة انجيلا ميركل والفوز بالمستشارية، مستثمرا من اجل ذلك المعارضة المتزايدة للتدخل في افغانستان لدى الرأي العام الألماني. وكشف استطلاع للرأي اجري الأسبوع الماضي ان 57 في المئة من الألمان يؤيدون انسحابا سريعا للجنود الألمان من افغانستان.
وفي واشنطن، احتدم السجال الداخلي حول زيادة عديد القوات في افغانستان، خاصة في الحزب الديموقراطي، بينما تخطط وزارة الدفاع لإرسال قوات إضافية للتصدي لسلاح «قنابل الطرق». ومن المتوقع أن يوقع وزير الدفاع روبرت غيتس، على قرار إرسال نحو 3 آلاف جندي لهذه الغاية، علما ان الزيادة في استخدام قنابل الطرق، بلغت 350 في المئة منذ العام 2007.
وكان مسؤولون ديموقراطيون كبار في الكونغرس، بينهم رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، عبروا عن شكوكهم في الأيام الماضية إزاء إرسال قوات جديدة الى افغانستان، مطالبين بزيادة عديد القوات الافغانية اولا، فيما سيتعين على البيت الابيض ان يحسم موقفه من هذه المسألة في الأسابيع المقبلة. وفي موقف اكثر تشددا، دعا السيناتور الديموقراطي راسل فينغولد مؤخرا، الرئيس باراك اوباما، الى تحديد جدول زمني للانسحاب.
وباتت الحرب تحظى بتأييد اكبر بين الجمهوريين. وقد شدد السيناتور جون ماكين، المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية والممثل الجمهوري في لجنة الخدمات العسكرية، على إرسال قوات اميركية جديدة للقتال في افغانستان. كما طالبت شخصيات كبيرة في أوساط المحافظين، بينها مستشار الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، كارل روف، بإرسال قوات اضافية.
وسيبلغ اعضاء الكونغرس في الأيام المقبلة بشأن الاستراتيجية الاميركية الجديدة في افغانستان بعد تقييم قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. واعلن البيت الابيض ان اوباما سيحتاج لأسابيع عديدة من اجل ان يحسم مسألة إرسال تعزيزات اضافية من عدمه. ويفترض ان تنشر الولايات المتحدة نحو 68 الف جندي الى افغانستان بحلول نهاية العام 2009.
ميدانيا، واصلت وتيرة اعمال العنف تصاعدها في البلاد المحتلة منذ العام 2001. وقتل جنديان أميركيان في إقليم وردك شرق أفغانستان، في انفجار عبوة مزروعة على جانب الطريق. وقتل جنديان آخران في ولاية فرح الغربية في اشتباك مسلح. وأعلنت السلطات الافغانية وحلف شمال الاطلسي، ان ما يصل الى 50 عنصرا من طالبان قتلوا امس الاول في مواجهات فرح، أدت ايضا الى مقتل 7 جنود أفغان.
ووقعت هجمات أخرى في كافة أنحاء البلاد، في يوم دموي قتل فيه اكثر من 22 مدنيا و20 عسكريا أفغانيا، بينما اعلن احد المحققين الأربعة المكلفين من قبل الحكومة الافغانية متابعة الغارة الأطلسية في 4 أيلول الحالي، مقتل 30 مدنيا و69 عنصرا من حركة طالبان في الضربة الجوية التي نفذها الاحتلال الاميركي بطلب من الوحدة الالمانية في قوات الحلف الاطلسي.
من جهة اخرى، وفيما طالبت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بفتح تحقيق في ملابسات مقتل الصحافي الأفغاني سلطان منادي خلال عملية للحلف الاطلسي استهدفت تحرير الصحافي البريطاني ستيفان فاريل، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الحكومة الاميركية تنوي نشر تعليمات جديدة تمنح إمكانيات اكبر للسجناء في مركز الاعتقال الاميركي في باغرام في افغانستان، للاعتراض على احتجازهم.
وفي باكستان المجاورة، قال مسؤولون امنيون ان مروحيات باكستانية قتلت 22 مسلحا ودمرت ثلاثة من مخابئهم في هجمات في منطقة خيبر على الحدود الافغانية، التي قتل فيها مسؤولان عسكريان باكستانيان في تفجير عبوة مفخخة عن بعد. كما اعلن وزير الداخلية الباكستانية رحمان مالك، ان زعيم حركة طالبان في منطقة وادي سوات، فضل الله، أصبح محاصرا وسيتم اعتقاله.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...